هواكم الدمع الصب كم في النوى اجرى
أبيات قصيدة هواكم الدمع الصب كم في النوى اجرى لـ عبد الله فريج

هَواكُم الدَمعُ الصَبِّ كَم في النَوى اجرى
فَهَلّا قَضيتُم في الغَرامِ لَهُ أَجرا
وَهلّا بَعَثتُم بِالخَيالِ بِزورُهُ
فَيَحظى بِوَصلٍ بَعدَ ما كابد الهجرا
أَحباي كَم النذُّ سَمعاً بِذِكركُم
اِذا عَبَّق اللاحي بِلَومٍ لَهُ نَشرا
نَأَيتُم وَقَلبي في الظعونِ أَسيرُكُم
وَكَم مِن قُلوبٍ في الغَرامِ لَكَم أَسرى
سَلَبتُم فُؤادي وَالهَوى شاهِدٌ بِهِ
فَلَم تَستَطيعوا في الاِنامِ لَهُ نَكرا
وَشاطَرتُموني مُهجةً يَوم بُعدِكُم
فَمن اينَ لي ان التَقي بَعدُكُم صَبرا
فَلا زِلت أَحييى كُلَّ لَيلي مَسهداً
اكادُ لِطولٍ فيهِ ان لا أَرى الفَجرا
وَلما عَلَيَّ الدَهرُ جارَ بِبُعدِهِم
وَأَوسَعني بِالظُلمِ في وُدِّهِم غَدرا
شَدَدتُ الى التِرحالِ مني مطية
يَسيرُ بِها حادي السَرى العام وَالشَهرا
أُكَلِّفُها قَطع الفيافي ضَئيلَة
وَأُزعجُها بِالحَثِّ في سَيرِها زَجرا
تَقولُ وَأَعياها الهُزالُ أَلا اتئد
إِلى مَن تَجوبُ السَهلَ يا صاح وَالوَعرا
فَقُلتُ إِلى مَن راحَ احمدُ فِعلِهِ
يُعَطِّرُ بَينَ العالَمينَ لَهُ ذِكرا
فَريدُ زَمانٍ عَزَّ في الناسِ مِثلُهُ
حَسيبٌ نَسيبٌ مَجدُهُ شَرَّفَ العَصرا
أَميرٌ خَطيرٌ عَن أَبيهِ وَجدِهِ
كِرامٌ نَرى من دونِهِم في العُلى كِسرى
فَلا عَجَب أَن جَل يَسمو مَقامَهُ
وَفَخراً عَلى شُهبِ السَماءِ سَما قَدرا
سِريٌ حريٌّ بِالفخارِ لِواؤُهُ
عَلَيهِ يَدُ الاسعادِ خَطت لَهُ نَصرا
اخو همة في مَطلَبِ الحَمدِ قَد غَدَت
تُفاخِرُ في عَليائِها الباز وَالنِسرا
كَريم لَهُ كفٌ هِيَ البَحرُ انَّما
تُرينا لما مَدّاً يَفيضُ وَلا جَزرا
لَهُ خُلُقٌ يَحكي النَسيمَ بِلُطفِهِ
وَسَيف لا عناقَ العدى يَقدحُ الجَمرا
حَليفُ وَفاءٍ جَلَّ حَقُّ ثنائِهِ
بِمَدح فَلا نوفيهِ نُظماً وَلا نَثرا
تَقَلَّبَ في صَدرِ المَناصِبِ راقِياً
وَعما قَريبٍ سَوفَ نَنظُرُهُ صَدرا
وَحَسبُكَ مِنهُ اليَومَ دائِرَةٌ غَدا
سَناها بافق الحُسنِ مُبتَسِماً ثَغرا
فَيا من بِحَقٍّ اعجَزَ الناسُ فَضلُهُ
اِذا ما أَرادوا في العِبادِ لَهُ حَصرا
تحكم بِما قَد شِئتَ فَالدَهرُ طائِعٌ
لَدَيكَ كَعَبد قامَ بَنتَظِرُ الأَمرا
وَهاكَ من المَحسوبِ بَكراً أَبيهِ
تَعَلَّمُ هاروت البَلاغَة وَالسِحرا
إِذا ما رَوى الراوونَ آياتٍ سِحرها
عَلى السَمعِ فَالاِلبابُ باتَت بِها سكرى
فَناهيكَ مِنها دُرُّ نُظمٍ مرصعٌ
وَشعر له تَصبو الكَواكِبَ وَالشعرى
فَلَو أَنَّها زُفَّت لِكِسرى زَمانِهِ
لَشاطَرَها مَلِكاً وَقالَ لَها عُذرا
وَما ذاكَ يا مَولايَ إِلّا لأَنَّها
صِفاتُكَ فيها فاقَت الانجُم الزُهرا
مخدرةٌ عَن كُلِّ صَبٍّ تَحجَّبَت
فَلَولاكَ ما لاحَت وَلا بارَحت خَدرا
سِواكَ فَلا تَرضى من الخَلقِ بِعلها
وَلا تَبتَغي غَيرَ القبولِ لَها مَهرا
اِلَيكَ بِها هاجَ الغَرامُ فَزفها
عُبيدٌ لِمَولاهُ يُؤدي بِه الشُكرا
فَخُذها رَعاكَ اللَهُ تَلعب بِالنهى
فَإِنَّكَ يا رَبَّ الكَمالِ بِها أَحرى
تَهنيكَ بِالعيدِ الشَريفِ الَّذي بَدا
بِكم طالِع الاسعاد في أُفقَهِ بَدرا
فَدُمتَ لَنا تَحيا إِلى مِثلِ مِثلِهِ
بِعُمر يُفاني في تَطاوُلِهِ الدَهرا
وَلا بَرِحتُ وَرق السعود عَلى المَدى
إِلَيكَ بِتاريخَينِ تَهتِفُ بِالبُشرى
فَلا زِلتَ في الأَضحى مَدى الدَهر آنِساً
لِوَيل العدى في كُل عام تَرى نَحرا
شرح ومعاني كلمات قصيدة هواكم الدمع الصب كم في النوى اجرى
قصيدة هواكم الدمع الصب كم في النوى اجرى لـ عبد الله فريج وعدد أبياتها سبعة و ثلاثون.
عن عبد الله فريج
عبد الله فريج أفندي. أحد أدباء وشعراء مصر في العصر الحديث اتقن الشعر بعد أن بلغ الأربعين من عمره. أهدى أشعاره صاحب السعادة: ادريس بك راغب وقد قال في مطلع ديوانه مادحاً له: لإدريس رب الفضل تحدى الركائب وتطوى على بعد الديار السباسبُ له أريج الازهار في محاسن الاشعار.[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب