وبقعة قد أجال الطرف نزهته

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة وبقعة قد أجال الطرف نزهته لـ ابن أبي كريمة

اقتباس من قصيدة وبقعة قد أجال الطرف نزهته لـ ابن أبي كريمة

وَبُقعَةٍ قَد أَجالَ الطَرفُ نُزهَتَهُ

حَتّى تَخَيَّرَها مِن مَنبِتِ القُطُنِ

سَهلِيَّةَ النَجدِ لا خَفضٍ وَلا شَرَفٍ

شَيخٌ مِنَ الفُرسِ مَطبوعٌ عَلى الفِطنِ

أَباحَها جَدوَلاً حَتّى إِذا رَوِيَت

أَمسى يُدَيِّمُها بِالمَرِّ وَالفَدَنِ

ما زالَ يُتحِفُها بِالماءِ مُجتَهِداً

حَولَينِ طَوراً وَطَوراً قِمَّةَ الدِمَنِ

حَتّى اِنتَقى حَبَّ مَروِيٍّ فَوَرَّهَهُ

مِثلَ اللآلِئِ لَم يُدنَس مِنَ الدَرَنِ

حَتّى إِذا بَذَّ زَرعَ الماءِ ناهِضُها

وَاِستَتبَعَ الريحُ مِنها مائِلَ الغُصُنِ

أَبدَت طَرائِلَ وَردٍ ثُمَّ أَعقَبَها

جَوزٌ تَفَرَّقَ بَينَ الساقِ وَالفَنَنِ

فَوَلَّدَ الجَوزُ مِنها بَعدَ عاشِرَةٍ

بَيضاءَ يُصدَعُ عَنها مُحكَمُ الجُبُنِ

هَوَت لَهُ حُرَّدٌ تُحفيهِ دامِيَةٌ

مَيلُ الذَوائِبِ مَيلَ الأَخشُفِ الشُدُنِ

فَاِستَخلَصَت سِرَّهُ مِنهُنَّ غانِيَةٌ

بِبَعضِ طورَتِها في السِرِّ وَالعَلَنِ

ظَلَّت تُزَبِّرُهُ طَوراً مُطَرِّقَةً

بِأَصفَرِ الليطِ داني غايَةَ اللَهَنِ

مُخَمَّطٍ بِأَجَشِّ الصَوتِ تَحسَبُهُ

بِمَّ الكَرينَةِ عِندَ المَشرَبِ الدَرِنِ

إِذا نَحاهُ لِنَدفٍ طَرَحَت

أَثباجُهُ كُلَّ غِشٍّ كانَ مِن حَسَنِ

تَعاوَرَتهُ يَدٌ لَيسَت مُتَوَجَّةً

مُلسُ المُتونِ مِنَ الخَطِيَّةِ المُرُنِ

تَشكو الهُزالَ وَأَحياناً إِذا سَمِنَت

بَعدَ الهُزالِ تَشَكّى ثِقلَةَ السَمِنِ

سُمرٌ مِنَ المَسِّ تَكسوها وَتَسلُبُها

أَيدي النَواعِمِ بيضٌ كَالمَها البُدُنِ

مِنَ الدَهاقينَ لَم تُسلِم مَناسِبُها

أَبا نِرارٍ وَقَد جَلَّت عَنِ اليَمَنِ

إِلّا بَني هاشِمٍ رَهطِ النَبِيِّ فَهُم

خَيرُ البَرِيَّةِ مِن باقٍ وَمُندَفِنِ

جاءَت بِهِ لا تُداني الشِعرَ رِقَّتَهُ

يُرى بِأَعقابِهِ مِن أَعظَمِ العِيَنِ

حَتّى إِذا ما أَرَدنَ النَسجَ رُدنَ لَهُ

مِنَ الحَراشِفِ فاشٍ حَذقُهُ عَدَني

تَدِقُّ فَطنَتُهُ فيما يُزاوِلُهُ

وَفي الرَواءِ غَليطُ الفَهمِ وَالبَدَنِ

إِذا اِنتَحى سَتَرَ العُثنونُ صُدرَتَهُ

كَالقُطنِ يُسلِمُها لِلمُشطِ وَالدُهُنِ

مُغَضَّنُ الإِبطِ مَحسورٌ مَغابِنُهُ

مِنَ القُعودِ طِوالَ الدَهرِ ذو ثَفِنِ

كَأَنَّ راحَتَهُ قَد جُلِّلَت سَفَناً

بَل مَسُّ راحَتِهِ يُربي عَلى السَفَنِ

فَمَدَّهُ بَينَ أَشطانٍ لَهُ بُرُقٍ

إِلى خَوالِدَ لا يُزمِعنَ بِالظَعَنِ

أَهوى لَهُ أَسمَراً عَضباً مَضارِبُهُ

كَالهُندُوانِيِّ لَم يَكتَنَّ في جَنَنِ

وَأَجوَفاً مِن نَباتِ الغيلِ توجِبُهُ

أَعالي الرَوقِ ذا طَيشٍ مِنَ الأَدَنِ

فَجاءَ كَالسَيفِ الصينِيِّ يُشبِهُهُ

في لينِ مُنهَزَةٍ مَنصوبَةِ الدُكَنِ

كَأَنَّ قِشرَتَهُ مِن بَعدِ لِبسَتِهِ

غِرقيءُ بَيضِ حَمامِ الأَيكَةِ الدُجُنِ

شَرَوهُ فَاِبتاعَهُ مِن بَعدِ ما اِرتَعَدَت

عَنهُ التِجارُ لِطولِ السَومِ وَالثَمَنِ

حَسيرُ دَهرٍ لَحِيّاً مِن مُروءَتِهِ

كابَرتُهُ وَعَلَيهِ صَولَةُ الزَمَنِ

مُستَوطِنٌ غَبَراتِ الدَهرِ ساحَتُهُ

كَأَنَّها لا تَرى في الناسِ مِن وَطَنِ

دَعا لَهُ خائِطاً حُلواً شَمائِلُهُ

هَزّازَ رَأسٍ ضَروبَ الزَورِ بِالذَقَنِ

مُحدَودِباً وُسطى أَنامِلِهِ

كَمَحَةٍ أَجهَضٍ مُستَكرَهِ العُكَنِ

أَتى بِهِ كَمَدَبِّ الذَرِّ أَدرُزُهُ

ما يَستَبينُ طَويلَ الذَيلِ وَالرُدُنِ

ما أَن تَمَلَّيتُهُ حَتّى أُتيحَ لَهُ

خَفِيُّ دَبٍّ لَطيفُ الخَطمِ وَالأُذُنِ

سَريعَةُ السَمعِ تُصغي ثُمَّ تَنصِبُها

تَحتَ الظَلامِ حِذارَ الطائِرِ الطَبَنِ

تَرنو بِكَحلاءَ لا يَرنو بِها رَمَدٌ

خَوصاءَ صَدّاعَةٍ مُستَكشِفَ الدَجَنِ

مُستَتبِعٌ ذَنِباً كَالسَيرِ تَحسَبُهُ

سَقيطَ مِدرى غَداةَ البَينِ مِن ظَغَنِ

لَيلاً فَغادَرَهُ لِلريحِ مُختَرَقاً

فيهِ وَصاوِصُ كَالنَحيتَةِ الوُزُنِ

لَم يَتِّرِك مَوضِعاً إِلّا تَتَبَّعُهُ

كَذاكَ مَن يَتبَعُهُ الدَهرُ بِالإِحَنِ

عامي نَعاهُ إِلَيَّ يَومَ لَبِستُهُ

إِنَّ الزَمانَ عَلَيهِ غَيرُ مُؤتَمَنِ

ما لي تَخَطَّت إِلَيَّ الناسَ كُلَّهُمُ

أَيدي الزَمانِ عَلى عَمدٍ لِتَقتُلَني

قَد صِرتُ نَهبَ هُمومٍ مُذ أُصِبتُ بِهِ

حَليفَ حُزنٍ مُبينَ السِرِّ وَالعَلَنِ

كَأَنَّني حينَ آوى اللَيلُ مَسكَنَهُ

سَليمُ أَربَدَ يُحمى لَذَّةَ الوَسَنِ

عَنِ البُكاءِ جَلِيٌّ ما أُصِبتُ بِهِ

إِذا لَيسَ لي بَعدَهُ ما مِنهُ يَكنِفُني

أَقولُ إِذا ساوَرَت قَلبي وَساوِسُهُ

إِلَيكَ يا اِبنَ عَلِيٍّ مُشتَكى حَزَني

شرح ومعاني كلمات قصيدة وبقعة قد أجال الطرف نزهته

قصيدة وبقعة قد أجال الطرف نزهته لـ ابن أبي كريمة وعدد أبياتها سبعة و أربعون.

عن ابن أبي كريمة

أحمد بن زياد بن أبي كريمة. شاعر من المنسيين الذين كاد ذكرهم يمحى في كتب الطبقات والمجاميع، وإن نوه بعض القدماء إلى جودة شعره. ويروى أنه كان من معاصري الجاحظ الذي روى عنه بعض التجارب المتعلقة بالحيوان. وكان شاعراً يقول الشعر ويرويه، ويذكر الطبري أنه كانت له صلة بالبرامكة، ويعده الجاحظ من بخلاء مرو.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي