هوى فيه الملامة كالهواء

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هوى فيه الملامة كالهواء لـ ابن حجر العسقلاني

اقتباس من قصيدة هوى فيه الملامة كالهواء لـ ابن حجر العسقلاني

هَوى فيهِ المَلامة كَالهَواء

فَلا يَطمَع لِناري في اِنطِفاءِ

أعاذِلُ إِنّ نار الشوق تَذكو

وَلَم يخمِد تلهُّبها بُكائي

ويبعد طفوُها بِرياح لوم

ومن جفنيّ لَم تخمد بِماءِ

وَذِكري أَرض نعمانٍ بِها قَد

رَوَت عَينايَ عَن ماء السَماءِ

وَسَفحُ مَدامِعٍ مع خَفقِ قَلبٍ

لأهل السَفح شَوقاً وَاللواءِ

أَبى سَمعي المَلام وَجَدَّ شَوقاً

وَعَمَّ العاشِقينَ هوى إِبائي

وَأظلم من حبيبي لَيلُ صدٍّ

طَويل لَيسَ يؤذِنُ باِنقِضاءِ

تَسلسلت الرواية عَن جُفوني

عَلى ضعف بِها من فرط دائي

ثَقُلتُ مِن الضنى لَكِنّ جِسمي

بِرِقّته أَخَفُّ مِن الهَباءِ

لأيّامِ الجَفا خَبَرٌ طَويل

ونادرة لييلات اللِقاءِ

قَضيت هَوى بهجرك يا حَبيبي

وعاملت المَحَبَّة بالأَداءِ

وَإِنّي إِن تَشأ قُربي فَدانٍ

إِلَيكَ وَإِن نَوَيتَ نَوى فَنائي

بِقُربِكَ لي المسرّةُ في صَباحي

وَبعدك لي المساءَة في مَسائي

قَسَوتَ جَوانِحاً وَتَقول قَلبي

صفا قلنا صَدَقتَ مِنَ الصَفاءِ

وَلا أَنسى غداة البين لمّا

رآني اليأسُ مُنقَطِعَ الرَجاءِ

وَقَد زُفَّت لَهُم نجبٌ تهادى

كأَمثال العَرائِسِ للجِلاءِ

وَخَطَّت مِن مَناسمها سُطوراً

وساروا فَهي خطّ الإِستواءِ

فَقلتُ لَها خُذي جِسمي وَروحي

لطيبةَ حيث مجتمع الهناءِ

مَنازِلُ طيبةَ الفَيحاءِ عرفاً

مَنازه طيبةٍ وَمَلاذ نائي

فَإِن رمِدَت مِنَ التَسهيد عَينٌ

فإِثمد تربها عَينُ الدَواءِ

وَإِن قَنَطَت مِن العصيان نفسٌ

فَباب محمّد باب الرَجاءِ

نَبيّ خُصَّ بالتَقديم قِدماً

وآدم بَعدُ في طين وَماءِ

كَريمٌ بِالحَيا مِن راحتيهِ

يَجود وَفي المُحيّا بِالحَياءِ

تُنادي العَينُ مَرأى بِشرِهِ ما

عَلى صبح لِراءٍ مِن غِطاءِ

وَيَروي طالِبٌ بِرّاً وَعِلماً

لَدَيهِ عَن يَزيدَ وَعَن عَطاءِ

بَدا قَمَراً بِبَدرٍ في نجومٍ

مِنَ الأَصحاب أَهل الإِقتِداءِ

فخُصّوا بِالتَمام وَعَمَّ نَقصٌ

ومحقٌ بالأعادي الأَشقياءِ

وَثَوبُ الشّركِ مُزِّقَ في حَنين

وأُلبِسَ من طغى قُمُصَ الشَقاءِ

سَرى لِلمَسجدِ الأَقصى بِلَيلٍ

مِنَ البَيتِ الحَرام إِلى السَماءِ

رَفيقُ الروحِ بِالجِسم اِرتَقى في

طِباقٍ حُفَّ فيها بِالهَناءِ

عَلا وَدَنا وَجاز إِلى مَقام

كَريم خُصَّ فيهِ بالاِصطِفاءِ

وَلَم يَرَ ربّه جَهراً سواه

لسرّ فيه جَلَّ عَن اِمتِراءِ

وأخدمه العيونُ فَعَينُ ماء

جَرَت مِن كَفِّهِ للإِرتِواءِ

وَعَينُ المال جاد بِها سَخاءً

فَلَيسَ يَخاف فَقراً مِن عَطاءِ

وعين الشمس رُدَّت بَعدَ حجب

لِذي الحسنينِ مِنهُ بِالدُعاءِ

وَعين قَتادةٍ سالَت فَرُدَّت

وَمُدَّت مِن يَدَيهِ بِالضِياءِ

وَعين القَلب ما لبست هجوداً

فَما عَنها لشيء مِن عَطاءِ

وعين الفكر مِنه أسدُّ رأياً

نعم وَأَشدّ مَرأىً في المَرائي

وأعكسَ عَين حاسده فَعادَت

مِنَ الرَمي المصوّب كَالهَباءِ

نبيّ اللَه يا خَيرَ البَرايا

بِجاهِكَ أَتَّقي فصل القَضاءِ

وَأَرجو يا كَريم العَفو عمّا

جَنَته يَدايَ يا رَبّ الحباءِ

فَكَعبُ الجود لا يُرضى فِداءً

لِنَعلِكَ وَهوَ رأس في السَخاءِ

وسنَّ بمدحك ابن زهير كَعبٌ

لِمثلي مِنكَ جائِزَةَ الثَناءِ

فَقُل يا أَحمد بن عليٍّ اِذهَب

إِلى دارِ النَعيم بِلا شَقاءِ

فَإِن أَحزَن فَمدحك لي سروري

وَإِن أَقنط فحمدك لي رَجائي

عَلَيكَ سَلام رَبّ الناس يَتلو

صَلاة في الصَباح وَفي المَساءِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة هوى فيه الملامة كالهواء

قصيدة هوى فيه الملامة كالهواء لـ ابن حجر العسقلاني وعدد أبياتها ستة و أربعون.

عن ابن حجر العسقلاني

أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني أبو الفضل شهاب الدين بن حجر. من أئمة العلم والتاريخ أصله من عسقلان (بفلسطين) ومولده ووفاته بالقاهرة، ولع بالأدب والشعر ثم أقبل على الحديث. ورحل إلى اليمن والحجاز وغيرهما لسماع الشيوخ، وعلت شهرته فقصده الناس للأخذ عنه وأصبح حافظ الإسلام في عصره. وكان فصيح اللسان، راوية للشعر، عارِفاً بأيام المتقدمين وأخبار المتأخرين صبيح الوجه، وولي قضاء مصر عدة مرات ثم اعتزل. تصانيفه كثيره جليلة منها: (الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة-ط) ، و (لسان الميزان-ط) تراجم، و (ديوان شعر-ح) ، و (تهذيب التهذيب-ط) ، و (الإصابة في تمييز الصحابة-ط) وغيرها الكثير.[١]

تعريف ابن حجر العسقلاني في ويكيبيديا

شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن أحمد الكناني العسقلاني ثم المصري الشافعي (شعبان 773 هـ/1371م - ذو الحجة 852 هـ/1449م)، مُحدِّث وعالم مسلم، شافعي المذهب، لُقب بعدة ألقاب منها شيخ الإسلام وأمير المؤمنين في الحديث،(1) أصله من مدينة عسقلان، ولد الحافظ ابن حجر العسقلاني في شهر شعبان سنة 773 هـ في الفسطاط، توفي والده وهو صغير، فتربّى في حضانة أحد أوصياء أبيه، ودرس العلم، وتولّى التدريس.ولع بالأدب والشعر ثم أقبل على علم الحديث، ورحل داخل مصر وإلى اليمن والحجاز والشام وغيرها لسماع الشيوخ، وعمل بالحديث وشرح صحيح البخاري في كتابه فتح الباري، فاشتهر اسمه، قال السخاوي: «انتشرت مصنفاته في حياته وتهادتها الملوك وكتبها الأكابر.»، وله العديد من المصنفات الأخرى، عدَّها السخاوي 270 مصنفًا، وذكر السيوطي أنها 200 مصنف. وقد تنوعت مصنفاته، فصنف في علوم القرآن، وعلوم الحديث، والفقه، والتاريخ، وغير ذلك من أشهرها: تقريب التهذيب، ولسان الميزان، والدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، وألقاب الرواة، وغيرها. تولى ابن حجر الإفتاء واشتغل في دار العدل وكان قاضي قضاة الشافعية. وعني ابن حجر عناية فائقة بالتدريس، واشتغل به ولم يكن يصرفه عنه شيء حتى أيام توليه القضاء والإفتاء، وقد درّس في أشهر المدارس في العالم الإسلامي في عهده من مثل: المدرسة الشيخونية والمحمودية والحسنية والبيبرسية والفخرية والصلاحية والمؤيدية ومدرسة جمال الدين الأستادار في القاهرة. توفي في 852 هـ بالقاهرة.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي