هيئي الكأس والوتر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هيئي الكأس والوتر لـ علي محمود طه

اقتباس من قصيدة هيئي الكأس والوتر لـ علي محمود طه

هيِّئي الكأس والوَتَرْ

تلك كومو مدى النظَرْ

واصدحي يا خواطري

طُويَتْ شُقَّة السَّفَرْ

ودَنَتْ جَنَّةُ المنى

وحلا عندها المقَرْ

قد بُعِثْنا بها على

موعدٍ غيرِ منتظَرْ

في مساءٍ كأنه

حُلُمُ الشيْخِ بالصغَرْ

البحيراتُ والجبالُ

توشَّحْنَ بالشجَرْ

وتنَقَّبْنَ بالغما

مِ وأسفرنَ يا للقمَرْ

والبروناتُ غادةٌ

لبسَتْ حُلَّةَ السهَرْ

نُثِرَتْ فوقها الديا

رُ كما يُنثر الزَّهَرْ

وعَبَرْنا رحابها

فأشارتْ لمن عَبَرْ

هاكَها قُبْلَةً فمنْ

رامَ فليركبِ الخطَرْ

فسمونا لخدْرها

زُمراً تلْوها زُمَرْ

في زجاج مُحلِّقٍ

لا دخانٌ ولا شرَرْ

يتخطَّى بنا الفضا

ءَ على السُّنْدسِ النَّضِرْ

سُلَّم يُشبهُ الصرا

طَ تسامى على البصَرْ

فإلى النجْمِ مُرتقىً

وإلى السُّحْبِ منحدَرْ

وحللنا بقمَّةٍ

دونها قِمَّة الفِكَرْ

بَهَجٌ في كنوزها

للمحبِّينَ مُدّخَرْ

بابلٌ أم بحيرةٌ

أم قصورٌ من الدُّرَرْ

أم رؤَى الخلدِ في الْ

حَياةِ تَمثَّلْنَ للبشَرْ

حبَّذا أُمسياتُها

وحنيناً إلى البُكَرْ

ونزوعاً إلى السفي

نِ تهيأنَ للسَّفَرْ

نسِيَتْ شُغْلَها القلو

بُ وهلَّلنَ للسَّمَرْ

أوجُهٌ مثلما رَنتْ

زهرةُ الصيف للمطَرْ

أضحيانية السِّما

تِ هلاليةُ الطُّرَرْ

يَتَوَهَّجْنَ بالشبا

بِ ويَندينَ بالخفَرْ

طلعةٌ تسعِدُ الشَقي

يَ وتعطي له العمرْ

تمنح الحظّ من تشا

ءُ وتبقي ولا تَذَرْ

إنما تنظرُ السما

ءُ إلى هذه الصوَرْ

لترى اللَّهَ خالقاً

مُبدِعاً مُعجزَ الأثَرْ

شاعرَ النيلِ طُفْ بها

غَنِّها كلَّ مبتكَرْ

الثلاثون قد مَضَتْ

في النفاهاتِ والهذَرْ

فتزوّدْ من النَّعي

مِ لأيامِك الأُخَرْ

أين وادي النخيلِ أم

قاهريَّاتُه الغُرَرْ

لا تَقُلْ أخصبَ الثرى

فهنا أوْرقَ الحجَرْ

ههُنا يَشعُرُ الجما

دُ ويوحي لمن شعَرْ

آهِ لولا أحبةٌ

نزلوا شاطئَ النهَرْ

ورُفاتٌ مُطَهَّرٌ

وكريمٌ من السِّيَرْ

لتمنّيتُ شُرْفَةً

ليَ في هذه الحُجَرْ

أقطعُ العمرَ عندها

غيرَ وانٍ عن النظَرْ

فلقد فاز من رأى

ولقد عاشَ من ظفِرْ

يا ابنةَ العالمِ الجدي

دِ صِلي عالماً غَبَرْ

في دَمي من تُراثه

نفحةُ البدوِ والحضَرْ

وأغانٍ لمن شدا

ومعانٍ لمن فخَرْ

ما تُسِرِّينَ أفصِحي

إنّ في عينكِ الخبَرْ

الغريبانِ ههنا

ليس يُجديهما الحذَرْ

نحن رُوحانِ عاصفا

نِ وجسمان من سقَرْ

فاعذري الروحَ إن طغى

واعذري الجسمَ إن ثأَرْ

نضَبَتْ خمْرُ بابلٍ

وهوى الكأسُ وانكسَرْ

وهُنا كرمةُ الخلو

دِ فطوبى لمن عَصَرْ

فيمَ والنبعُ دافِقٌ

يشتكي الظامئُ الصَّدرْ

ولمن هذه العيونُ

تغمَّرْنَ بالحوَرْ

بتنَ يَلعبن بالنُّهى

لعِبَ الطفلِ بالأُكَرْ

هنَّ أصفى من الشُّعا

عِ وأخفى مِن القدَرْ

ولمن توشكُ الثُّدَى

وثبَةَ الطيرِ في السَّحَرْ

كلُّ إلفٍ لإِلفهِ

هَمَّ بالصّدْرِ وابتدَرْ

عضَّ في الثوبِ واشتَكى

وطأةَ الخزِّ والوبَرْ

سِمَةُ الطائرِ المُعَذْ

ذَبِ في قيْدِهِ نقَرْ

ولمن رفَّتِ المبا

سِمُ واسترسل الشَّعَرْ

ثمرٌ ناضجُ الجني

كيف لا نقطُفُ الثَّمَرْ

ما أبى الخلدَ آدمٌ

أو غوى فيه أو عثَرْ

زلَّةٌ تورِثُ الحِجى

وتُرِي اللَّهَ من كفَرْ

كأسنا ضاحِكُ الحبَا

بِ مُصَفَّى من الكدَرْ

فاسكبي الخمر وارشفي

هِ على رَنّةِ الوتَرْ

وإذا شئت فاسقِني

هِ على نغْمَةِ المطَرْ

فغداً يذْهبُ الشبا

بُ وتبقى لنا الذِّكَرْ

شرح ومعاني كلمات قصيدة هيئي الكأس والوتر

قصيدة هيئي الكأس والوتر لـ علي محمود طه وعدد أبياتها ستة و ستون.

عن علي محمود طه

علي محمود طه المهندس. شاعر مصري كثير النظم، ولد بالمنصورة، وتخرج بمدرسة الهندسة التطبيقية، وخدم في الأعمال الحكومية إلى أن كان وكيلاً لدار الكتب المصرية وتوفي بالقاهرة ودفن بالمنصورة. له دواوين شعرية، طبع منها (الملّاح التائه) ، (وليالي الملاح التائه) و (أرواح شاردة) و (أرواح وأشباه) و (زهر وخمر) و (شرق وغرب) و (الشوق المائد) و (أغنية الرياح الأربع) وهو صاحب (الجندول) أغنية كانت من أسباب شهرته.[١]

تعريف علي محمود طه في ويكيبيديا

علي محمود طه المهندس (1901-1949) شاعر مصري من وضح الرومانسية العربية لشعره بجانب جبران خليل جبران، البياتي، السياب وأمل دنقل وأحمد زكي أبو شادي.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. علي محمود طه - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي