هي العيس قودا في الأزمة تنفخ

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هي العيس قودا في الأزمة تنفخ لـ الطغرائي

اقتباس من قصيدة هي العيس قودا في الأزمة تنفخ لـ الطغرائي

هي العيسُ قُوداً في الأزمَّةِ تنفخُ

تمطّى بها من عُجمةِ الرملِ برزخُ

فَليْنَ الدُّجى عن غُرَّةِ الصبحِ فاغتدتْ

بجنبِ النَّقَا منها وقوفٌ ونُوَّخُ

كأن اللَّغَامَ الجَعْدَ طالَ نسالُهُ

على الجُدُلِ المرخاةِ برْسٌ مُسَبَّخُ

عليها قِطافُ المشي أطولُ خَطوِها

قِدى الفِتْرِ إذْ أدنى خُطاهنَّ فرسخُ

بدورٌ أَكَنَّتْهَا خدورٌ يجُنُّها

جناحُ خُدارِيّ من الليلِ أفتَخُ

تناهبنَ غرَّ الحُسنِ ملأى وسوقُها

فقد شَرِقَتْ منها قِبابٌ وأشرخُ

فوشيُ خُدودٍ بالجَمالِ مُنمنَمٌ

ومسكُ شعورٍ بالشباب مضمَّخُ

فيا ظَعَناتِ الحيِّ باللّه عَرِّجِي

على سَلْسَلٍ من عبرتي يتنضَّخُ

ويا نَسَماتِ الريحِ رفْقاً بمهجتي

ففي القلب نارٌ كُلَّما هجتِ تُنْفَخُ

ويا نارَ قلبي ما لجمرِكَ كُلَّما

نضحتُ عليه الماءَ لا يتبوَّخُ

ويا صادحاتِ الوُرقِ في الأيك أقصِري

فما ليَ إذ أشكو ولا لكِ مُصرِخُ

فيا جِيرةً شطَّتْ بهم غُربةُ النَّوَى

ولاعهدُهم يُنْسَى ولا الوُدُّ يُنْسَخُ

لكم في جنوب الأرضِ مسرىً ومسرحٌ

وللحبِّ في جَنْبَيَّ مرسىً ومرسخُ

فمَنْ مبلغٌ عني عِدايَ أَلُوكةً

تُؤَمُّ بها هامُ العُداةِ وتُشْدَخُ

أَفي كلِّ يومٍ جلبةٌ من عداوةٍ

تفرِّقُ أو شوكٌ من الضِّغْنِ تُنْتَخُ

ولسعةُ كيدٍ لو يُرامُ بنفثِها

مناكبُ رضوى أوشكتْ تتفسَّخُ

تطاولني قُعس الضِراب سَفاهَةً

وقد قَصَّرتْ عني شماريخُ بُذَّخُ

وما راعَنِي هُدرُ الفَحالةِ قبلَكُمْ

فأرتاعُ من رزِّ البكارة تفلخُ

أبَى لي قبولَ الضيمِ مطمحُ هِمَّتِي

ومُلقى قَتودي والأمونُ المُنَوَّخُ

ومرثومةٌ بالعِزِّ شَمَّاءُ تنتحِي

إِذا رَئِمْت بوَّ الصَّغارِ وتشمخُ

وحظِّيَ من أيامِ مُلْكٍ بِعِزِّهِ

تُقامُ مواقيتُ العُلَى وتُؤَرَّخُ

سُلالةُ ظِلِّ اللّهِ في الأرض إنْ جَرتْ

له ذُكْرَةٌ عند السلاطين بَخْبَخُوا

يتوقُ إليه المُلكُ وهو لهُ ابْنُمٌ

ويحنو عليه التاجُ وهو لهُ أخُ

وتعنو له صِيْدُ الممالكِ خُضَّعاً

إِذا اصطفَّ حَوليهِ كهولٌ وشُرَّخُ

وتشتاقُه الجُرْدُ الصوافِنُ شُزَّبَاً

يجوسُ بها أرضَ العِدى فتُدَوَّخُ

وتأمل أن تحظَى وتُنْقَشَ باسْمهِ

وذايلُ تِبْرٍ في المعادن سُوَّخُ

يربي العِدى أبناءَهمْ لِسهامهِ

وللصَّقْرِ ما أضحَى البُغَاثُ يُفَرِّخُ

له هضبةُ العزِّ القُدامسُ والذُّرَى

من المجدِ والطَودُ الذي هو أبذخُ

ملوكٌ همُ حاطُوا الخِلافةَ بعدَما

تهضَّمها أعداؤُها وتنوَّخُوا

بهم ثَبَّتَ اللّهُ الهُدى وتزلزلتْ

أخامِصُ قومٍ في الضَّلالةِ أُرْسِخُوا

وبُصِّرَ محجوبُ البصائر أكْمَهٌ

وأُسمِعَ مشدودُ المسامِع أصلخُ

إِذا المُلكُ دَبَّتْ فيه وعكةُ فِتْنَةٍ

سقَوها الظُّبَا مشحوذةً فتسبَّخُ

فأسيافُهم بالأمنِ والخوف ترتمِي

وأيديهمُ بالمالِ والدَّمِ تنضَخُ

لهم نفحَتا سَطوٍ وعَفْوٍ فهذهِ

زُعَاقٌ وهاتِيكم زُلالٌ منقَّخُ

ثِقالٌ إِذا اصطفَّ السِماطانِ حولَهمْ

خِفافٌ إِذا الداعي المُثَوِّبُ يصرُخُ

حَذا حذوَهمْ ضافي العطاء مؤَيَّدٌ

من اللّهِ ميمونُ النقيبةِ أبلخُ

بنَى قُبَّةَ الإسلامِ بالسيف بعدَما

تهاوتْ مبانيهِ وكادتْ تَسَوَّخُ

يقود الخميسَ المَجْرَ غصَّ به الفَلا

وأصبحَ هامُ الأكمِ وهو مُشَدَّخُ

إِذا كرَّ فيهم طِرْفَه جمدوا لهُ

وذابوا سواءً يافعٌ ومشيّخُ

فلا لونَ إلا حين يُسفرُ مسفِرٌ

ولا روعَ إلا حين يضحكُ مفرِخُ

وقد عَلِمَ الإلحادُ مُذْ نُصِرَ الهُدَى

بأنْ ليس للدينِ الحنيفيِّ مَنْسخُ

غدا وبنوهُ بين حِرباءَ تنضُبٍ

تُشالَ على جِذعٍ ورقشاءَ تُسلخُ

وان يتوقَّوا في الشَّماريخِ منهمُ

فسوف يَحُطُّ القومَ عنها المشمرِخُ

لهُ من بناتِ الريحِ كُلُّ طِمِرَّةٍ

تَخايَلُ في ميدانِها وتَبَذَّخُ

عليها أصابيغُ الدِماءِ كأنها

تُغَلَّفُ ما بين القَنَا وتُلَخْلَخُ

ضَمِنَّ القِرى للوحشِ والطيرِ فارتوتْ

وكظَّتْ جِراءٌ من قِراها وأفرخُ

نَذَارِ لقومٍ أخطأوا سُبُلَ الهُدى

فحاروا وتاهوا في الضَّلال وطخطَخُوا

نَذَارِ لهم قبلَ التي لا شَوى لها

وعيداً يُصَكُّ السمعُ منه فَيُصمَخُ

حَذَارِ لهم من سَخْطةِ اللّه إنها

يُشاهُ بها حُرُّ الوجوه ويُمْسَخُ

كأني بهامٍ منهمُ وسواعدٍ

تَطيحُ كما طاحتْ نَوى القَسْبِ تُرضَخُ

أبعدَ وُضوح الحقِّ يرجونَ فسخَهُ

وللحقِّ عَقْدٌ مُبرَمٌ ليس يُفْسَخُ

خدمتكُمُ والعمرُ غَضٌّ جميمُهُ

نَدٍ وأهاضيبُ الشبيبةِ نُضَّخُ

أُسَيِّرُ في أيامِكمْ من شَواردي

عُلالةَ سيرٍ حين يمتدُ سَرْبَخُ

وأحمِلُ من أسرارِكم كلَّ باهظٍ

يَضيقُ به صدرُ الكريمِ فَيَنْضَخُ

وأُنشِئُ في الشُّورى صحائفَ طيُّها

نوافثُ سِحْرٍ للعزائمِ نُسَّخُ

وأنصحُكمْ في حَلِّ كُلِّ مترجَمٍ

به يُضبطُ الأمرُ الشَّعاعُ ويُرْسَخُ

أحينَ أنى أن اجتني ثمرَ الرِّضا

أُرَدُّ إِلى نَزْرٍ من العيشِ يُرضَخُ

ألوذُ بكم من عَثْرةِ الجَدُّ إنّها

دهتني ولا ذنبٌ به أتلطَّخُ

فعطفاً فقد أودى بيَ الضُّرُ واشتفَى

زمانيَ من وطءٍ يرُضُّ ويفضخُ

ولا تَدَعوني والحوادثَ إنّها

تُعرِّقني عرقَ المُدى وتُمَخْمِخُ

وأوصوا بيَ الأيامَ خيراً فإنها

بكمْ تقتدي فيما تُمِلُّ وتنسَخُ

فقد ذُدْتُم الهِيمَ الخوامسَ عن دمي

وقد كَرَبتْ أعناق قومٍ تَفَسَّخُ

وأنشأتُمُ لي مهجةً جُدْتُمُ بِها

على بَدَنٍ ما فيه للروح مَنْفَخُ

رعاكمْ منِ استرعاكُم الخَلْقَ أنَّكُمْ

لهم وزرٌ في كل خطب ومُصْرَخُ

ولا خَلَتِ الأيامُ منكم فإنَّكُمْ

لها غُرَرٌ فيها تلوحُ وتشدخُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة هي العيس قودا في الأزمة تنفخ

قصيدة هي العيس قودا في الأزمة تنفخ لـ الطغرائي وعدد أبياتها خمسة و ستون.

عن الطغرائي

الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد أبو إسماعيل مؤيد الدين الأصبهاني الطغرائي. شاعر، من الوزراء الكتاب، كان ينعت بالأستاذ، ولد بأصبهان، اتصل بالسلطان مسعود بن محمد السلجوقي (صاحب الموصل) فولاه وزارته. ثم اقتتل السلطان مسعود وأخ له اسمه السلطان محمود فظفر محمود وقبض على رجال مسعود وفي جملتهم الطغرائي، فأراد قتله ثم خاف عاقبة النقمة عليه، لما كان الطغرائي مشهوراً به من العلم والفضل، فأوعز إلى من أشاع اتهامه بالإلحاد والزندقة فتناقل الناس ذلك، فاتخذ السطان محمود حجة فقتله. ونسبة الطغرائي إلى كتابة الطغراء. وللمؤرخين ثناء عليه كثير. له (ديوان شعر - ط) ، وأشهر شعره (لامية العجم) ومطلعها. أصالة الرأي صانتني من الخطل. وله كتب منها (الإرشاد للأولاد - خ) ، مختصرة في الإكسير.[١]

تعريف الطغرائي في ويكيبيديا

العميد فخر الكتاب مؤيد الدين أبو إسماعيل الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد الدؤلي الكناني المعروف بالطغرائي (455 - 513 هـ/ 1061 - 1121م) شاعر، وأديب، ووزير، وكيميائي، من أشهر قصائدة لامية العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. الطغرائي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي