هي الدار من ذات الجمال الممنع

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هي الدار من ذات الجمال الممنع لـ الصاحب شرف الدين الأنصاري

اقتباس من قصيدة هي الدار من ذات الجمال الممنع لـ الصاحب شرف الدين الأنصاري

هِيَ الدَّارُ مِنْ ذاتِ الجَمالِ المُمنَّعِ

فلا تَعْدِلا عن رَبْعِها قَبْلَ أَرْبُعِ

ذرانيَ إِنْ لم أقْضِ في عَرَصاتِها

لأَقْضيَ حَقَّيْ لَوْعَتي وتَفَجُّعي

وإِنْ يَعْفُ مَغْناها فكمْ بِتُّ عنياً

بِخَيْرِ ضَجيعٍ مِنْهُ في خَيْرِ مَضْجَعِ

شآميَّةٌ شامَتْ يَمانيَ لَحْظها

عليَّ وأَنْضاني بِمَرْأىً ومَسْمَعِ

يُذكِّرُني لَمْعَ البروقِ ابْتِسامُها

فَتُرْعِدُ أَحْشائي وتَنْهَلُّ أدْمُعي

فَرَتْ بالنَّوَى قَلْبي وقَالتْ شَقَقْتُهُ

لأَكْسَوَ بَيْتي حُسْنَ بَيْتٍ مُصَرَّعِ

وما إِنْ وَفَى لي مذْ جَفَتْ غَيْرُ عَبْرتي

ولم يَسْتَقِمْ إِذْ خالَفَتْ غيرُ أَضْلُعي

وقالُوا اقْتَنِعُ بالبَدْرِ عنها فقُلْتُ مَنْ

رأَى الشَّمْسَ لم يَقْنعْ بِبدْرِ المَقْنعِ

كأنيّ مَجْدُ الدّينِ وهْيَ سَماحُهُ

فَمَهْما ادَّعى فيهِ مِنَ الحُبِّ أَدَّعي

مَليكٌ أَغارَ السُّحْبَ مِنْ جُودِ كَفِّهِ

بأَنْقَعَ مِنْها للغليلِ وأَنْفَعِ

أَخيرٌ إِذا قِيسَتْ إِليهِ أَوائلٌ

تَقاصَرَ عنهُ مَجْدُ كِسْرَى وتُبَّعِ

تَعوذُ بِهِ الأَمْلاكُ عِنْدَ حِذارِها

ولم يَكْفِ خَطْباً رائعاً مِثْلُ أَرْوَعِ

بأَشْبَهِهِمْ في الجَدْبِ مَشْتىً وفي الوَغَى

مَصْيفَا إِذا أعْطَى وصالَ بِمَرْبَعِ

فَسيحُ الخُطَا مُحْيي العَطَا مُهْلِكُ السُّطا

كريمُ السَّجايا ثاقبُ الفِكْرِ أَلْمعي

فَيَنْطِقُ إِنْ ساءلْتَهُ عن بَراعةٍ

ويُنْفِقُ إِنْ ساءَلْتَهُ عن تَبرُّعِ

لَواني زَماني باللُّها وتَسَرَّعَتْ

حوادثُهُ بالظُّلْمِ قَبْلَ تَسَرُّعي

وقارَعْتُها عمَّا أُريد بِهِمَّةٍ

طَموحٍ مَتَى أَقْرَعُ بِها لا أُقرَّعِ

فسِرْتُ وسَيفي عِنْدَ آخرِ نَبْوَةٍ

جِداداً وقَوْسيِ عنْدَ آخرِ مَنْزَعِ

على ضامِرِ ظامٍ كَأَنَّ لُغامَهُ

تفاريقُ شَيْبٍ في مَفارِقِ أَقْرَعِ

عَدَلْتُ بِهِ عن كلِّ مِصْرٍ أَنيسةٍ

وأعْمَلْته في كلّ بهماء بَلْقعِ

ونزَّهتُهُ عن وِرْدِ كلِّ متوَّجٍ

على بُرْدِ بُخْلٍ باعْتِذارِ مُرقَّعِ

ويَمَّمْتُ مِنْ خَوفِ الحَوادثِ مَفْزَعاً

بِهِ يَأْمَنُ الإِسْلامُ مِنْ كلِّ مُفْزِعِ

هَنيئاً لشَهْرِ الصَّومِ قَصْدُ جَنابِهِ

وإِنْزالُهُ مِنْهُ بأَشْرَفِ مَوْضِعِ

وإِطْلاقُ مالٍ في الحقوقِ أَضاعَهُ

كريمٌ لِحَقِّ اللهِ غيرُ مُضيِّعِ

أَراقَ لهُ كَأْسَ الفُكاهَةِ والكَرَى

وأَتْرَعَ أَحْواضَ النَّدَى والتَّورُّعِ

لَيالي صِيامِ الفَرْضِ مِنْهُ ظوافِرٌ

بما ظَفِرَتْ أَيّامُ جُودِ التَّطَوُّعِ

أَرِقْتُ لبَرْقٍ مِنْ ديارِكِ لامعِ

أَذلتُ لِمَرْآهُ مَصونَ المَدامعِ

بَكَيْتُ دَماً لَمّا تَبَسَّمَ ثَغْرُهُ

فبُرْدي كبُرْدِ اللَّيلِ قاني الوشَائعِ

يُذْكِّرُني عَيْشاً بوَصْلِكِ ماضياً

فؤادي لهُ مستقبلٌ بالرَّوائعِ

وأَيامَ لَهْوٍ كالشُّموسِ وَصَلْتُها

بِغُرِّ ليالٍ كالْبُدورِ الطَّوالعِ

أَحِبَّتَنَا عُودُوا إِلى الوَصْلِ واصْرِفُوا

كلامَ الأَعادي عن كِرامِ المَسامعِ

وإِنَّي لذو عَقْلٍ مِنَ الحُزْنِ عاصمٍ

ولكنَّهُ مُذْ بِنْتُمُ غيرُ نافِعِ

عَفَا بِسقامي رَسْمُ جِسْمي كما عَفَا

بِعَدْلِ ابنِ عزِّ الدِّن رَسْمُ الوَقائعِ

مَليكٌ وُجودُ المُقْتضِي لِعِقابِهِ

يُعارِضُهُ مِنْ عَفْوِهِ بمَوانِعِ

ويَنْسَى عَظيمَ الذَنْبِ نِسْيانَ جُودِهِ

ويَحْفَظُ عَهْدَ الخِلِّ حِفْظَ الشَّرائعِ

ويَلْحَظُ أَعْقابَ الأُمورِ بِفِكْرَةٍ

يُؤَدِّي إِليها الغَيْبُ أَقْصَى الوَدائعِ

أَشدُّ البَرايا هَيْبةً وهو واحدٌ

وأَعْظَمُهُمْ في هَيْبَةِ المُتواضِعِ

وإِنِّي لأَرجو مِنْ عُلاهُ صنائعاً

تُغادِرُ مَنْ عاديْتُهُ مِنْ صَنائعي

دَعَوْتُكَ مجدَ الدِّينِ دِعْوَةَ خائسٍ

على سَغَبٍ في مَوْطنِ الذلّ رابِعِ

أَمُعْتَزِلي يا مالكي مِنْكَ نائلٌ

غَدا رافِضي والفضْلُ عِنْدَكَ شافِعي

أُعيذُكَ مِنْ سُخْطٍ عليَّ تُديمُهُ

وعُذريَ مَبْسوطٌ وحِلْمُكَ واسِعي

وأَنْتَ المَليكُ الأَمْجَدُ المُقْتَدى بِهِ

إِذا ضَلَّ عن طُرُقِ العُلا كلُّ شارِع

فلا زالَ مُشْتاراً بشَهْدِ ثَنائِهِ

يُشارُ إِلى عليائِهِ بالأَصابِعِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة هي الدار من ذات الجمال الممنع

قصيدة هي الدار من ذات الجمال الممنع لـ الصاحب شرف الدين الأنصاري وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.

عن الصاحب شرف الدين الأنصاري

الصاحب شرف الدين الأنصاري

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي