هو ليل من الغياهب ضافي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هو ليل من الغياهب ضافي لـ علي محمود طه

اقتباس من قصيدة هو ليل من الغياهب ضافي لـ علي محمود طه

هو ليلٌ من الغياهبِ ضافي

وأديمٌ في لُجَّةِ الثلج طافي

وبحارٌ إن رُدْتُها لم تجدْ غَ

يرَ جليدٍ من لجَّةٍ وضفافِ

وجبالٌ من الثلوج تدجى

رائعاتِ السفوح والأعرافِ

وصحارى لا ينتهي الركبُ فيها

عند صخرٍ أو واحةٍ مئنافِ

وطن الزمهريرِ والثلج لا ال

قيظ ولا كدرة الرمال السوافي

وهي مغدَى السفينِ والدُّبِّ لا مغ

دى نياقِ الفلا وذئبِ الفيافي

عالمٌ كلُّهُ سكونٌ وصمتٌ

مترامي الحدودِ والأطرافِ

لا ترى للنهارِ والليل في وا

ديهِ يوماً من دورةٍ واختلافِ

أو تُحسُّ الأرواحُ قصفَ الرياح ال

هوج فيه أو هدرةَ الرجَّافِ

لا اصطفاقَ الغصونِ لا هَذرَ الطي

رِ ولا أنَّةَ النميرِ الصافي

عرِيتْ أرضُه من العُشبِ الأخ

ضرِ والدوحِ سابغ الأليافِ

قِفْ بهذا الوادي الرهيب وحدِّقْ

فيه والليلُ مؤذنٌ بانتصافِ

وانظرِ الشمسَ في الغياهب صفرا

ءَ تهادى في رائعِ الأفوافِ

يغمرُ الكائناتِ منها شعاعٌ

مرسلٌ من غلالة الرَّوع ضافي

يحسبُ الناظرون في الأفق منه

حُمرة الورس أو مزيجَ السُّلافِ

وهو غيبٌ مُتحَبٌ دون مرآ

هُ اقتحام الردى ورنقُ الذعافِ

حدثيني يا شمسَ منتصف اللي

لِ فليس الحديثُ عنكِ بخافِ

أيُّ أفقٍ من عالم الأرض هذا

شاحبُ اللون باهتُ الأكنافِ

فيه من صُفرة الفناءِ وفيه

من سوادِ النحوس لونُ الغدافِ

أهو القطبُ فتنةُ الأبد الخا

لي ومغدى الظنون والأرجافِ

أم هو العالمُ الذي جهلوه

وشأى أوجهُ على الكشَّافِ

أيُّ سرٍّ للجاذبيةِ فيه

يأخذُ الأرضَ نَحوَه بانحرافِ

أيُّ نجمٍ في أفقه رصدوه

لمسارٍ حول الثرى ومطافِ

لكأني به مغاورَ جنٍ

مستسرِّي الأرواحِ والأطيافِ

لا يقيمونَ في ذُراهنَّ واللي

لُ على الكون مطبقُ الأسدافِ

فإذا أقبلَ النهارُ تولوا

وتواروا خلال تلك الشعافِ

وأراه مجنَّ كلِّ خفيٍّ

من تهاويل ساحرٍ عرَّافِ

يستمدُّ الأنباءَ منه ويُدلي

بالأحاديثِ وهي جِدُّ زيافِ

وبها من خفاءِ مهبطه الخا

في خفيُّ الأخبارِ والأوصافِ

وهو الشاطئ الذي في حفا

فيه تَقرُّ الأنغامُ بعد طوافِ

كلُّ لحنٍ من الملاحن مهما

أبدعته أناملُ العزّافِ

فإليه يصوبُ في سُدُفِ اللي

ل ويثوي صداهُ بين الحفافِ

ليت شعري أيستحيلُ صدىً في

لجِّه أم يقرُّ في الأصدافِ

إنَّ هذي يا شمسُ ألحانُ قلبي

مرسلاتٍ عن مدمعي الذرَّافِ

فاشهديها تقرُّ في جوفه النا

ئي فكم فيه من حطام أثافي

أيها القطبُ حَدّثِ الكونَ هلا

تُسعدِ الشعرَ ليلةً باعترافِ

طال بالشمسِ في دجاك اصفرارٌ

لا الدُّجى حائلٌ ولا الضوءُ صافي

لم تَجُزْ عن ثراك قيدَ ذراعٍ

أو تُنَبِّه جفنَ الصباحِ الغافي

قيل حاموا على ذُراكَ وألقوا

فوق واديكَ نظرةَ استشرافِ

وأراهم في زعمهم قد أسفّوا

بكَ يا قطبُ أيَّما إسفافِ

تشهدُ الكائِناتُ أنك أمسي

تَ وتُمسي سِرَّ الوجود الخافي

شرح ومعاني كلمات قصيدة هو ليل من الغياهب ضافي

قصيدة هو ليل من الغياهب ضافي لـ علي محمود طه وعدد أبياتها واحد و أربعون.

عن علي محمود طه

علي محمود طه المهندس. شاعر مصري كثير النظم، ولد بالمنصورة، وتخرج بمدرسة الهندسة التطبيقية، وخدم في الأعمال الحكومية إلى أن كان وكيلاً لدار الكتب المصرية وتوفي بالقاهرة ودفن بالمنصورة. له دواوين شعرية، طبع منها (الملّاح التائه) ، (وليالي الملاح التائه) و (أرواح شاردة) و (أرواح وأشباه) و (زهر وخمر) و (شرق وغرب) و (الشوق المائد) و (أغنية الرياح الأربع) وهو صاحب (الجندول) أغنية كانت من أسباب شهرته.[١]

تعريف علي محمود طه في ويكيبيديا

علي محمود طه المهندس (1901-1949) شاعر مصري من وضح الرومانسية العربية لشعره بجانب جبران خليل جبران، البياتي، السياب وأمل دنقل وأحمد زكي أبو شادي.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. علي محمود طه - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي