هي الأخلاق تنبت كالنبات

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هي الأخلاق تنبت كالنبات لـ ميخائيل خير الله ويردي

اقتباس من قصيدة هي الأخلاق تنبت كالنبات لـ ميخائيل خير الله ويردي

هِيَ الأَخلاقُ تَنبُتُ كَالنَّباتِ

وَتنَمو بِاعتِناءِ الوالدِاتِ

تَزيدُ رِياضُها بِالرِّيِّ حُسناً

إِذا سُقِيَت بِماءِ المَكرُماتِ

تَقومُ إِذا تَعهَّدَها المُرَبّي

وَغَذّاها بِآياتِ الهُداةِ

وَتَبدو مِثلَ أَغصانٍ تَدَلَّت

عَلَى ساقِ الفَضيلَةِ مُثمِراتِ

وَلم أَر لِلخلائِقِ مِن مَحَلٍ

يُجَمِّعُ شَملَها عِندَ الشَّتاتِ

وَيَبعَثُ في طَبائِعِها حَنيناً

يُهَذِّبُها كَحِضنِ الأُمَّهاتِ

فَحِضنُ الاُمِّ مَدرَسَةٌ تَسامَت

بِتَخريجِ الأَساتِذَةِ الثِّقاتِ

وَأَهلُ الرَّأي قَد عَهِدوا إِليها

بِتَربِيَةِ البَنينَ أَوِ البَناتِ

وَلَيسَ رَبيبُ عالِيَةِ المَزايا

إِذا زانَتهُ أَخلاقُ الأُباةِ

بَعيداَ عن بُلوغ ذُرى المعالي

كَمِثلِ رَبيبِ سافِلَةِ الصِّفاتِ

فَيا صَدرَ الفَتاةِ رَحِبتَ صَدراً

فَأَنتَ أَمينُ سِرَّ الكائِناتِ

وَيا صَدر الفَتاةِ سَموت قَدراً

فَأَنت مَقَرُّ أَسمى العاطِفاتِ

إِذا استَنَدَ الوَليدُ إِلَيكَ لاحَت

لَهُ الدُّنيا أَمانيَ باسِماتِ

كأَنَّكَ مَتحَفٌ فيهِ تَراءِت

تَصاويرُ الحَنانِ مُصَوَّراتِ

فَكَيفَ نَظُنُّ بِالأَبناءِ خَيراً

وَنَحنُ نَرى المَوانِعَ قائِماتِ

وَكَيفَ تُؤَمِّلونَ رِجالَ عِلمٍ

إِذا نَشَأَوا بِحِضنِ الجاهِلاتِ

وَأَخلاقُ الوَليدِ تُقاسُ حُسناً

بِما يَلقاهُ مِن تَقويمِ ذاتِ

وَحالُ الشَّعب لَيسَ تُقاسُ إِلاّ

بِأَخلاقِ النِّساِ الوالِداتِ

وَقالوا إِنَّ مَعنى العِلمَ شَيئٌ

بضعيدٌ عَن عُقولِ الآنِساتِ

وَإنَّ قَواعِدَ التَّهذيبِ فَنٌ

تَضيقُ بِهِ صُدورُ الغانِياتِ

أَلَم نَرَ في الحِسان الغيدِ قَبلاً

كَرائِمَ بِالحِجى مُتَمَيِّزاتِ

وَكَم عَرَفَ الزَّمانُ وَإِن جَهِلنا

أَوانِسَ كاتِباتٍ شاعِراتِ

وَقَد كانَت نِساءُ العُربش قِدماً

إِلى خَيرِ الفَضائِلِ داعِياتِ

وَكانَت بَعضُهُنَّ ذواتِ بَأسٍ

يَرُحنَ إِلى الحُروبِ مَعَ الغُزاةِ

فَما لِلأَُمَّهاتِ جَهِلنَ حَتَّى

نَبَذنَ اليَومَ أَسمى الواجِباتِ

وَأَسلَمنَ الرَّضيعَ لِبائِعاتٍ

اَتَينَ بِكُلِّ طَيّاشِ الحَصاةِ

حَنَونَ عَلَى الرَّضيعِ بِغَيرِ عِلمٍ

فَكُنَّ بِعَطفِهِنَّ مُقَلِّداتِ

وَشَبَّ الطِّفلُ دون حُنُوِّ اُمٍّ

فَضاعَ حُنُوُّ تِلكَ المُرضِعاتِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة هي الأخلاق تنبت كالنبات

قصيدة هي الأخلاق تنبت كالنبات لـ ميخائيل خير الله ويردي وعدد أبياتها ثمانية و عشرون.

عن ميخائيل خير الله ويردي

ميخائيل بن خليل ميخائيل الله ويردي. أديب وشاعر سوري ولد ونشأ في دمشق درس المحاسبة، وعمل في بعض محاكم دمشق، درس الموسيقى وأتقن فن التصوير الشمسي وتعلم الإنكليزية والفرنسية، بدأ العمل بالتجارة سنة 1930 مع أخيه سمعان، ساهم بتأسيس النادي الأدبي والنادي الموسيقي السوري (1922 - 1932) رُشح كتابه (فلسفة الموسيقى الشرقية) لجائزة نوبل في 23 / 2 / 1951م. توفي والده سنة 1945م وكان يتقن التركية واليونانية والروسية وكان خبيراً بالتربية والتعليم وتوفيت والدته مريم نقولا عطا الله 1916م. طبع ديوانه (زهر الربى) سنة 1954 بعد أن زار مسجد محمد علي بالقاهرة 1946م وأعجب بالفنون الاسلامية وقصيدة نهج البردة.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي