هويتها والفراق يهواها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هويتها والفراق يهواها لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة هويتها والفراق يهواها لـ السري الرفاء

هَويِتُها والفِراقُ يَهواها

فحالَ بيني وبينَ لُقيَاها

ولَم يكُن للحِمامِ بي قَبَلٌ

لو لم تُعِنْهُ عليَّ عَينَاها

مقسومةٌ للَّنَوى مَحاسنُها

وللفُؤادِ المَشوقِ ذِكرَاها

حيَّيتُها والجَنوبُ رافعةٌ

جَوانِبَ السَّجفِ عن مُحيَّاها

فشِمتُ مِن ثَغرِها على ظَمَإ

بارقةً لا أَنالُ سُقياها

لو أفرَطَتْ بالعقيقِ خَجْلَتَها

أسلمَ ماءَ العَقيقِ خَدَّاها

وكيفَ تَغنَى بوَصلِ غانيةٍ

مَراحُها للنَّوى ومَغداها

رقيبُها في الظلامِ مِبسمُها

وفي سَنا الصُّبحِ طِيبُ ريَّاها

لعلَّ أيامَنا التي سَلَفت

تعودُ بيضاً كما عَهِدنَاها

أيامَ لا أستميحُ غانيةً

إلاّ شَرَت دينَها بِدُنياها

تَرتعُ حولَ الظِّباء آنسةً

نظائراً في الجمالِ أَشباها

رَقَّت عن الوَشْيِ نَعمةً فإذا

صَافحَ منها الجُسومَ وشَّاها

أسلَفَني الدهرُ عندَهنَّ يداً

حتَّى إذا استُحْسِنَت تَقضَّاها

فاليومَ لا أحسَبُ الوِصالَ غِنىً

ولا إخالُ الشبابَ لي جَاها

قد خُلِقَت راحةُ الأمير حَيَاً

تَغِلبُ صَوبَ الحيا بجَدواها

كانَت رياحُ السَّماحِ راكدةً

حتَّى جرَى سابقاً فأجرَاها

أغرُّ طَلْقُ اليَدَينِ لو طُلِبَت

منه ليالي الشَّبابِ أعطَاها

إذا القَوافي بذِكرِه اشتملَت

عطَّرَها ذِكرُه وحَلاها

إنْ لَحَظَ المُشكِلاتِ أوضحَها

وإنْ سقَى المُرهَفاتِ أروَاها

كم نِعمةٍ للرَّبيع جادَ بها

ونَقمةٍ كالحريقِ أطفَاها

تَنالُ أقصَى البلادِ لحظَتُه

كأنَّ أقصَى البلادِ أدنَاها

لا تَعجَبوا من عُلُوِّ هِمَّتِه

وسِنُّه في أوانِ مَنشاها

إنَّ النُّجومَ التي تُضئُ لنا

أصغرُها في العُيونِ أَعلاها

مُسَدَّدٌ تاهتِ الإمارةُ مُذ

نِيطَ به عِبئُها ومَا تَاها

جَاءَته قبلَ الفِطامِ سافِرةً

يَهتَزُّ شَوقاً إليه عِطفَاها

آمنَ في ظِلِّه رَعيَّتَه

خَوفَ أعاديه حينَ عادَاها

أهمَلها في نَوالِه وغَدا

مُشتَمِلاً بالحُسامِ يَرعاها

إذا غدا المُستميحُ أعدَمَها

أَعادَه بالنَّوالِ أثْراها

من دَوحةٍ طالَ فَرعُها ورسَت

أصولُها واسُتِلذَّ مَجنَاها

سُرْجٌ أضاءَت على الزمانِ فما

أخمدَها الدهرُ مُنذ أذكَاها

يَنسِبُها للعُيونِ رَونَقُها

تَخلُبُ بالحُسنِ من تَردَّاها

كأنَّ سِحرَ العُيونِ سَاعدَها

فدَبَّ في لَفظِها ومَعناها

عَذراءُ جَلَّت عن الخُدورِ فقَد

أصبحَ رُكنُ الصُّدورِ مَأواها

شرح ومعاني كلمات قصيدة هويتها والفراق يهواها

قصيدة هويتها والفراق يهواها لـ السري الرفاء وعدد أبياتها ثلاثة و ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي