هواك هواك والدنيا شؤون

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هواك هواك والدنيا شؤون لـ أحمد محرم

اقتباس من قصيدة هواك هواك والدنيا شؤون لـ أحمد محرم

هَواكِ هَواكِ وَالدُنيا شُؤونُ

وَلِلصَبَواتِ آوِنَةً سُكونُ

تُقَلِّبُني الحَوادِثُ وَاللَيالي

وَحُبُّكِ عَن تَقَلُّبِها مَصونُ

ظَنَنتِ سِواهُ أَن نَزَحَت دُموعي

وَأَن هَدَأَ التَشَوُّقُ وَالحَنينُ

رُوَيدَكَ إِنَّ أَشقى الحُبِّ حُبٌّ

تَمَشَّت في جَوانِبِهِ الظُنونُ

وَقَبلي أَعيَتِ البُرحاءُ قَوماً

فَما وَفَتِ القُلوبُ وَلا العُيونُ

وَإِنَّي لَو أُشاوِرُ فيكِ رَأيي

لَكَشَّفَ غَمرَتي عَقلٌ رَصينُ

يَجُدُّ عَلائِقَ الأَهواءِ إِلّا

هَوىً يُبنى بِهِ الشَرَفُ المَكينُ

وَيَمنَعُني الَّذي تَبغينَ نَفسٌ

تَهونُ الحادِثاتُ وَلا تَهونُ

نَماها العِلمُ وَالحَسبُ المُصَفّى

وَأَخلاقٌ هِيَ الذُخرُ الثَمينُ

وَما لِلحُرِّ إِن عَددَتِ العَوادي

سِوى أَخلاقِهِ فيها مُعينُ

إِذا الأَخلاقُ لَم تَمنَع أَخاها

أَباحَتهُ المَعاقِلُ وَالحُصونُ

عَزيزَ النيلِ أَنتَ لَهُ حَياةٌ

وَأَنتَ لِمُلكِهِ الرُكنُ الرَكينُ

تَرُدُّ رَوائِعَ الحِدثانِ عَنهُ

مَهولاتٍ تَذِلُّ وَتَستَكينُ

إِذا حادَت أَماني مِصرَ يَوماً

هَداها مِنكَ نورٌ مُستَبينُ

وَإِن رابَت مَواقِفَها اللَيالي

فَمِن تاجيكَ يَنبَلِجُ اليَقينُ

أَضِئ نَهجَ الحَياةِ لَنا فَإِنّا

أَضَلَّتنا الغَياهِبُ وَالدُجونُ

وَوالِ مِنَ النَوابِغِ كُلَّ حُرٍّ

لَهُ في قَومِهِ حَسَبٌ وَدينُ

تُشاوِرُهُ فَما يَألوكَ نُصحاً

وَلا يَجني عَلَيكَ بِما يَخونُ

أَتَملِكُ دَوحَةُ المُلكِ اِرتِفاعاً

إِذا مالَت حِفافَيها الغُصونُ

سَلِ التاريخَ وَاِنظُر ما أَعَدَّت

لَكَ الأُمَمُ الخَوالي وَالقُرونُ

عِظاتُ الدَهرِ وَالأَجيالِ مِنها

بِبَغدادٍ وَأَندَلُسٍ فُنونُ

غَوى العُلَماءُ فَالأَخلاقُ فَوضى

جَوامِحُ ما تَريعُ وَما تَلينُ

نَسيرُ مِنَ العِمايَةِ في مَخوفٍ

تَرامى في جَوانِبِهِ المَنونُ

رَأَيتُ الشَعبَ وَالأَمثالُ جَمٌّ

عَلى ما كانَ مالِكُهُ يَكونُ

وَما تَبَقى المَمالِكُ لاهِياتٍ

تُصَرِّفُها الخَلاعَةُ وَالمُجونُ

إِذا غَوَتِ الهُداةُ فَلا رَشيدٌ

وَإِن خانَ الرُعاةُ فَلا أَمينُ

وَأَعجَبُ ما أَرى شَعبٌ نَحيفٌ

يَسوسُ قَطيعَهُ راعٍ بَدينُ

أَضاعَ الشَرقَ أَهلوهُ وَأَودى

بِهِ مِن جَهلِهِم داءٌ دَفينُ

أَذَلَّت طاعَةُ الأَهواءِ مِنهُم

نُفوساً بِالزَواجِرِ تَستَهينُ

وَكانوا كَالأُسودِ الغُلبِ عِزّاً

فَضاعَ العِزُّ وَاِستُلِبَ العَرينُ

إذا ما أُمَّةٌ غَلَبَت هَواها

فَإِنّي بِالحَياةِ لَها ضَمينُ

عَزيزَ النيلِ وَالآمالُ ظَمأى

تَلوبُ وَعِندَكَ الماءُ المَعينُ

أَعَدَّ لَها المَشارِقُ صالِحاتٍ

يُجانِبُ صَفوَها كَدَرٌ وَطينُ

فَرِحَ الصِغارُ لِما رَأَو مِن مَنظَرٍ

حَمَلَ المَصائِبَ وَالخُطوبَ كِبارا

وَأَرى كِبارَ الناسِ إِن جَهلوا الَّذي

تُطوى عَلَيهِ الحادِثاتُ صِغارا

إِن يَضحَكوا بَينَ المَواكِبِ مَرَّةً

فَلَقَد بَكَيتُ عَلى البِلادِ مِرارا

في كُلِّ يَومٍ يَخلِقونَ لِأَهلِها

مَلِكاً يُذِلُّ رِقابَهُم جَبّارا

سَخِرَ الوُلاةُ بِنا فَساروا سيرَةً

مَلَأَت لَنا خِزياً وَفاضَت عارا

يا بَني النيلِ ما عَسى أَن تُريدوا

صَدَعَ الدَهرُ مُلكَكُم فَاِضمَحَلّا

أَكثَرُ الناسِ بِالمَمالِكِ جَهلاً

مَن يَرى الجاهِلينَ لِلمُلكِ أَهلا

وَأَحَقُّ الشعوبِ بِالمَجدِ شَعبٌ

عاشَ حُرّاً في أَرضِهِ مُستَقِلّا

املَأوا الأَرضَ يا بَني النيلِ سَعياً

وَاِغمُروا العالَمينَ عِلماً وَفَضلا

تَجعَلونَ الهَوى المُضَلِّلَ ديناً

وَتَعُدّونَ باطِلَ الأَمرِ شُغلا

أَحَسِبتُم حَربَ اللَيالي سَلاماً

وَظَنَنتُم ظُلمَ الحَوادِثِ عَدلا

اتبَعوا الجِدَّ وَاِعصِبوها بِرَأسي

حَسبُكُم ما مَضى مِنَ الدَهرِ هَزلا

إِنَّ بِالنيلِ غَمرَةً تَتَمادى

وَأَرى كُلَّ غَمرَةٍ تَتَجَلّى

شرح ومعاني كلمات قصيدة هواك هواك والدنيا شؤون

قصيدة هواك هواك والدنيا شؤون لـ أحمد محرم وعدد أبياتها ستة و أربعون.

عن أحمد محرم

أحمد محرم بن حسن بن عبد الله. شاعر مصري، حسن الوصف، نقيّ الديباجة، تركي الأصل أو شركسيّ. ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر، في شهر محرّم فسمي أحمد محرّم. وتلقى مبادئ العلوم، وتثقف على يد أحد الأزهريين، وسكن دمنهور بعد وفاة والده، فعاش يتكسب بالنشر والكتابة ومثالاً لحظ الأديب النكد كما يقول أحد عارفيه. وحفلت أيامه بأحداث السياسة والأحزاب، فانفرد برأيه مستقلاً من كل حزب إلا أن هواه كان مع الحزب الوطني ولم يكن من أعضائه. توفي ودفن في دمنهور.[١]

تعريف أحمد محرم في ويكيبيديا

أحمد محرم شاعر مصري من أصول شركسية اسمه الكامل أحمد محرّم بن حسن بن عبد الله الشركسي، من شعراء القومية والإسلام وكانت محور شعره كله، ولا سيما وأنه كان من دعاة الجامعة الإسلامية وعودة الخلافة العثمانية التي دعا إليها محمد عبده وجمال الدين الأفغاني في عصره. ولد في قرية إبيا الحمراء التابعة لمحافظة البحيرة بمصر عام 1877 م. قرأ السيرة النبوية والتاريخ، وحفظ الحديث الشريف والشعر، وطالع النصوص الأدبية السائدة. وكان لتلك النشأة أثرها في حياة وشعر أحمد محرم الذي ظل في دمنهور عاصمة محافظة البحيرة فلم يغادرها إلى القاهرة. عاصر ثورة 1919 م. كما عاصر دنشواي ومصطفى كامل وسعد زغلول وتأثر بهم في شعره الوطني. وكان يعقد بقهوة المسيري بدمنهور ندوته الشعرية كل ليلة. حيث كان يرتادها مفكرو وشعراء البحيرة والإسكندرية لأته كان شاعرا حرا ملتزما. ويعد أحمد محرم من شعراء مدرسة البعث والإحياء في الشعر العربي والتي كان من دعاتها محمود سامي البارودي وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وأحمد نسيم حيث جددوا الصياغة الشعرية بعد تدهورها في العصر العثماني. كان من دعاة الإصلاح الاجتماعي والوحدة الوطنية ولاسيما بعد مقتل بطرس غالي رئيس وزراء مصر. فنراه يقول داعيا للتسامح والمحبة بين المصريين:[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد محرم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي