وأرى الثرى والماء حولك حملا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة وأرى الثرى والماء حولك حملا لـ ابن رشيق القيرواني

اقتباس من قصيدة وأرى الثرى والماء حولك حملا لـ ابن رشيق القيرواني

وَأَرَى الثَّرى والمَاءَ حَوْلَكَ حُمَّلا

مَا لا يَقُومُ لَهُ الثَّرَى والمَاءُ

لَمْ يَبْقَ مِنْ طُرَفِ الْعِراقِ وَغَيْرِهِ

شَيْءٌ يَرُوقُ الْعَيْنَ مِنْهُ رُوَاءُ

حَتَّى كأَنَّ الشَّرْقَ أَعْمَلَ فكْرَهُ

في أَنْ حَوَتْهُ يَمِينُكَ الْبَيْضاءُ

وَأَتَتْكَ مِنْ كَسْبِ المُلوكِ زَرافَةٌ

شَتَّى الصِّفاتِ لِكَوْنِها أَنْباءُ

جَمَعَتْ مَحاسِنَ ما حَكَتْ فَتَنافَسَتْ

فِي خَلْقِها وتَنَافَتِ الأَعْضاءُ

تَحْتَثها بَيْنَ الْحَوَاني مِشْيَةٌ

بادٍ عَلَيْها الْكِبْرُ وَالْغُلَوَاءُ

وَتَمُدُّ جِيداً في الْهَواءِ يَزِينُها

فَكَأَنَّهُ تَحْتَ اللِّوَاءِ لِوَاءُ

حُطَّتْ مَآخِرُها وَأشْرَفَ صَدْرُها

حَتَّى كَأَنَّ وُقُوفَها إِقْعاءُ

وَكَأَنَّ فِهْرَ الطَّيبِ ما رَجَمَتْ بِهِ

وَجْهَ الثَّرَى لَوْ لُمَّتِ اْلأَجْزاءُ

وَتَخَيَّرَتْ دُونَ المَلابِسِ حُلَّةً

عُنِيَتْ بِصَنْعَةِ مِثْلِها صَنْعاءُ

لَوْناً كَلَونِ الدَّبْلِ إِلاَّ أَنَّهُ

حَلْيٌ وَجَزَّعَ بَعْضَهُ الَحْلاَّءُ

أَوْ كَالسَّحابِ الْمُكْفَهِرَّةِ خُيَّطَتْ

فِيها الْبُرُوقُ وَشَقُّها إيَماءُ

أَوْ مِثْلَ ما صَدِئَتْ صَفائِحُ جَوْشَ

وَجَرَى على حافاتِهِنَّ جِلاءُ

نِعْمَ التَّجافِيفُ الَّتي ادَّرَعَتْ بِهِ

مِنْ جِلْدِهَا لَوْ كانَ فِيهِ وِقاءُ

وَسَوَابِقٌ مِثْلُ البُرُوقِ لَواحِقٌ

بَلْ عِنْدَها أَنَّ الْبُرُوقَ بِطاءُ

جُرْدٌ يَقَعْنَ عَلى الصَّفا فَيُثِرْنَهُ

وَكأَنَّهُنَّ عَلى الثَّرَى أَنْداءُ

مَكْسُوَّةُ الصَّهَوَاتِ كُلَّ مْكَلَّلٍ

لا يَنْتَهيهِ بِقيمَةٍ إِحْصاء

يَلْمَعْنَ مِنْ أَكْتافِهِنَّ كَأَنْجُمٍ

زُهْرٍ تَوَلَّتْ صَقْلَها الأْنْواء

والمُذْهَباتُ مِنَ الَخْوافِقِ بَعْضُها

لَيْثٌ أَزَلُّ وَلَقْوَةٌ فَتْخَاء

عَذَبٌ كأَلْسِنَةِ الْبُرُوقِ تَلَمَّظَتْ

لَيْلاً بِهِنَّ الدِّيمَةُ الْوَطْفاء

كادَتْ يُنالُ بِها السَّماء تَطاوُلاً

قَصَبُ النُّضارِ وَلَنْ يُنالَ سَماء

وَالبُخْتُ مُوقَرَةُ الظَّهْورِ لِبَعْضِها

تَحْتَ القِبابِ تَخَمُّطٌ وَرُغَاء

مِنْ كُلِّ واحِدَةٍ تَرِفُّ بِهَوْدَجٍ

كادَتْ تُقَبِّلُ رَأْسَها الَجْوْزَاءُ

كُسِيَتْ جَلالِيبَ النَّسيجِ كَأَنَّما

نُشِرَتْ عَلَيْها رَوْضَةٌ زَهْراء

فِيهِنَّ أَمْثالُ الظِّباءِ أَوَانِسٌ

وَمِنَ الأَنِيسِ جَآذِرٌ وَظِباء

بِيضٌ يُباشِرْنَ الَحْرِيرَ بِمِثْلِهِ

وَلَهُ عَلى أَبْشارِهِنَّ جُسَاء

فِيها القِيانُ الْمُلْهِياتُ كَأَنَّما

أَلحْانُهُنَّ عَلى الْمُعِزِّ ثَنَاء

يُصْحِيكَ مِنْ سُكْرِ الْمُدَامِ سَماعُها

وَبِهِ تُصَرِّعُ لُبَّها الندَماء

لَوْ غَنَّتِ الصَّمَّانَ وَهْوَ كَلَفْظْهِ

جَبَلٌ أَصَمُّ يبَدَا لَهُ إِصْغاء

ورَوَاقصٌ هِيْفُ الُخْصُورِ كأنَّما

حَرَكاتُهُنَّ على الْغِناء غِناء

لَوْ أَنَّ مَوْطِئَهُنَّ مُقْلَةُ أَرْمَدٍ

لَمْ يَشْكُ أَنَّ نِعالَهُنَّ حفاء

وَمُدَبَّبات لَوْ لُبِسْنَ لَدَى الْوَغَى

ما كانَ فِيهَا للْحَدِيدِ مَضاء

يَتَلَهَّبُ الإِبْرِيزُ فيها حَيْثُ لا

يُخْشَى لِماءِ فِرِنْدِهَا إطْفاء

وَمِنَ الْقَواضِبِ كُلُّ أَبْيَضَ صَارِمٍ

لا يُسْتَهَالُ بِمِثْلِهِ الأَعْداء

سَبَقَ الدِّماءَ إلى النفُوسِ فَفاتَها

وَمَضَى وَلَيْسَ بِشَفِرَتَيْهِ دِماء

مِمَّا تَخَيَّرَهُ لِلُبْسِكَ تُبَّعٌ

وَأَحَقُّ مَنْ وَرِثَ الأَبَ الأْبناء

مُتَقَلِّداً منْهُنَّ كُلَّ مُجَوْهَرٍ

نَصْلاً وَغِمْداً حِلْيَتَاهُ سَوَء

وَكَأَنَّما ضَحِكَتْ ثُغورٌ أَوْ بَكَتْ

فيها عُيُونٌ دَمْعُهُنَّ رِوء

شرح ومعاني كلمات قصيدة وأرى الثرى والماء حولك حملا

قصيدة وأرى الثرى والماء حولك حملا لـ ابن رشيق القيرواني وعدد أبياتها ثمانية و ثلاثون.

عن ابن رشيق القيرواني

الحسن بن رشيق القيرواني أبو علي. أديب، نقاد، باحث، كان أبوه من موالي الأزد، ولد في المسيلة (بالمغرب) وتعلم الصياغة، ثم مال إلى الأدب وقال الشعر. رحل إلى القيروان سنة 406هـ "مدح ملكها" واشتهر فيها. وحدثت فتنة فانتقل إلى جزيرة صقلية، وأقام بمازر إحدى مدنها، إلى أن توفي، وجمع الدكتور عبد الرحمن ياغي ما ظفر به من شعره في (ديوان - ط) بيروت. كتبه (العمدة في صناعة الشعر ونقده - ط) ، (وقراضة الذهب - ط) في النقد، و (الشذوذ في العلة) ، و (أنموذج الزمان في شعراء القيروان) . (وديوان شعره - ط) ، (شرح موطأ مالك) ، وغيرها الكثير.[١]

تعريف ابن رشيق القيرواني في ويكيبيديا

أبو علي الحسن بن رشيق المعروف بالقيرواني أحد الأدباء والبلغاء، له كتب عدة منها: كتاب العمدة في معرفة صناعة الشعر ونقده وعيوبه، وكتاب الأنموذج والرسائل الفائقة والنظم الجيد.

ولد بمدينة المسيلة بالمغرب العربي (في دولة الجزائر حاليًا) ونشأ بها وتعلم هناك، ثم ارتحل إلى القيروان سنة 406 هـ.ولد في بعض الأقوال سنة 390 هـ وأبوه مملوك رومي من موالي الأزد. وكان أبوه يعمل في المحمدية صائغا، فعلمه أبوه صنعته، وهناك تعلم ابن رشيق الأدب، وفيها قال الشعر، وأراد التزود منه وملاقاة أهله، فرحل إلى القيروان واشتهر بها ومدح صاحبها واتصل بخدمته، ولم يزل بها إلى أن فتح العرب القيروان، فانتقل إلى جزيرة صقلية، واقام بمازرة إلى أن توفي سنة 456 هـ.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي