هي النفس من ذكر الممات نفورها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هي النفس من ذكر الممات نفورها لـ الستالي

اقتباس من قصيدة هي النفس من ذكر الممات نفورها لـ الستالي

هي النّفس من ذكر الممات نفورُها

مخافةَ مكروه إليه مصيرها

وما أمنُها أو خوفها في حياتها

من الموت إلاَّ برُّها وفجورهُها

ولو أحسنَ استعدادَها لوفاتها

لهانَ لذكراها عليه حُضورُها

من اتخذ البرهانَ والفحص عُدَّةً

تبَيَّنَ ما حقَّ الأمور وزُورُها

وتفجأ بالرّوعاتِ منها عقولها

ويُلفَى قليل الارتياع حَذورُها

عرفنا من الدُّنيا زوالَ نعيمها

فما يدّعي مُختالها وفخُورُها

إلى منتهى أعمارنا فطويلها

سواء إذا وافى المدى وقصيرُها

ومستمتعاتُ العيش من غير حِلَها

عواريُّ مغرورٌ بها مستعيرُها

أحاول في دنيايَ زهداً وكيف لي

به ومُرادي أن يتمَّ سرورُها

ونجعل للأيام ذنباً بغدْرها

ونزعم أنا يطَيّبنا غرورُها

متى غالب الدُّنيا من النّاس عاقلٌ

بداهية لم يأت عنها نذيرُها

وفي كل يوم لا يزال محذّراً

رواحُ المنايا بيننا وبكُورُها

كذلك أبناء القرون التي مضَت

ألمٍ تتبيَن كيف آلت أُمورُها

تَعاَرَها ريبُ الزَّمان فأصبحت

خراباً قُراها خاويات قصُورُها

ألا إنّها روحُ الحياة وظلُّها

وزهرتها مع روضها وغديرُها

وأنواع حسن بين أنواع لذَّة

تَوالى أعوامُها وشُهورُها

مَلاة بها الأحزانُ فيها دفينة

إلى يوم شجوٍ حادثٍ يستثيرُها

كيوم وجدنا فيه نبهان هالكاً

وذلك من أيامنا قمطريرها

رزئنا هماماً يعلم الأزْدَ أنه

إذا خطرت صيد الملوك خطيرُها

تبوأ من قحطان بيتاً تُقلُّهُ

قواعدُ بنيان العتيك وسوُرُها

فطالَ به أصل المعالي وفرعها

وطابَ لهُ خيرُ المساعي وخيرُها

وعاش حميدا لم يصبْه غنيها

بلوم ولم يعدَمْ جَداه فقيرُها

فعزَّ علينا حملُ نبهانَ جُثّةً

يميل بأعناق الرّجال سريرُها

وعزَّ علينا دَفْنُ نبهانَ عَزّة

ثَوى ميّتاً في ظُلمةِ الأرْض نورُها

وما تركت مَخْفوةً بل كأنّما

تضمّنها من كل نفسٍ ضميرُها

تُمثلُها تحت التُّراب كعهدنا

بها وبأفكار القلوب تزُورُها

تدرّ عليها عَبرة إثر عَبرَةٍ

وقلَّ لها من كل عينٍ دُرورُها

لَعاً لبني نبهان من كل عثرةٍ

ولا نال ساداتِ العتيك عُثورُها

وأكْرمْ بها من عُصبةٍ عُمَريَّةٍ

كرامٍ سجاياها رحاب صُدُورُها

صِلابٍ على غمزِ العُداة كعوبَها

صِعابٍ على قرع الخطوب صُخورُها

فلا تَرحٌ في غُمّةٍ يستَفزّها

ولا فرحٌ في نعمة يستَطيرُها

رأت دَهرَها قد جاءَها من صروفهِ

بما جاءت الأملاك قدماً دُهورُها

فما ضرعت فيه ولا خشعت لهُ

لتَرضى معاليها وتَبقى أُجورُها

مقابِلةٌ بالصّبر كلَّ مُلمَّةٍ

فتنجاب غَمّاها ويجلو مَريدُها

وكاظمة في عفةٍ وسكينةٍ

أسى أخوة في السن بانَ كبيرُها

وزينةُ دنياها وصاحبُ سِرِّها

وعاضدُها في أمرها ومُشيرُها

أَسودُ شَرىً غيلت بواحد غيلها

فغير عجيب نأمُها وزَئيرها

خليقٌ بأن يأسى عليه جزوعها

ويلتزمَ الصَّبرَ الجميلُ صبورُها

مُصابٌ لعمري فادحٌ في نفوسها

ولكنه في مجدها لا يُضيرُها

تعالى بها عن كل سام علوها

وخَلّصها من كلّ ذام طُهورُها

فما لبني نبهان حيٌّ مناظِرٌ

إذا فُضَلاءُ النّاس عُدَّ نظيرُها

فمن كعليّ أو كذُهلٍ ويعرُبٍ

لعُظمى نجلّيها ونُعمى نميرُها

ومن مثل نبهان ومثل محمّدٍ

إذا حاجة الملهوف عزَّ عسيرُها

ولسنا نرى في النّاس مثل محمّدَ

ولا عمرٍ والحاج عانٍ أسيرُها

وما عمر يأتي ظهور بمثله

وأمثال نبهان عديم ظُهورُها

وما شبَّهوا بمحمدٍ ومحمّدٌ

على الأرض إلا أن يكون نشورُها

بنو عمرٍ ساداتُ قحطان كلّها

كبير فما فيها يقال صغيرُها

ملوكٌ تساوى فضلُها كلُ واحدٍ

نظرتَ إليه قلت هذا أميرُها

ينابيع أرْزاق الورى وغيومها

كواكب أفلاك الورى وبدورُها

وما النّاس إلا سائل يستميحها

مواهبَها أو خائفٌ يستجيرُها

مُحاميةٌ للخائفين حصُونها

وطاميةٌ للمعتفين بحورُها

مكارمُها معلومةٌ وحلومها

وطاعتُها ملزومةٌ وشكورُها

إذا نشرت أخلاقها وسط مشهدٍ

تُضوّع منها مسكُها وعبيرُها

وأحياؤها ملءُ العيون محلَّها

وأمواتها حشوَ القلوب قبورُها

فطالت معاليها ودام نعيمُها

وذلَّ معاديها وعزَّ نصيرُها

أبا القاسم اسلمْ يا أبا الحَسَن اغتبطْ

أبا العرب أبلغْ غايةً تسْتخيرُها

ويابا المعالي عشْ وأقبلَ بالمنى

إليك أبا عبد الإله بشيرُها

ودم يا أبا عبد الإله ويا أبا

المعمر في نعماءَ تلقَ حبورُها

كذلك أبلُغايا با المعَمَّر يا أبا

محمدٍ للسّراء جمٌ وفورُها

وعشت أبا عبد الإله بنعمةٍ

يُظلُّ أبا عبد الإله ستُورُها

وجاد على مفقودكم كلَّ ليلةٍ

أفاويق من مُزن السَّواري مطيرُها

وعاشَ لكمْ يا با المعمَّر سالكاً

سبيل أبيه بالصّلاح يسيرُها

شرح ومعاني كلمات قصيدة هي النفس من ذكر الممات نفورها

قصيدة هي النفس من ذكر الممات نفورها لـ الستالي وعدد أبياتها اثنان و ستون.

عن الستالي

أبو بكر أحمد بن سعيد الخروصي الستالي. شاعر عُماني ولد في بلده (ستال) وإليها ينسب من وادي بني خروص تلك البلدة التي أخرجت من رجال الدين وأهل العلم والأدب الكثير. نشأ وترعرع وتلقى مبادئ الدين ومبادئ العربية، حتى لمع نجمه وشاعت براعته في الشعر وتشوق الناس إلى لقائه. عندها انتقل الشاعر إلى نزوى حيث محط رجال العلم والأدب ولا سيما (سمد) التي فتحت أبوابها لطلاب العلم والأدب في عهد ذهل بن عمر بن معمر النبهاني. يمتاز شعره بالجودة، والنباغة وقوة الألفاظ والمعاني. (له ديوان - ط)[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي