هي الديار فما تبدو بواديها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هي الديار فما تبدو بواديها لـ ابن فركون

اقتباس من قصيدة هي الديار فما تبدو بواديها لـ ابن فركون

هيَ الديارُ فَما تبْدو بَوادِيها

إلا اهْتَدى كُلُّ هَيْمانٍ بِوادِيها

مَعاهِدٌ قُدِّسَتْ أرْضاً فقدْ ضمِنَتْ

رِفْداً لقاصِدِها وِرْداً لصادِيها

كمْ قد دعَتْنا إلى السُقْيا موارِدُها

وإنْ عدَتْنا عنِ اللُّقْيا عَوادِيها

أهْدَتْ بطيِّ صباها من صَبابَتِنا

أمانةً ليْتَ شِعْري هلْ تُؤَدّيها

كمْ قُلّبَتْ من قُلوبٍ في أباطِحِها

وكمْ تشكّتْ نَواها في نَوادِيها

فالوجْدُ جدَّ بها لوْ كان يُنْجِدُها

والصّبرُ لاذَتْ بهِ لو كان يُجْديها

هذا وإنّا إلى عَذْراءَ قد وفدَتْ

ترْتاحُ شوْقاً وبالأرْواحِ نَفْديها

عقيلةٍ قد تجلّى حُسْنُها فجَلا

مِرآةَ فِكْري فليْسَ الدّهْرُ يُصْديها

تختالُ مَوْشيّةَ الأبْرادِ رُبّتَما

وَشَى بها وشْيُها لوْلا تَهادِيها

نادَيْتُها جودِي ومُبْتَذَلٌ

فِينا نَداها كَما قدْ عزّ نادِيها

إنّ المنادى هو الممْطولُ وا عجَباً

ما بالُ هاتيكَ ممْطولٌ مُناديها

للهِ هادٍ إلى قصْدِ السّبيلِ هَدَى

أفْكارَ فكْري بما منها يُهادِيها

أرْواحُنا جعلَتْ ذُخْراً محَبَّتَها

تُريحها يوْمَ يبْديها تَنادِيها

شريفةُ المنتَمى في الآخرينَ أتَتْ

وأحْرَزَتْ منتَهى العَلْيا مَباديها

صدّتْ طَويلاً ولكنْ عندَما رضيَتْ

أضْحى إلى مُرْتَضى اللُّقْيا تَصدّيها

سِبْطُ النبيّ حَباني من عَقائِلِه

ببِنْتِ فِكْرٍ يَروقُ السمْعَ شادِيها

مُثيرةٌ بالْتِماسِ الرّفْدِ منْ علَمٍ

ما ضلّتِ الخَلْقُ قَصْداً وهْو هاديها

قد لاحَ بالرّبْوةِ الحمراءِ شمسَ هُدىً

فليْسَ يخْفى عنِ الأبْصارِ باديها

فما قبضْنا اللُهى لوْلا مكارمُها

ولا بسَطْنا يَداً لوْلا أيادِيها

هذِه الخِلافةُ قد أعْلى معالِمَها

فأيْنَ مَهديُّها منهُ وهاديها

هذِي البلاغةُ إنْ وافَتْ كتائِبُها

يكُفُّ قُسُّ إيادٍ بَطْشَ أيْديها

هذي السّماحةُ إنْ جفّتْ موارِدُها

من كفِّ حاتِمِها تَندَى غَواديها

هذي المعارفُ إنْ ضلّتْ كواكِبُها

أشعّةُ الصُبْحِ تَهديها وتُهْديها

هذي العُفاةُ إذا تغْدو مؤمّلَةً

هذي العُداةُ إذا يَبْدو تعَدّيها

يَجودُها سَيْبُهُ طوْعاً ويُرفِدُها

يرُدُّها سيْفُهُ قهْراً ويُرْديها

سنا تهَلُّلِهِ بادٍ لسائِلِهِ

إنّ البروقَ غَواديها تُعاديها

فكلُّ بارقةٍ للجودِ يُبْدِعُها

وكُلّ شارقةٍ للبِشْرِ يُبْديها

هل نعْمةٌ أو يدٌ تأتي وقد سلفَتْ

إلا وناصرُ دين اللهِ مُسْدِيها

المُنْعِمُ الملِك الأعْلى الذي وكفَتْ

كفّاهُ جوداً وقدْ كُفَّتْ أعاديها

ثَنى لبذْلِ النّدى في الخلْقِ راحَتَهُ

فظلّ رائِحُها يُثْني وغاديها

لازالَ موْلايَ يُبْدي من مَكارِمِه

ما يُبْهِجُ الدّينَ والدنيا تَماديها

حَمائِمُ الفكْرِ في روْضِ النّظامِ غدَتْ

صوادِحاً بالنّدى تَرْوي صوادِيها

شرح ومعاني كلمات قصيدة هي الديار فما تبدو بواديها

قصيدة هي الديار فما تبدو بواديها لـ ابن فركون وعدد أبياتها اثنان و ثلاثون.

عن ابن فركون

هـ / 1379 - 1417 م أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي. شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته. وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين. وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي. ولما بويع يوسف الثالث مدحه ، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعره وأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.[١]

تعريف ابن فركون في ويكيبيديا

ابن فركون هو أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي، المعروف بابن فـُركون، وأبو الحسين اسمه لا كنيّـته، و( ابن فُركون ) شهرته وشهرة أبيه أحمد وعمّه أبي الطاهر وجدّه سليمان وجدّ أبيه أحمد قاضي الجماعة، وبنو فُركون هؤلاء أصلهم من ألمرية.وكان انتقال جدّ الأسرة أحمد بن محمد إلى غرناطة وولايته قضاء الجماعة فيها بداية لشهرة هذه الأسرة ومشاركة عدد من أعلامها في الحياة السياسية والعلمية والأدبية بمملكة بني نصر، وكان أبو الحسين كاتب سرّ يوسف الثالث وشاعر دولته ومؤرخ أيامه. ولد أبو الحسين حوالي 781هـ بغرناطة، ونشأ في حِجر والده القاضي الأديب ودرس على أعلام العلم بالحضرة النّصرية يومئذ، وبعد أن أكمل دراساته واستكمل أدواته دخل ديوان الإنشاء النّصري في عهد محمد السابع من عام 808هـ وترقّى في عهد يوسف الثالث، فكلّفه أول الأمر في عام 811هـ بتنفيذ النفقات المخصّصة للغزاة والمجاهدين المتطوعين، ثمّ اختاره لتولّي كتابة سرّه عام 814هـ، وظلّ في هذا المنصب إلى وفاة يوسف الثالث عام 820هـ، وبعد هذا التاريخ لا يُعرَف شيءٌ، وأغلب الظنّ أنه أصيب في غمرة الفتن التي حصلت بعد وفاة يوسف الثالث . وترك لنا آثارا شعرية تتمثّل أولا في ديوانه الذي وصل إلينا السّفر الثاني منه، وثانيا في المجموع الشعري الكبير المسمّى «مظهر النور الباصر في أمداح الملك الناصر».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن فركون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي