ههنا كان الشعب يلفي دليلا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ههنا كان الشعب يلفي دليلا لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة ههنا كان الشعب يلفي دليلا لـ جميل صدقي الزهاوي

هَهُنا كانَ الشعب يُلفي دَليلا

كُلَّما رام لِلمَعالي وصولا

هَهُنا كانَ العلم يَجلو السَجايا

وَيُنير الحجى وَيَهدي السَبيلا

هَهُنا في ظلال هذي المَباني

لبس الشرقُ غرة وَحجولا

هَهُنا كانَت الحَضارَةُ تَبني

للحكومات في البلاد أُصولا

من هنا كان السلم يَبسطُ فوق ال

أرض من ظله جناحاً طَويلا

من هنا كانَ الدين ينشر للنا

س بياناً يفسر التَنزيلا

من هنا كانَت العُروبَة تجني

شرفاً باذِخاً وَمَجداً أَثيلا

من هُنا كانَت السَعادة تُلقي

فوق قطر العراق ظلاً ظَليلا

من هُنا كانَ العلم يَسقي شَباباً

ظمئوا للعُلى وَيَسقي كهولا

من هنا كانَت الخلافة تُهدي

للبَرايا فطاحلاً وَفحولا

من هنا كانَ العدل يبدي سَلاماً

من هنا كانَ الحكم يَلقى عدولا

من هنا كانَ الشرق يهدي الى الغر

ب ضياء به ينير العقولا

وَفنوناً في روضها العين تَرعى

نرجساً أَو بنفسجاً مطلولا

قَد أَممنا المستنصريَّةَ صبحاً

فوجدناها أَرسماً وَطلولا

ووقفنا حيناً نكفكف بالأي

دي دموعاً يأبين إلا همولا

في عراصٍ تنكَّرت وَربوع

بدّلتها يدُ البلى تَبديلا

أَيُّها الربع أَينَ أَهلك ساروا

قل إذا كنت قادِراً أَن تَقولا

لا أَرى أَن يحير ربعٌ جواباً

كانَ عنه بنفسه مَشغولا

قَد بكينا فيه علوماً توارَت

وَبكينا فيه نجوماً أَفولا

واِستلمنا الجدران منه اِحتراماً

وَلثمنا ترابه تَبجيلا

حجرات بعد النضارة منها

لبست غبرة وأَبدَت نحولا

وَبيوت قد أَظلمت بعد أَن كا

نت تضيء الحَياة دَهراً طَويلا

وَبنت حولها العناكِبُ بالنس

جِ بيوتاً وَبتنَ فيها حلولا

وَعراص تعاورتها السوافي

وَمشت فوقها تجرّ الذيولا

بعد أَن كانَت للعلوم محطاً

حط فيها المتاجرون حمولا

وَصروح للعلم مرتفعات

قوضتها الأيام إلا قَليلا

قاومَت خلفة الحوادِث دهراً

ثم شق البِلى إليها سَبيلا

تهبط الشمس أَرضها كل يوم

وَتحييها بكرة وَأَصيلا

كل تلك السنين وَهي عصور

لَم يزرها النَسيم إلا بَليلا

هدم الدهر موفيات لرضوى

إنَّ للدهر عند رَضوى ذحولا

حيثما تلتفت تشاهد جداراً

مزقته الأيام عرضاً وَطولا

منهل للعلوم عذب به كا

نت عطاش القطرين تَروي الغَليلا

يا لثديٍ قد جف من بعد ما قد

رضعته الأجداد جيلاً فَجيلا

يا لأمٍّ من بعد ما حضنتهم

ترك الدهر شلوَها مأكولا

إننا يا دار الرجاء شبيها

ن كلانا قاسى الشقاء الوَبيلا

وَكِلانا يا معهد العلم مبدٍ

جسداً ناحلاً وَجسماً عَليلا

قَد لعمري أَمسَت عليك الليالي

وَعليَّ الحَياة عبئاً ثَقيلا

أيُّها المعهد الجَليل سلام

لَيسَ ما قد قاسيت شَيئاً قَليلا

إن دهراً قد هدَّ منك بناءً

لَم يَكن عمَّا قَد أَتى مَسؤولا

كنت يَنبوع حكمة لأناسٍ

تخذوا الحق صاحباً وَخَليلا

اِهتَدوا بالقرآن فاِتبعوه

وأجلُّوا التوراة والإنجيلا

أَيُّها المعهد القَديم أَتلقى

جدةً بعد أن بليت طَويلا

أَيُرينا طلوعه من جديد

فيك نجمٌ للعلم لاقى أفولا

أَيُّها العلم لح إذا الجهل أَدجى

كوكباً وابعثِ الضياء رسولا

تَتَمَنّى النفوس في كل أَرض

أن تراك العيون منها جَميلا

أَيُّها الجهل أَنتَ ليل مخوفٌ

باتَ يُرخي من الظلام سدولا

أَيُّها الليل دلَّنا في سرانا

قبل أَن تعجل النجوم أفولا

أَنا أَرجو إذا سَرى فيك قَومي

أن تكون الشعرى لقومي دَليلا

أَيُّها المغربان إني أرى في

أفق المشرقين نوراً ضَئيلا

وَعَسى أَن يَكون عنوان فجر

لنهار في العين يَبدو جَميلا

شرح ومعاني كلمات قصيدة ههنا كان الشعب يلفي دليلا

قصيدة ههنا كان الشعب يلفي دليلا لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها خمسون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي