هي الأواصر أدناها الدم الجاري

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هي الأواصر أدناها الدم الجاري لـ أحمد محرم

اقتباس من قصيدة هي الأواصر أدناها الدم الجاري لـ أحمد محرم

هِيَ الأواصرُ أدناها الدَّمُ الجاري

فلا محالةَ من حُبٍّ وإيثارِ

الأسرةُ اجتمعتْ في الدّارِ واحدةً

حُيّيتِ من أسرةٍ بُوركتِ من دَارِ

مَشَى بها من رسول اللّه خيرُ أبٍ

يَدعو البنينَ فلبَّوا غيرَ أغمارِ

تَأكّدَ العهدُ مما ضَمَّ أُلفتَهم

وَاسْتَحصدَ الحبلُ من شَدٍّ وإمرارِ

كُلٌّ له من سَراةِ المسلمينَ أخٌ

يَحمي الذِّمارَ ويرعى حُرمَةَ الجارِ

يَطوفُ منه بحقٍّ ليس يَمنعُه

وليس يُعطيه إن أعطى بمقدارِ

يَجودُ بالدمِ والآجالُ ذاهلةٌ

ويبذلُ المالَ في يُسرٍ وإعسارِ

همُ الجماعةُ إلا أنّهم بَرزوا

في صُورةِ الفردِ فانظر قُدرةَ الباري

صَاحَ النبيُّ بهم كونوا سَواسِيَةً

يا عُصبةَ اللّهِ من صَحبٍ وأنصار

هذا هو الدّينُ لا ما هاجَ من فِتنٍ

بين القبائلِ دينُ الجهلِ والعارِ

رِدُوا الحياةَ فما أشهى مَواردَها

دُنيا صَفَتْ بعد أقذاءٍ وأكدارِ

الجاهليَّةُ سُمٌّ ناقعٌ وأذىً

تَشقَى النّفوسُ بداءٍ منه ضَرّارِ

تأهّبوا إِنَّ ديناً قام قائمُه

يُومِي إليكم بآمالٍ وأوطارِ

أما تَروْنَ رِياحَ الشِّركِ عاصفةً

تَطغَى على أُممٍ شَتَّى وأقطارِ

لن أتركَ الناسَ فوضى في عقائدهم

ولن أسالمَ منهم كلَّ جبَّارِ

أكلّما مَلَكَ الأقوامَ مالكُهم

رَمى الضّعافَ بأنيابٍ وأظفارِ

الشرُّ غطَّى أديمَ الأرضِ فارتكستْ

أقطارُها بين آثامٍ وأوزارِ

أخفى محاسنَها الكبرى فكيف بكم

إذا تَكَشَّفُ عن وجهٍ لها عارِ

لأُنزِلنَّ ذوي الطُّغيانِ مَنزلةً

تستفرغُ الكبرَ من هامٍ وأبصارِ

ظنُّوا الضّعافَ عبيداً بئس ما زعموا

هل يَخلقُ اللّهُ قوماً غيرَ أحرارِ

ما غرَّهم إذ أطاعوا أمرَ جاهِلهم

بواحدٍ غالبِ السُّلطانِ قهَّارِ

يَرمي العروش إذا استعصتْ ويبعثُها

مَبثوثةً في جَناحَيْ عاصفٍ ذارِ

بُعِثْتُ بالحقِّ يهدِي الجامحين كما

يَهدِي الحيارى شُعاعُ الكوكب السّاري

أدعو إلى اللّهِ بالآياتِ واضحةً

تَهدِي الغَويَّ وتنهَى كلَّ كَفَّارِ

فمن أبى فَدُعائي كَلُّ ذي شُطَبٍ

ماضي الرسالةِ في الهاماتِ بَتّارِ

اللّه أكبرُ هل في الحقِّ مَعتبةٌ

لِمُستخِفٍّ بعهدِ اللهِ غَدّارِ

ألم يكن أخذَ الميثاقَ من قِدَمٍ

فما المقامُ على كُفرٍ وإنكارِ

إنّ الألى اتّخذوا الأصنامَ آلهةً

على شفَا جُرُفٍ من أمرِهم هارِ

يَستكبرونَ على مَن لا شريكَ له

ويسجدونَ على هُونٍ لأحجارِ

راحوا يُجلّونها من سوءِ ما اعْتقدوا

واللّه أوْلَى بإجلالٍ وإكبارِ

لِكلِّ قومٍ إلهٌ يُؤمنونَ به

ما يبتغِي اللَّهُ من إيمانِ فُجّارِ

النارُ أعظمُ سُلطاناً ومقدرةً

في رأي عُبّادها أم خالقُ النّارِ

سُبحانه مِن إلهٍ شأنُه جَللٌ

يَهدي النُّفوسَ بآياتٍ وآثارِ

لأَكْشِفَنَّ عن الأبصارِ إذ عَميتْ

ما أسْدَلَ الجهلُ من حُجْبٍ وأستارِ

ما للسراحين بُدٌّ من مصارعِها

إذا انتضتْ سطواتِ الضيغمِ الضّاري

ضُمُّوا القوى إنّها دنيا الجهادِ بدت

أشراطُها وتراءَى زَندُها الواري

لا بدَّ من غارةٍ للحقِّ باسلةٍ

وجَحفلٍ من جُنودِ اللّهِ جَرّارِ

خَيرُ الذخائرِ أبقاها ولن تَجِدُوا

كالعهدِ يَرعاهُ أخيارٌ لأخيارِ

لا تَنْقُضوا العهدَ إنّ اللّهَ مُنزِلُه

على لسانِ رَسولٍ منه مُختارِ

قالوا عليكَ صلاةُ اللّهِ إنّ بنا

ما اللّهُ يعلمُ من عَزْمٍ وإصرارِ

آخيتَ بين رجالٍ يَصدقون إذا

زَلَّتْ قُوى كلِّ خدّاعٍ وخَتّارِ

جُنودُ رَبِّكَ إن قلْتَ اعْصِفُوا عَصَفوا

يَرمونَ في الحربِ إعصاراً بإعصارِ

مِن كلِّ مُنَغَمِسٍ في النَّقْعِ مُرتَجِسٍ

وكلّ مُنبَجِسٍ بالبأسِ فَوّارِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة هي الأواصر أدناها الدم الجاري

قصيدة هي الأواصر أدناها الدم الجاري لـ أحمد محرم وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.

عن أحمد محرم

أحمد محرم بن حسن بن عبد الله. شاعر مصري، حسن الوصف، نقيّ الديباجة، تركي الأصل أو شركسيّ. ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر، في شهر محرّم فسمي أحمد محرّم. وتلقى مبادئ العلوم، وتثقف على يد أحد الأزهريين، وسكن دمنهور بعد وفاة والده، فعاش يتكسب بالنشر والكتابة ومثالاً لحظ الأديب النكد كما يقول أحد عارفيه. وحفلت أيامه بأحداث السياسة والأحزاب، فانفرد برأيه مستقلاً من كل حزب إلا أن هواه كان مع الحزب الوطني ولم يكن من أعضائه. توفي ودفن في دمنهور.[١]

تعريف أحمد محرم في ويكيبيديا

أحمد محرم شاعر مصري من أصول شركسية اسمه الكامل أحمد محرّم بن حسن بن عبد الله الشركسي، من شعراء القومية والإسلام وكانت محور شعره كله، ولا سيما وأنه كان من دعاة الجامعة الإسلامية وعودة الخلافة العثمانية التي دعا إليها محمد عبده وجمال الدين الأفغاني في عصره. ولد في قرية إبيا الحمراء التابعة لمحافظة البحيرة بمصر عام 1877 م. قرأ السيرة النبوية والتاريخ، وحفظ الحديث الشريف والشعر، وطالع النصوص الأدبية السائدة. وكان لتلك النشأة أثرها في حياة وشعر أحمد محرم الذي ظل في دمنهور عاصمة محافظة البحيرة فلم يغادرها إلى القاهرة. عاصر ثورة 1919 م. كما عاصر دنشواي ومصطفى كامل وسعد زغلول وتأثر بهم في شعره الوطني. وكان يعقد بقهوة المسيري بدمنهور ندوته الشعرية كل ليلة. حيث كان يرتادها مفكرو وشعراء البحيرة والإسكندرية لأته كان شاعرا حرا ملتزما. ويعد أحمد محرم من شعراء مدرسة البعث والإحياء في الشعر العربي والتي كان من دعاتها محمود سامي البارودي وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وأحمد نسيم حيث جددوا الصياغة الشعرية بعد تدهورها في العصر العثماني. كان من دعاة الإصلاح الاجتماعي والوحدة الوطنية ولاسيما بعد مقتل بطرس غالي رئيس وزراء مصر. فنراه يقول داعيا للتسامح والمحبة بين المصريين:[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد محرم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي