هن الأماني مدمنات حران

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هن الأماني مدمنات حران لـ ابن الحداد الأندلسي

اقتباس من قصيدة هن الأماني مدمنات حران لـ ابن الحداد الأندلسي

هُنَّ الأَمانِي مُدْمِنَاتُ حِرَانِ

فَصِلِ اعتِزَاماً لاَتَ حيِيْنَ تَوّانِ

وإِذا انقَضَى زَمنُ الفَتَاءِ عن الفَتَى

فَبَقَاؤُهُ وَفَنَاؤُهُ سِيَّانِ

لا تُخْدَعَنَّ فما لإِحْسَانِ الصِّبَا

عِوَضٌ ولا لِرُوَائِهِ الحُسَّانِ

واخْلَعْ على رَيْعَانِهِ حُلَلَ المُنَى

فَمَحاسِنُ الأشياءِ في الرَّيْعَانِ

وزيادَةُ الأَقْمَارِ بَدْءُ شُهُوْرِهَا

وتَعَقُّبُ الأَعْقَابِ بالنُّقْصَانِ

والشَّمْسُ في الحَمَلِ الذي هو أَوَّلٌ

تَسْمُو كما تَنْحَطُّ في المِيْزانِ

ليس الصِّباَ زَمَنَ الصِّبَا لكنَّهُ

قَمْعُ العِدَى ورَعَايَةُ الخُلاَّنِ

حالٌ يَحُوْلُ الهِمُّ فيها يافعاً

والخَمْرُ تَثْنِي والشِّيْبَ كالشُّبَانِ

فَيَرَى تَيَمُّمَهُ وتَقْلِبُ قَلْبَهُ

حَدَقُ المَهَا وسَوَالِفُ الغِزْلاَنِ

فالنَّفْسُ تَزْدَادُ النَّفاسَةَ والهَوَى

هُوْنٌ وما أَرْضَى لها بِهَوَانِ

وَلَرُبَّ ذي أَيْدٍ سَعَى لِيَضُمَّهَا

فَرَمَتْهُ بالإِيْهاءِ والإِيْهَانِ

وَوَعِيْدُ أَقْوَامٍ صَمَمْتُ لِسَمْعِهِ

سَمْعُ الأَذَى من آفَةِ الآذانِ

وتَغَطْرُسٌ من مَعْشَرٍ قد أَنْبَأُوا

أنَّ الوِهَادَ تَعُوْدُ شُمَّ رِعَانِ

قَلَبَ الزمانُ عِيَانَهُمْ وعِيَالَهُمْ

وكَذَا الزَّمانُ مُغَيِّرُ الأَعْيَانِ

يا سَائِلِي عمَّا زَكِنْتُ من الوَرَى

والسِّرُّ قد يُفْضِي إلى الإِعْلانِ

إيْها سَقَطْتَ على الخَبِيْرِ بِحَالِهِمْ

عند العَرُوْضِ حَقَائِقُ الأَوْزَانِ

هُمْ كالقَرِيْضِ وَكَسْرُهُ من وَزْنِهِ

يَبْدو من التَّحْرِيْكِ والإِسْكانِ

ومتى تَحُلْ حالاهُما عن كُنْهِها

أَنْكَرْتَ منه واضِحَ العِرْفَانِ

كم من خليلٍ سَاعَدَتْهُ سَعَادةٌ

وَطَوَى بها كَشْحاً على الأَضْغَانِ

مِنْ كلِّ ذي حَسدٍ يُشانِئُ شانئٍ

إنَّ التَّحَاسُدَ باعِثُ الشَّنآنِ

هَاجُوا سُكُوْنِي فاستَدَمْتُ هِيَاجَهُمْ

إنَّ الحَرَاكَ دَلالَهُ الحَيَوَانِ

فانْجَابَ عن شَمْسِي دُجَى إجْلاَبِهِمْ

وَلَرُبَّ بُرْءٍ كان في بُحْرَانِ

لَمَّا فَضَلْتُ رَمَوْا بكلِّ عَضِيْهَةٍ

والفَضْلُ مَوضعُ أَسْهُمِ البُهْتَانِ

يا ما لِدَهْرِي ليس يَعْدُلُ حُكْمُهُ

أَتَرَاهُ خالَ العَدْلَ في العُدْوانِ

أو رَدَّ حَظِّي في الحُظُوْظِ مُصَلِّياً

أنْ كان ذِهْنِي سَابِقَ الأّذْهَانِ

هَلاَّ تَنَاءَتْ في التَّسَابُقُ حَلْبَةٌ

حتى يُبَرِّزَ رَبُّ كلِّ رِهَانِ

لو مُدَّ مَيْدَانُ التَّنَاظُرِ بيننا

عَلِمَ الوَرَى مَنْ فَارِسُ المَيْدَانِ

ذِكْرُ الفَتَى يُبْدِي خَفِيُّ سِنَانِهِ

والنارُ حامِيَةٌ بِغَيْرِ دُخَانِ

وعَسَى إِثَارَتُهُ تُرِي آثارَهُ

وَلَكَمْ تُدَالُ إدَالَةٌ بِطِعَانِ

ومَلاكُ بُغْيَتِكَ المَلِيْكُ مُحَمَّدٌ

يَمِّمْهُ تُحْمَدْ صَرْفَ كل زَمَانِ

شَادَ ابنُ مَعْنٍ في تُجِيْبَ مَكَارِماً

ليستْ لِمَعْنٍ في بني شَيْبَانِ

يا مَنْ يُضِيْفُِ إليه حاتمُ طَيِّءٍ

مَرْعىً ولكنْ ليس كالسَّعْدَانِ

أَعْطَتْهُ أهواءَ القلوبِ سياسَةٌ

خَفِيَتْ لَطَائِفُها على سَاسَانِ

وَبَدَتْ إلينا منه صورةُ سِيْرَةٍ

تُنْبِيْكَ عَمَّا سَنَّهُ العُمَرَانِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة هن الأماني مدمنات حران

قصيدة هن الأماني مدمنات حران لـ ابن الحداد الأندلسي وعدد أبياتها أربعة و ثلاثون.

عن ابن الحداد الأندلسي

محمد بن أحمد بن عثمان القيسي أبو عبد الله. شاعر أندلسي له ديوان شعر كبير مرتب على حروف المعجم. أصله من وادي آش سكن المرية وأختص بالمعتصم محمد بن معن بن صمادح، فأكثر من مدحه، ثم سار إلى سرقسطة سنة 461 فأكرمه المقتدر بن هود وابنه المؤتمن من بعده. وعاد إلى المعتصم ومات أيامه في المرية. له كتاب (المستنبط في العروض) .[١]

تعريف ابن الحداد الأندلسي في ويكيبيديا

أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان القيسي، المعروف بابن الحداد ( ? - 480 هـ / ? - 1087م ) هو شاعر أندلسي. له ديوان شعر كبير مرتب على الاحرف الابجدية، وكتاب المستنبط في العروض . أصله من وادي آش سكن المرية وأصبح من شعراء بلاط المعتصم بن صمادح، فأكثر في مدحه، ثم حصلت بينه وبينهم جفوة اضطرته إلى الفرار لسرقسطة سنة 461 هـ فأكرمه المقتدر بن هود وابنه المؤتمن بن هود من بعده. وعاد إلى المعتصم، وتوفي بالمرية. حظي هذا الشاعر بفضل السبق في طرحه موضوع جديد على مسرح الشعر العربي، وفن التغزل تحديدا، حيث عني بالتغزل بالمرأة النصرانية، فأثر هذا في لغته الشعرية فجعله يوظف اللغة العقائدية فيكون دقيقا في اختيار ألفاظه من خلال ولوعه بالأجواء التي توحي بعقيدة هذه المرأة النصرانية، كما يعكس هذا الاتجاه في شعر «ابن الحداد» القيمة الإنسانية التي كانت تحظى بها المرأة النصرانية في المجتمع الأندلسي. هذه الفتاة النصرانيّة سمّاها في ديوانه «نويرة». وأوقعه حبّ نويرة في حبّ كلّ رموز النصّرانيّة ورجالها وأماكنها. واتّسع حبّ الشاعر نويرةَ لكلّ ما هو مسيحي : كعيسى والإنجيل، والقساوسة وصلبانهم، والرّهبان وكنائسهم، والنّصارى وأعيادهم إضافة إلى التّثليث ورموزه والطقوس وأناشيدها.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي