هو موطن الشرف العريض الأطول

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هو موطن الشرف العريض الأطول لـ الصاحب شرف الدين الأنصاري

اقتباس من قصيدة هو موطن الشرف العريض الأطول لـ الصاحب شرف الدين الأنصاري

هُوَ مَوِطنُ الشَّرَفِ العَريضِ الأَطْولِ

فَأْرِحَ قِلاصَكَ مِنُ رُكوبِكَ وانْزِلِ

يا صاحِ ها بَحْرُ الهُدَى فتَمَلَّ مِنْ

ذِي وهُوَ بَدْرٌ للهُدى فتأَمَّلِ

فَلَطالما أَرْسَلْتَ دَمْعَكَ ساخناً

شَوْقاً إِلى هذا النَّبيِّ المُرْسَلِ

عفِّرْ جَبينَكَ في صَعيدِ وصَيدِهِ

فثَراهُ أَطيبُ مِنْ رِطيبِ المَنْدَلِ

واحْطُطْ ذُنوبكَ في رحيبِ جَنابِهِ

وادْخُل وأَيْقِنْ أَنَّها لم نَرْحَلِ

وَدَع القُنوطَ فقد سَأَلْتَ شَفاعةً

مَنْ ليس يُهْملُ أَمْرَ مَنْ لمْ يَسْأَلِ

أَمْرَتْنِيَ الهِمَمُ الدِّفاعَ بقَصْدِهِ

فأَطَعْتُها وعَصيتُ عَذْلَ العُذَّلِ

وغَريرةٍ باتَتْ تُغَمْعِمُ رَأْيَها

فَتَرَكْتُهُ وأَخَذْتُ بالأَمْرِ الجَلي

بَكَرَتْ تُخَوِّفُني أَعاريبَ الفَلاَ

وتخالُ أَرحاماً ثَنَيْنَ تَوَكُّلي

وتَقولُ لي إِنَّي لأَوْجَلُ إِنْ تَسِرْ

عنَّا فقُلْتُ الأَمْنُ لي أَنْ تَوجلي

لا بُدَّ مِنْ حَرَمِ الإِلهِ ولو بَدَا

مِنْ دونِ ذاكَ الشَّهْدِ مُرُّ الحَنْظَلِ

إِنِّي وقد قَطَعتْ إِليهِ عقالَها

خَوضُ الرِّكابِ ومِثْلُها لم يُعْقَلِ

تُحْدْى بأَوصافِ النَّبيِّ مُحمَّدٍ

فتَكادُ تَسْبقُ أَيْدياً بالأَرْجلِ

وتَبيتُ يَهْديها سَناهُ سَبيلُها

واللَّيلُ أَلْيلُ كالرَّداءِ المُسْبَلِ

ويُعينُها الحادي بذِكْرِ حَبيبِها

فتَظَلُّ تقذفُهُ بصُمِّ الجَنْدَلِ

قَبَّلْتُ أَحْقافَ المَطيِّ كَرامَةٍ

لمَّا نَزَلْتُ بِهنَّ أَكْرَمَ مَنْزِلِ

وشَفَى سُراها غَلَّتي فشَغَلْنَني

عَنْ كلِّ ذاتِ مُسوَّرٍ ومُخَلْخَلِ

إِنِّي لأُصفيها الوِدادَ ورُبَّما

غادَرْتُ مِنْها مَعْلماً في مَجْهَلِ

ولِسَرْعَتي في قَصْدهِ أَوْرَدْتُها

مِنْ مَنْهلٍ وعَلَلْتُها مِنْ مَنْهَلِ

يا نَاظمَ الدُّرِّ الثَّمينِ ومُهْديَ ال

نَّظْمِ الرَّصينِ لفاضلٍ أَو مُفْضِلِ

جانِبْ مُخادَعَةَ المُلوكِ عن اللُّها

فالمالُ يَذْهَبُ والخَصاصةُ تَنْجَلي ذ

واصرِفْ مَديحَكَ عن كثيرِ تَطاولٍ

بزَخارفِ الدُّنيا بليلٍ مُطْوِلِ

وامْدحْ نبيَّاً آخِراً فَخَرتْ بهِ ال

شُّمُّ الأُنوفُ مِنَ الطِّرازِ الأَوَّلِ

مَنْ جودُهُ وافٍ بكُلِّ مُؤَمّلٍ

ورجاؤهُ كانَ لكلِّ مُؤَمّلِ

ومَنِ اصْطفاهُ اللهُ مِنْ دونِ الوَرَى

فأَجَلَّهُ فَوقَ الكواكبِ مِنْ عَلِ

وحباهُ بالقُرْبِ الَّضي أَضْحَى لَهُ

جبريلُ عن حُجُبِ الجَلالِ بمَعْزِلِ

وعَلا عن الأَمثَالِ فهْوَ لِمَنْ علا

في الوَصْفِ أَقْصَى غايةِ المُتَمثِّلِ

وغَزا العِدا مِنْ نَفْسِهِ وصِحابِهِ

ومِنَ الملائكةِ الكرامِ بجَحْفَلِ

كمْ لِمَّةٍ صَبَغَ العِذارُ سَوادَها

يَقَقاً فأَنْصَلَ ضَبْعَها بالمُنْصُلِ

ولَكَمْ أَبادَ نِكاله في مَأْزِقٍ

ولَكَمْ أَفادَ نَواله في مَحْفِلِ

ولَكَمْ أَبانَ هُدَىً بخُطْبَةِ فيصلٍ

ولَكَمْ أَبادَ عِداً بطعنةِ فَيْصلِ

ما زالَ فوقَ المِنْبرِ السَّامي الذُرا

يَبْري القَنا ويَسيرُ تَحْتَ القَسْطلِ

حتى اسْتَقامَ الدِّينُ وانْتَصَرَ الهُدَى

فنَهَى الكَمِيَّ عن اضْطِهادِ الأَعْزلِ

يا خاتَمِ الرُّسْلِ الكِرامِ وفارجَ ال

كُرَبِ العِظَامِ بفِعْلِهِ والمِقْوَلِ

بِكَ أَكْمَلَ اللهُ السُّنَنَ الأُلَى

كمَلَتْ وخَصَّكَ بالفَخارِ لأَكْمَلِ

أَظْهَرْتَ فينا المُعْجزاتِ فَحَقَّقَتْ

صِدْقَ الرَّسولِ بلُطْفِ مَنْعِ المُرْسلِ

فأَطاعَ مَنْ سَبَقَتْ له الحُسْنَى ومَنْ

جادَ القبول له بجَدٍّ مُقْبلِ

وعصاكَ مَنْ كَتَبَ الإِلهُ شَقاءَهُ

فطَغَى وأَمْهَلَهُ ولما يُهْمِلِ

زَحْزَحتَ عن طُرْقِ المَظالمِ عادلاً

فينا ومَنْ لِلْعَدْلِ إِنْ لم تَعْدلِ

وقَرَنْتَ بالشَّرِسِ اللَّيانَ فأَتْرَبَتْ

كَفُّ المُحقِّ وخابَ سَعْيُ المُبْطِلِ

تِلْك النُّبوَّةُ لا سيادةُ مالكٍ

أَمَرَ الأَنامَ بِمَشْرَبٍ أَو مَأْكَلِ

ولَطالما مَلَكَ البَسيطةَ مَعْشَرٌ

خَمَلُوا وذِكْرُكَ نابهٌ لم يَخْمُلِ

سِرْنا نَشُقُّ إِليكَ أَجوازَ الفَلا

ونسوقُ نَحْوكَ كُلَّ حَوْفٍ يَعْمَلِ

فالعِيس بَيْنَ مُجَعْجٍ ومُجَرْجِرٍ

والقومُ بَيْنَ مُكَبِّرٍ ومُهَلِّلِ

حتّى وَرَدْنا مِنْ ضَريحكَ مَوْرِداً

نُشْفَى بهِ مِنْ كلِّ داءِ مُعْضِلِ

أَدْعوكَ لِلْجُلَّى وتلكَ شَفاعةٌ

لم تَرْضَ لي أَنِّي أَخافُ وأَنْتَ لي

إِنْ لم يكُنْ عَمَلي زَكيّاً فادْعُ لي

قطعَ الفَلا فتَلذُّذي بتَذَللُّي

أَحْسِنْ وأَجْمِلْ بي لعلّي أَنَّني

في الفِعْلِ لم أُحْسِنْ ولمَّا أُجْملِ

واِنْظُرْ إِليَّ بعينِ عونِكَ نَظْرَةً

أُهْدَى بها سَنَنَ الطَّريقِ الأَمْثلِ

فلقد ضَلَلْتُ عن الرَّشَّادِ وإِنَّني

بكَ أَسْتَنيرُ وأَنْتَ هادي الضُلَّلِ

وإِليكَ مِنْ دونِ الأَنامِ تَوجُّهي

وعليكَ مِنْ بينِ الكِرامِ ومُعَوَّلي

ولقد أَتَيْتُكَ مادحاً لِتُجيزَني

في الحَشْرِ كاساتِ الرَّحيقِ السَلْسْلِ

وإِذا مَدَحْتُكَ مُجْمِلاً ففَتَرْتُ في

وَصْفي فكيفَ تعرُّضي لِمُفَصَّلِ

فَلَئِنْ غَدَوْتُ ببعضِ وصفِكَ قائماً

فهُداكَ والتَّوفيقُ أَنْطَقَ مِقْوَلي

وَلَئِنْ عَجِزْتُ فإِنَّ فَضْلَكَ مُكْتَفٍ

ثُبْناً بآياتِ الكِتابِ المُنْزَلِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة هو موطن الشرف العريض الأطول

قصيدة هو موطن الشرف العريض الأطول لـ الصاحب شرف الدين الأنصاري وعدد أبياتها خمسة و خمسون.

عن الصاحب شرف الدين الأنصاري

الصاحب شرف الدين الأنصاري

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي