هون في الليل عليها الغررا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هون في الليل عليها الغررا لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة هون في الليل عليها الغررا لـ مهيار الديلمي

هَوَّنَ في الليل عليها الغَرَرَا

أنّ العُلا مقيَّداتٌ بالسُّرى

فركِّبَتْ بسُوقِها رؤوسُها

حتى تخيَّلنا الحجولَ الغُرَرا

تحسبها عَجرفَةً ووَرَهاً

فيما ترى خابِطةً ليستْ تَرَى

تنضى النهارَ شَمْلةً جَونِيَّةً

وتَلبَسُ الليلَ رِداءً أخضرا

ترى بما تُجهِض من سِخالها

لحماً مَضيغاً ودماءً هَدَرا

علَّمها النومُ على رِباطِها

ذليلةً أن تَستطيبَ السَهرا

كلُّ ابن ذات أربعٍ تحسبه

ذاتَ جَناحين إذا تَمطَّرا

ينتشر الأرضَ فلا يَردَعُه

كيف طواها عَنَقاً أو حُضُرا

يرى الظلامَ بشهابَيْ قابسٍ

لا يستميحان النجومَ خَبَرا

تَكارَها شمسَ الضحى وأقسما

على الدجى لا يَصحَبان القمرا

إن غاب شخصُ مقلتيه أبصرتْ

أذْناه هل خُبِّرتَ سَمْعاً بَصَرا

يُلهِبُ قرعُ السوطِ منه مِرجلاً

يجيشُ صدراً ويجيشُ منخرا

يُعطِي الشكيمَ ساءه أو سَرَّه

لَحْياً أبيّاً أو عِذاراً أصعَرا

يَظْمَى فلا يَشرعُ مسبوقاً على

صافيةٍ ولو تكونُ الكوثرا

عاف البقايا أنه مُنتَتِجٌ

في معشر لا يشربون السُّؤرا

يأنف من ماء الرُكِيِّ أنّه

في الأرض أو تَسقي السماءُ المطرا

كالنجم في نهاره وليله

إما ارتفاعاً سار أو منحدِرا

ذلك دأبُ ربِّه ودأبُهُ

ما استقدما فشاورا التأخُّرا

إذا أصابا وطراً من العلا

فذاك أو فيبلغان العُذُرا

للّه مفطورٌ على سودَدِه

إذا رأى العجزَ غِماراً شمَّرا

يصرِفُ عن بيت الهوان وجهَهُ

وإن ضَفتْ أفياؤُهُ وخَضِرا

يريه صدرَ اليوم ما في غدِهِ

رأيٌ إذا الرأيُ أصرَّ أبصرا

يأوي إلى بديهةٍ من عزمه

تطلِعُه قبلَ الورود الصَّدَرا

تنصره الوثبةُ في أوانها

إذا الهوينى خانت المنتظَرا

لا يعلقُ الأعداء في اتّباعه

بعينه فيُعظِمون الأثرا

وكلُّ من قصّر عن عُدُوِّهِ

أعظمه ضرورةً لا خِيَرا

كالليث يُقلَى وهو يُطرَى أو كما

نافق أعداءٌ وزيرَ الوُزَرا

قادَحهم ففازهم أروعُ ما

قامرَ في العلياء إلّا قَمَرا

مقلِّبٌ جانبَه وحظَّه

من السعود سَفَراً أو حَضَرا

تواصت الأقدار أن تمضي على

تدبيره جاريةً كما جرى

وغيرُهُ والنقصُ حظُّ غيرِهِ

إن أحمَد الآراءَ ذمَّ القدَرا

عضَّ العدا أظافراً من بعده

تَدْمَى ولم تُرزق عليه الظفَرا

ولم يكن من شرفِ الدين لمن

يندمُ إلّا أن يَعضَّ الحجرا

ولا لدارٍ فاتها ودولةٍ

منه سوى أن أقويا وأقفرا

أبصرها بلهاءَ جاهليَّةً

ذاتَ فُسوقٍ لا تخاف النُّذُرا

مجنونةَ الوداد إما عاهدتْ

لم يك إلّا الغدرَ والتغيُّرا

أشهى خليليْها إليها خُلَّةً

من كان أدنى همّةً وأحقرا

تكيلُ بالجور إذا ناصفَها

وتُنبذ العُرفَ تراه منكرا

نافرةً من ذي اليمينين إذا

قوّدها حتى تُطيعَ الأبترا

فردَّها بالعتب ردَّ ناقدٍ

غالط فيها النفسَ حتى استبصرا

ألقَى على غاربِها حبالَها

من بعد ما متَّعها وأمهرا

على أوانَ شُوِّهَتْ وعُنِّسَتْ

وسُلبتْ جمالَها والخَفَرا

تناحلوها شَرَهاً وزاحموا

عَجْزاً شفيرَ جُرْفِها المُهوَّرا

فطُرِّفوا منها بِشلوٍ ميِّتٍ

وأكثروا فيه الجدالَ والمِرَا

مَرَّ وولّاهم رَذايا سَرِحها

يدبِّرون منه أمراً مدْبِرا

يا ليت شعرَ الملكِ مَن عَذيرُهُ

بعدَك مما جرَّ عجزُ السُّفَرا

ودولة أسلَمها عميدُها

كيف يُظَنُّ كسرُها أن يُجبرا

وهل لها أن تستوي قائمةً

ما لم تجدك الناعِمَ المقدِّرا

وكيف يُرجَى عند ذؤبانِ الغضا

في الغيل أن تحمى حمى أُسْدِ الشرى

خطَوتَها مستقدِماً أمامَها

لما رأيتَ خَطوَها إلى وَرَا

نجّاك منها أن تُرَى مُهتَصَراً

بغَمرةٍ حاشاك أو مُقتسَرا

يدٌ علت عن أن تكون فوقها

يدٌ ونفسٌ لا تُطيعُ الأُمَرا

ونخوةٌ سيماءُ فارسيَّةٍ

شمّاءَ لا تُعطي الخِزَام منخرا

أفدتَها كفايةً جامعةً

منها وظلاًّ فوقها منتشرا

فهي إذا ذُكِرتَ معْ خُطَّابها

تقول كلُّ الصيدِ في جوفِ الفَرا

غداً تَلظَّى تشتكي أوامَها

إلى الفراتِ وهي تُسقَى الكَدِرا

واضعةً جبينها لِمَنسِم ال

ذُلّ وخدَّيها جميعاً للثرى

قد غَمزَ الأغمارُ في صعدتها

فهي تَدَاعَى خَطَلاً وخَوَرا

حتى تلوذَ تستغيث ربَّها

منك وترجو ذنبَها أن يُغفَرا

ويأخذ الدهر بناصيتها

سَوْقاً فيأتيك بها معتذرا

قد أدَّبَتْهُ لكُمُ جَهْلاَتُهُ

فيكم وأَنْ جَرّبَ قوماً أُخَرا

جَرْياً على العادةِ في استصراخِهِ

بعفوكم إذا هفا أو عَثَرا

فاستقبلوا منها مَريراً قد حلا

لمجتنيكم وسقيماً قد بَرَا

أصلحتُمُ ببعدكم فسادَها

والجرحُ لا يَدْمَلُ حتى يُسْبَرا

وكلُّ محبوب إذا الوصلُ طغى

يوماً به فظُنَّهُ أن يَهْجُرا

وزارةٌ كم قد قَدحتُ زَندَها

فيكم وكم قمتُ بها مبشِّرا

فلم تُكَذَّبْ قطّ لي عائفةٌ

فيها ولا خُيِّبَ فَأْلٌ زجرا

قد ثَبَتَ المعجِزُ لي في صدقِها

من طول ما صحَّ وما تَكرَّرا

كالوحي لو أني خُلقتُ مَلَكاً

طرتُ به لكن خُلِقتُ بَشَرا

فانتظروها إنما مِيعادها

غدٌ ويا قربَ غدٍ منتظَرَا

فعندها يبرُد حرُّ أضلع

يوقد شوقي بينهن شررا

وعندها يحلو بعيني وفمي

ما قد أمرَّ الماءَ عذباً والكرى

ويَكمَدُ الحاسدُ والشامتُ بي

بفرطِ ما قد أكلاني أَشَرا

كاشفني بعدكُمُ بغلِّهِ

مَن كان يخشى جانبي مستتِرا

وكلُّ جِبْسٍ يدُه ووجهُهُ

من حَجرٍ يُلقَمُ منّي حَجَرا

واجَهَ بالعصيان فيَّ أمرَكم

والدهرُ لا يَعصيكُمُ لو أُمِرا

كنتُ له ذريعةً إليكُمُ

وكنتُمُ بالعِلْج منِّي أبصرا

فجنِّبوني عفوَكم عنه غداً

أكنْ لكم منه ولي منتصِرا

يا عُشبَ أرضي وسماءَ روضتي

ودارَ أمني يومَ أَرعَى الحذَرا

ومَن إذا عُرِّيَ من ظلِّهِمُ

ظهري فقد ألقيتُ شِلْواً بالعَرَا

قد أكلَتْنا بعدكم فاغرةٌ

أنيابَها قبلَ العِضاض جَزَرا

لم يَتَأَسَّ بنتاجٍ إذ أتت

ضيفٌ ولم تُوقَدْ لها نارُ القِرى

تَعترِقُ العظمَ كما تَسْتَرِطُ ال

لحم وجلّت أن تَحُصَّ الوَبَرا

فنظَراً وإن نأت دارُكُمُ

وأرشِدوا لمن يقول نظَرا

يا فرحةً يومَ أرى رايتكم

تلاوذُ الريح تؤمُّ العسكرا

ونشْرَ أيديكم وأعراضِكُمُ

بالزاب يلقاني وشاطِي عُكبَرا

والأمر فيكم لا يُطاعُ لقبٌ

زُورٌ ولا يُراقَبُ اسمٌ مفتَرَى

لا غرو إن كَفَيتَها مستوزَراً

بالأمس أن تكفِيَها مؤمَّرا

آملُها وكيفَ لا يأمُلُ أن

يراك شمساً مَن رآك قمرا

أنا الذي لو سجد النجمُ لكم

ما كنتُ مرتاباً ولا مستنكِرا

ولو مسحتم زحلاً ببُوعكم

رجوتُ بعدُ لعلاكم مَظهَرا

أقذيتُ أبصارَ العدا بمدحكم

فساوَروني أحْوصاً وأخزرا

ولم أراع فيكُمُ تقيَّةً

من كبِدٍ غيظت وصدرٍ أوغِرا

على سبيلي في مُوالاتِكُمُ

أمرّ فرداً لا أخاف الخطَرا

وقاطنات سائرات معكم

تتبعكم مَحَلَّةً وسَفَرا

تشتاق منكم عامري أوطانِها

ومَن ثوت فيهم فقضّتْ عُمُرا

لا تعدَمون رسمها مردَّداً

عليكُمُ وقسمها مُوَفَّرا

ماكرَّ يومُ المهرجان وطَرَا

وصامَ ذو شهادةٍ وأفطَرا

قلتُ فأغضبت الملوكَ فيكُمُ

وأنتُمُ بي تُغضبون الشُّعَرا

شرح ومعاني كلمات قصيدة هون في الليل عليها الغررا

قصيدة هون في الليل عليها الغررا لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها تسعة و تسعون.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي