هو النصر قد أجرى لديك جياده

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هو النصر قد أجرى لديك جياده لـ ابن فركون

اقتباس من قصيدة هو النصر قد أجرى لديك جياده لـ ابن فركون

هو النّصرُ قد أجرَى لديْكَ جِيادَهُ

هوَ الفتْحُ قد ألْقى إليْكَ قِيادَهُ

أما هذه بكْرُ الفُتوحِ التي بها

أتى الدهْرُ يُدْني العزّ منكَ بِعادَهُ

أما هذِه في الخَلْقِ ديمَةُ رحْمَةٍ

بها اللهُ قد حيّا الوُجودَ وجادَهُ

هي الصّخرةُ الشّمّاءُ قد حلّها الهدى

فعمّ رُبَى مَعْمورِها ووِهادَهُ

وطُهِّرَ مغْناها من الشّركِ وانثَنى

يكيدُ بها التوحيدُ من كان كادَهُ

وسيْفُكَ سيْفُ اللهِ إذ حلّ ربْعَها

أباحَ به جمْعَ العِدَى وأبادَهُ

وجُنْدُكَ جُنْدُ اللهِ قدْ جال جوْلةً

يَسُلُّ ظُباهُ أو يهُزُّ صِعادَهُ

فكُلّ كَميٍّ هزّ كُلَّ مُقَوَّمٍ

يُقيمُ بمَيْدانِ الحُروبِ طِرادَهُ

وسالَ نجيعُ الكُفْر فوْقَ بِطاحِها

فلمْ يوردِ العذْبَ الزلالَ وِرادَهُ

وعادَتْ جُموعُ المسلِمينَ برَبْعِها

تفرِّقُ جمْعَ المُعْتَدي واحْتِشادَهُ

معاهِدُ والإسلامُ فيها كأنّها

وقد حلّها جسْمٌ يضمُّ فؤادَهُ

أذلّ بها اللهُ الصّليبَ وحِزْبَه

وبالنّاصرِ المَوْلَى أعزّ عِبادَهُ

وجرّدَ سيفَ النّصرِ في الروع مُلقياً

على عاتِقِ الموْلَى الهُمامِ نجادَهُ

فكان وليُّ الكُفْرِ يُبْدي تجلُّداً

إلى أن أراهُ حرْبَهُ وجِلادَهُ

وناصرُ دين اللهِ في الله مُظْهِرٌ

على الله في كُلِّ الأمورِ اعتِمادَهُ

وإنّ إفَنتَ الرّومِ يجهَدُ كلّما

أراهُ المقامُ اليوسُفِيُّ جِهادَهُ

وكان وليّ الشِّركِ وافَى مُطاوِعاً

هوىً ساقَهُ نحوَ الهَوانِ وقادَهُ

ففازَ بها طوْعاً وحلّ بأفْقِها

وألْقَى لديْها ذُخْرَهُ وعَتادَهُ

وسارَ إلى أوطانِهِ وهْوَ ظافِرٌ

لها لا إلى الأخْرى يُرجّي مَعادَهُ

وكان إليها الآن يأتي بزَعْمِهِ

يريدُ ويأبَى اللهُ إلا مُرادَهُ

غَدا جاهِداً قد شفّهُ لاعِجُ الصّدى

يؤمِّلُ فيها ورْدَهُ ومَرادَهُ

يقودُ لها جيشَ الضّلالَة قاصِداً

فحلَّأهُ المِقْدارُ عنْها وذادَهُ

إلى أنْ أتى مَوْلى الخلائِفِ يوسُفٌ

فجَدّ وأبْدى عزْمَهُ وأعادَهُ

وقام بأعْباء الخِلافةِ مُظْهِراً

فجَدّ وأبْدى عزْمَهُ وأعادَهُ

لذاكَ عدوُّ الدّينِ رُوِّعَ سِرْبُهُ

بحيْثُ حَكى خَفْقُ البُنودِ فُؤادَهُ

كأن بوَليِّ الكُفْرِ قد خابَ سعْيُهُ

وكفَّ التّلاقِي بَغيَهُ وعِنادَهُ

كأنّي به قد سارَ والسّيفُ خَلفَهُ

وخلّفَ للفَتْحِ المُبينِ بِلادَهُ

ولم يتخِذْ إلا الفِرارَ وقايَةً

ولمْ يدّخِرْ إلا المذلَّةَ زادَهُ

فيا ناصِرَ الإسْلامِ والمَلكَ الذي

أرانا بأشْتاتِ الكَمالِ انْفِرادَهُ

هَنيئاً به صُنْعاً جميلاً لديكَ قد

أجالَ به النصْرُ العزيزُ جَوادَهُ

وهُنِّئْتَ ألفاً منهُ فالحالُ تقتَضي

بعزِّكَ أنّ الجمْعَ يتْلو اتّحادَهُ

وخذها على أنّ البديهَة لم تزَلْ

ترُدُّ البَليغَ اللفْظِ عما أرادَهُ

وأوْصافُ مولانا الخليفَةِ يوسُفٍ

تُبكّتُ قُسّاً حيثُ لاقَى إيادَهُ

فلازالَ يا مَوْلايَ عهدُكَ سافِراً

يجودُ فتَسْتَجْدي العُفاةُ عِهادَهُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة هو النصر قد أجرى لديك جياده

قصيدة هو النصر قد أجرى لديك جياده لـ ابن فركون وعدد أبياتها أربعة و ثلاثون.

عن ابن فركون

هـ / 1379 - 1417 م أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي. شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته. وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين. وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي. ولما بويع يوسف الثالث مدحه ، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعره وأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.[١]

تعريف ابن فركون في ويكيبيديا

ابن فركون هو أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي، المعروف بابن فـُركون، وأبو الحسين اسمه لا كنيّـته، و( ابن فُركون ) شهرته وشهرة أبيه أحمد وعمّه أبي الطاهر وجدّه سليمان وجدّ أبيه أحمد قاضي الجماعة، وبنو فُركون هؤلاء أصلهم من ألمرية.وكان انتقال جدّ الأسرة أحمد بن محمد إلى غرناطة وولايته قضاء الجماعة فيها بداية لشهرة هذه الأسرة ومشاركة عدد من أعلامها في الحياة السياسية والعلمية والأدبية بمملكة بني نصر، وكان أبو الحسين كاتب سرّ يوسف الثالث وشاعر دولته ومؤرخ أيامه. ولد أبو الحسين حوالي 781هـ بغرناطة، ونشأ في حِجر والده القاضي الأديب ودرس على أعلام العلم بالحضرة النّصرية يومئذ، وبعد أن أكمل دراساته واستكمل أدواته دخل ديوان الإنشاء النّصري في عهد محمد السابع من عام 808هـ وترقّى في عهد يوسف الثالث، فكلّفه أول الأمر في عام 811هـ بتنفيذ النفقات المخصّصة للغزاة والمجاهدين المتطوعين، ثمّ اختاره لتولّي كتابة سرّه عام 814هـ، وظلّ في هذا المنصب إلى وفاة يوسف الثالث عام 820هـ، وبعد هذا التاريخ لا يُعرَف شيءٌ، وأغلب الظنّ أنه أصيب في غمرة الفتن التي حصلت بعد وفاة يوسف الثالث . وترك لنا آثارا شعرية تتمثّل أولا في ديوانه الذي وصل إلينا السّفر الثاني منه، وثانيا في المجموع الشعري الكبير المسمّى «مظهر النور الباصر في أمداح الملك الناصر».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن فركون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي