وبيضاء أغناها عن الحلي ثغرها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة وبيضاء أغناها عن الحلي ثغرها لـ معروف الرصافي

اقتباس من قصيدة وبيضاء أغناها عن الحلي ثغرها لـ معروف الرصافي

وبيضاء أغناها عن الحلي ثغرها

بسِمطَيْن من درّ مضيئين في الثغر

إذا ابتسمت في ظلمة الليل أشرقا

فعُدنا من الآمال في أنجم ُزهر

نرى وجهها بدراً محاطاً من السَنى

بصبحَيْن من ثغر وضيءٍ ومن نحر

يذكرني من مطلع الشمس شعرُها

ذوائبَ تُرخَى من أشعّتها الصفر

تراءت فأما نفسها فحزينة

وأما مُحيّاها فكالكوكب الدرّي

بدت في ِحداد ترسل الطرف وانياً

يُغَضّ على وجد ويُفتح عن سحر

رأيت بها بدراً تردّى ُدجُنّةً

غداة أُميط السجف من جانب الخِدر

فكانت لها سود الجلابيب ِحليةُ

ولا عجبٌ أن الدجى من حِلى البدر

تَبَسَُّ حيناً ثم تُجهش بالبكا

فمن لؤلؤٍ تُبدي ومن لؤلؤ تُذري

كأن تلاميح الأسى في جبينها

بقايا ظلام الليل في غُرّة الفجر

وكم أبصرت عيناي لما تنهّدت

تموُّح بحر الحب من عاصف الهجر

فقد كان منها الصدر يعلو ويرتمي

فيبعث بي شجواً يموج به صدري

ومما شجا نفسي ذُبول بخدّها

كما ذبلت في بيتها باقة الزهر

ولما أنقضى صبري وقفت تجاهها

اُسائل عما ناب من نُوَب الدهر

فقالت وقد ألقت على الصدر كفّها

تشدّ ضلوعاً ينطوين على جمر

لك الخير من حرّ يسائل حرّة

شَكَت هجر بعل لم يكن بالفتى الحرّ

سقاني بكأس الحب حتى شرِبتها

ولم أدر أن الحب ضرب من الخمر

فلما رآني قد سكِرت بحبّه

صحا قلبه من حيث لم أصحُ من سُكري

ألا أن قلبي اليوم إذ مسّه الجَوى

وإذا مال بعلي في هوايَ إلى الغدر

ليَفزَع ممن يدّعي الحبَّ قلبُه

كما فزِعت قُمريّة الروض من صقر

على أن قلبي لم يعُد عنه صابراً

ألا لا أمال اللّه قلبي إلى الصبر

إذا شرقت شمسي تناسيت ذكره

وأن جنّ ليلي بتّ منه على ذُكر

وأني على ما نابني من جفائه

لأقنع منه بالخيال الذي يَسري

ولما شكت لي حُرقةً في فؤادها

ترقرق دمع العين في خدّها يجري

أرى قَطَراتِ الدمع في وَجَناتها

فأحسبها الياقوت رُصّع بالدرّ

هنالك ألقت راحتَيْها بوجهها

تُكَفكِف أسراباً من الدمع بالعشر

وقالت وقد كان النَشيج يصدّها

عن القول إلاّ عن كلام لها نَزر

سأحمل ما قد حَمَّلَتني يد الهوى

من الوجد حتى يحملوني إلى القبر

فقلت أما واللّه لو أن لي يداً

على كل حكم جاء من ظالم الدهر

لشدّدت في زجر المحبّين أن جَفَوْا

وعاقبت منهم من يميل إلى الهجر

شرح ومعاني كلمات قصيدة وبيضاء أغناها عن الحلي ثغرها

قصيدة وبيضاء أغناها عن الحلي ثغرها لـ معروف الرصافي وعدد أبياتها ثلاثون.

عن معروف الرصافي

معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي. شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق) ، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب. ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها. وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني. ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني. وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918) ، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد. وزار مصر سنة (1936) ، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد. له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط) (محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.[١]

تعريف معروف الرصافي في ويكيبيديا

معروف الرُّصَافِي (1292 - 1365 هـ / 1875 - 1945 م) أكاديمي وشاعر عراقي.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. معروف الرصافي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي