هي مقلة عبرى وأنة مكمد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هي مقلة عبرى وأنة مكمد لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة هي مقلة عبرى وأنة مكمد لـ شرف الدين الحلي

هي مقلة عبرى وأنة مُكْمَدِ

فعلام أنت على البكاء مُفَنِّدِي

دعني أُفِض ماء الجفون فربَّما

نقعت دموعي غلة الماء الصَّدِي

يا للرجال لنكبة لم ألقها

إلا بضعف عزيمة وتجلُّد

حشدت عليَّ النائبات وحاولت

حربي فمن عَوْنُ الغريب المفرد

تعساً لِجَدِّك يا زمان فجعتني

بأعزِّ أنصاري وجئت مهدِّدي

أَنْحَوْتَ ظلمي عند فوز مطالبي

وغدوت خصمي بعد موت محمد

يا ابن الحسين عساك تسمع دعوت

ي فتجيرني من وحدتي وتفرُّدي

غادرتني صفر اليدين وطالما

أعززت آمالي بذلِّ العسجد

وتركتني ألقى العدو موافقاً

بالقول لما قَصَّرَتْ عنه يدي

إيه نظام الدين عطفة راحمٍ

فلقد عهدتك في الحوادث منجدي

ظفرت خطوب الدهر بي ولطالما

أرديتهن غداة كنت مهندي

أأبا المظفر ما لحادثة الردى

قصدتك مسرعة ولم تتأيد

بك كنت أعتد الليالي عدة

وأجير من جور الزمان المعتدي

أسفي لمُنْتَجِعٍ إليك رمى به

أمل فأعوزه نجاح المقصد

قد كنت شمس الآملين فما رأوا

من بعد فقدك غير صبح أسود

وحمائم نبهتهن بزفرة

كادت تؤثر في قلوب الجلمد

فغدت تساهمني الأسى مشغوفة

بالنوح في قضب الغصون المُيَّد

وجدتْ كوجدي حين قلت تعللا

هذا اللوى ها قد بكيت فغردي

لو كنتَ مُذْ قرنت لشدوي شدوها

لعجبتَ ثَمَّ لساجع ومغرد

يا دهر ما أبقيت بين جوانحي

إلا رسيساً من جوى متوقد

مالي أرى طلق السماحة قد غدا

متلفّتاً نحوي بوجه أربد

أكذا يُدَكْدَكُ كلُّ طود شامخ

أكذا يُغَيَّضُ كلُّ بحر مزبد

أكذا النجوم النيرات تزول عن

آفاقها حتى يضلّ المهتدي

أكذا تمدّ النائبات يداً إلى

شرف على قلل النجوم موطَّد

أكذا المنازل بعد طول أنيسها

تمسي وتصبح كاليباب الفدفد

يا ابن الحسين أرى الذي ألبستني

رهن البِلَى فإن استطعت فجدِّد

مالي أرى دست الوزارة خالياً

متعطلاً من حَلْيِ ذاك السؤدد

مالي أرى أدبي ببابك مهملاً

ما كنت منك بمثلها بمعود

هيهات لا والله ما رد الردى

جزعي عليك ولا بكاء العود

يا قبر لست بسائل لك ديمة

تهمي عليك وفيك أعذب مورد

يا قبر كيف حويت بدر المجتلى

في يَمَّةٍ ووسعت بحر المجتدي

أين الذي كانت غيوث نواله

منهلة تَهْمي على المسترفد

أين الذي كانت تدلّ على الندى

منه طلاقة ذلك الوجه النَّدِي

أين الذي عميت على تصبري

من بعده فجهلت يومي من غدي

أأبا المؤيد أين ما عودتني

من حسن ألطاف وفضل تودّد

حاشا لبابك أن يعزّ حجابه

دوني ويغلق في وجوه القصد

تالله لو تفدى لجدتُ بمهجة

ليدِ المنون وكنتُ أول مفتد

أو كان غير الموت رامك لانثنى

خَزْيَانَ دون مناه مغلول اليد

ولعملت سمر الرماح وأرسلت

بيض الصفاح وكلّ طرفٍ أجرد

ولضرجت زرق الأسنة في الوغى

بدم الطُّلى تحت العجاج الأسود

ولصد وجه الحرب عنك ولم يطق

قصداً إليك من القنا المتقصد

لكنه الأجل الذي غاراته

متعرضات للأنام بمرصد

قد كان روض نداك غير مُصَوَّحٍ

عندي وماء البشر غير مصرد

فلأضرمنَّ بأدمعي في أضلعي

ما شئت من جمر الأسى المتوقد

فلقد تركت مناقباً محمودة

يرنو محاولها بوجه أربد

فاذهب ذهاب الغاديات فلم يحز

ما حزته إلا كريم المحتد

وفضائلاً كالشمس ليس بمنكر

إن أطرقت عنها عيون الحسد

لله قبرك أيّ برّ حلّه

وثوى به من عفّة وتزهّد

شرح ومعاني كلمات قصيدة هي مقلة عبرى وأنة مكمد

قصيدة هي مقلة عبرى وأنة مكمد لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها ثمانية و أربعون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي