هي الشمس مغربها في الكلل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هي الشمس مغربها في الكلل لـ ابن زيدون

اقتباس من قصيدة هي الشمس مغربها في الكلل لـ ابن زيدون

هِيَ الشَمسُ مَغرِبُها في الكِلَل

وَمَطلَعُها مِن جُيوبِ الحُلَل

وَغُصنٌ تَرَشَّفَ ماءَ الشَبابِ

ثَراهُ الهَوى وَجَناهُ الأَمَل

تَهادى لَطيفَةَ طَيِّ الوِشاحِ

وَتَرنو ضَعيفَةَ كَرِّ المُقَل

وَتَبرُزُ خَلفَ حِجابِ العَفافِ

وَتَسفِرُ تَحتَ نِقابِ الخَجَل

بَدَت في لِداتٍ كَزُهرِ النُجومِ

حِسانِ التَحَلّي مِلاحِ العَطَل

مَشَينَ يُهادينَ رَوضَ الرُبى

بِيانِعِ رَوضِ الصِبا المُقتَبَل

فَمِن قُضُبٍ تَتَثَنّى بِريحٍ

وَمِن قُضُبٍ تَتَثَنّى بِدَلّ

وَمِن زَهَراتٍ تُنَدّى بِمِسكٍ

وَمِن زَهَراتٍ تُنَدّى بِطَلّ

تَعاهَدَ صَوبُ العِهادِ الحِمى

وَلا زالَ مَربَعُها في مَلَل

مَرادٌ مِنَ الحُبِّ غَضُّ الجَنى

لَدَيهِ مِنَ الوَصلِ وِردٌ عَلَل

لَيالِيَ ما اِنفَكَّ يُهدي السُرورَ

حَبيبٌ سَرى وَرَقيبٌ غَفَل

زَمانٌ كَأَنَّ الفَتى المَسلَمِيَّ

تَكَنَّفَهُ عَدلُهُ فَاِعتَدَل

تَدارَكَ مِن حُكمِهِ أَن يُعيدَ

بِهِ عِزَّةَ الدينِ أَيّامَ ذَلّ

وَيوضِحَ رَسمَ التُقى إِذ عَفا

وَيُطلِعَ نَجمَ الهُدى إِذ أَفَل

حَمِدنا المُظَفَّرَ لَمّا رَأى

لِمَنصورِنا سيرَةً فَاِمتَثَل

مَليكٌ تَجَلّى لَهُ غُرَّةً

تَأَمَّلَها غِرَّةً تُهتَبَل

أَشَفُّ الوَرى في النُهى رُتبَةً

وَأَشهَرُهُم في المَعالي مَثَل

وَأَحرى الأَنامِ بِأَمرٍ وَنَهيٍ

وَأَدرى المُلوكِ بِعَقدٍ وَحَلّ

يَمانٍ لَهُ التاجُ مِن بَينِهِم

بِما أَورَثَ التُبَّعونَ الأُوَل

سَنامٌ مِنَ المَجدِ عالي الذُرا

يَظَلُّ العِدا مِنهُ تَحتَ الأَظَلّ

تَقَيَّلَ في المَهدِ ظِلَّ اللِواءَ

وَسيمَ النُهوضَ بِهِ فَاِستَقَلّ

وَنيطَت حَمائِلُهُ الوافِياتُ

مَكانَ تَمائِمِهِ فَاِحتَمَل

وَما بَلَّتِ البُردَ تِلكَ الدُمو

عُ إِلّا وَفي البُردِ لَيثٌ أَبَلّ

عَهِدنا المَكارِمَ فيهِ مَعاني

تُبَشِّرُنا فيهِ مِنها الجُمَل

تُرى بَعدَ بِشرٍ يُريكَ الغَمامَ

تَهَلَّلَ بارِقُهُ فَاِستَهَلّ

يُصَدِّقُ ما حَدَّثَتنا عَسى

بِهِ عَنهُ أَو أَنبَأتَنا لَعَلّ

فَما وَعَدَ الظَنُّ إِلّا وَفى

وَلا قالَتِ النَفسُ إِلّا فَعَل

فَلَقّى مُناوِئَهُ ما اِتَّقى

وَأَعطى مُؤَمِّلَهُ ما سَأَل

كَمِ اِستَوفَتِ الشُكرَ نَعماؤُهُ

فَأَقبَلَ يُنعِمُ مِن ذي قَبَل

غَمامٌ يُظِلُّ وَشَمسٌ تُنيرُ

وَبَحرٌ يَفيضُ وَسَيفٌ يُسَلّ

قَسيمُ المُحَيّا ضَحوكُ السَماحِ

لَطيفُ الحِوارِ أَديبُ الجَدَل

تُوَشّي البَلاغَةَ أَقلامُهُ

إِذا ما الضَميرُ عَلَيها أَمَلّ

بَيانٌ يُبَيِّنُ لِلسامِعي

نَ أَنَّ مِنَ السِحرِ ما يُستَحَلّ

أَلا هَل سَبيلٌ إِلى العَيبِ فيهِ

فَكَم عينَ مِن قَبلِهِ مَن كَمَل

لَئِن لَبِسَ المُلكَ رَحبَ المُلا

إِ فَاِختالَ مِنهُ بِذَيلٍ رَفَل

فَإِنَّ تَزَوُّدَهُ لِلمَعالي

وَإِنَّ تَأَهُّبَهُ لِلأَجَلّ

فَيا خَيرَ سُوّاسِ هَذي الأُمورِ

وَناسِكَ أَربابِ هَذي الدُوَل

وَليتَ الثُغورَ فَلَم تَعدُ أَن

رَأَبتَ الثَأى وَسَدَدتَ الخَلَل

سِواكَ إِذا قُلِّدَ الأَمرَ جارَ

وَغَيرُكَ إِن مُلِّكَ الفَيءَ غَلّ

حِمىً لا يَزالُ لِمَن حَلَّهُ

أَمانانِ مِن عَدَمٍ أَو وَجَل

فَأَنجُمُ دَهرِهُمُ سَعدَةٌ

وَشَمسُ زَمانِهِمُ في الحَمَل

أَبا بَكرٍ اِسمَع أَحاديثَ لَو

تُبَثُّ بِسَمعِ عَليلٍ أَبَلّ

سَأَشكُرُ أَنَّكَ أَعلَيتَني

بِأَحظى مَكانٍ وَأَدنى مَحَلّ

وَأَنّي إِن زُرتُ لَم تَحتَجِب

وَإِن طالَ بي مَجلِسٌ لَم تَمَلّ

تَبَسَّمتَ ثُمَّ ثَنَيتَ الوِسادَ

فَحَسبِيَ مِن خَطَرٍ ما أَجَلّ

فَلَو صافَحَ التِبرَ خَدّي لَهانَ

وَلَو كاثَرَ القَطرَ شُكري لَقَلّ

بِأَمثالِها يُستَرَقُّ الكَريمُ

إِذا مَطمَعٌ بِسِواهُ أَخَلّ

فَلا تَعدَمَنكَ المَساعي الَّتي

لِأُمِّ المُناويكَ فيها الهَبَل

فَأَنتَ الجَريءُ إِذا الشِبلُ هابَ

وَأَنتَ الدَليلُ إِذا النَجمُ ضَلّ

وَما اِبنُكَ إِلّا جِلاءُ العُيونِ

إِذا ناظِرٌ بِسِواهُ اِكتَحَل

رَبيبُ السِيادَةِ في حِجرِها

تُدِرُّ لَهُ ثَديَها إِذ حَفَل

تَمَكَّنَ يَتلوكَ في الصالِحاتِ

فَلَمّا تَفُتهُ وَلَمّا يَنَل

شرح ومعاني كلمات قصيدة هي الشمس مغربها في الكلل

قصيدة هي الشمس مغربها في الكلل لـ ابن زيدون وعدد أبياتها اثنان و خمسون.

عن ابن زيدون

أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي، أبو الوليد. وزير، كاتب وشاعر من أهل قرطبة، انقطع إلى ابن جهور من ملوك الطوائف بالأندلس، فكان السفير بينه وبين ملوك الأندلس فأعجبوا به. واتهمه ابن جهور بالميل إلى المعتضد بن عباد فحبسه، فاستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة فلم يعطف. فهرب واتصل بالمعتضد صاحب إشبيلية فولاّه وزارته، وفوض إليه أمر مملكته فأقام مبجّلاً مقرباً إلى أن توفي باشبيلية في أيام المعتمد على الله ابن المعتضد. ويرى المستشرق كور أن سبب حبسه اتهامه بمؤامرة لإرجاع دولة الأمويين. وفي الكتاب من يلقبه بحتري المغرب، أشهر قصائده: أضحى التنائي بديلاً من تدانينا. ومن آثاره غير الديوان رسالة في التهكم بعث بها عن لسان ولاّدة إلى ابن عبدوس وكان يزاحمه على حبها، وهي ولاّدة بنت المستكفي. وله رسالة أخرى وجهها إلى ابن جهور طبعت مع سيرة حياته في كوبنهاغن وطبع في مصر من شروحها الدر المخزون وإظهار السر المكنون.[١]

تعريف ابن زيدون في ويكيبيديا

أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن زيدون المخزومي القرشي المعروف بـابن زيدون (394هـ/1003م في قرطبة - أول رجب 463 هـ/5 أبريل 1071 م) وزير وكاتب وشاعر أندلسي، عُرف بحبه لولادة بنت المستكفي.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن زيدون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي