وجودك حي الملك والدين والدنيا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة وجودك حي الملك والدين والدنيا لـ لسان الدين بن الخطيب

اقتباس من قصيدة وجودك حي الملك والدين والدنيا لـ لسان الدين بن الخطيب

وُجودُكَ حيَّ المُلْكَ والدّينَ والدُنْيا

وَجُودُكَ أحْيا المَجْدَ والسّيرةَ العُلْيا

وجدُّكَ أوْلى الأمْنَ واليُمْنَ والهُدى

وجدّكَ جلّى الخطْبَ والمُوئِدَ الدّهْيا

لكَ اللهُ منْ ملْكٍ سَعيدٍ زمانُهُ

تكنّفْتَنا عدْلاً وأوْسَعْتَنا رَعْيا

إذا ألِمَتْ أو أمّلَتْكَ عِصابَةٌ

تُواسي الذي اسْتَجْدى وتأسُو الذي أعْيَى

ألمْ تَرَ أنّ الدّهْرَ أذْعَنَ طائِعاً

لِما شِئْتَ لا يُعْصيكَ أمْراً ولا نَهْيا

فقابِلُ عيد مُقْبِلٌ لك بالمُنى

وطالِعُ سعْدٍ حاكِمٌ لكَ بالبُقْيا

وداعٍ دَعا حَيىَّ على بَيْةِ الرِّضا

فإنْجازُ وعْدِ اللهِ أصْبَحَ مأتِيّا

هلُمّوا الى تقْبيلِ راحَةِ يوسُفٍ

بمَنْ وجْهُهُ البُشْرى ومَنْ كفُّهُ السُقْيا

ألا في سَبيلِ اللهِ نصْرُ نَبيِّهِ

فحَيَّ تحيّاتِ العُلا ذلِكَ الحَيا

هُمامٌ أجَدَّ الدّينَ بعْدَ اخْتلاقِهِ

وألْبَسَهُ منْ عدْلِ أيّامِهِ وشْيا

وفرّقَ بيْنَ الحقِّ والشّكِّ إذْ جَرى

علَى سَنن الفاروقِ في هَدْيِهِ جَرْيا

فمِنْ نورِهِ الأرجاءُ باهِرةُ السّنا

ومِنْ ذِكْرِهِ الأفواهُ عاطِرَةُ الرَّيّا

أهابَ فلبّى الفتْحُ داعِيهِ إذْ دَعا

وأصْرَخَهُ النّصْرُ المؤزّرُ إذْ أيا

هوَ السُّحْبُ جوداً والكَواكِبُ همّةً

وبدْرُ الدُّجى وجهاً وشمْسُ الضُحى رأيا

فلَوْ راعَ صرْفَ الدّهْرِ يوْماً بجَيْشِه

لأصْبَحَ نِسْياً آخرَ الدّهْرِ منْسِيّا

منَ القومِ شادُوا الدّينَ بَدْءاً ودافَعوا

بأسْيافِهمْ عنْ رُكْنِهِ الوهْنَ والوَهْيَا

منَ القومِ جادُوا بالنّفوسِ كأنّما

يُسَقّوْنَ في وِرْدِ الرّدى الشّهْدَ والأرْيا

منَ القومِ خاتِمَ الرُّسْلِ أحْمَدٍ

وهُمْ عضّدوا التّنْزيلَ والحَقَّ والوَحْيا

بُدورٌ لِسارٍ أو بُحورٌ لِسائِلٍ

فمَنْ تأتِ منْهُمْ تلْقَ أرْوَعَ بَدْرِيّا

فمِنْ أدْهَمٍ أضْفى علَيْهِ مَسيحُهُ

رِداءً كلَوْنِ البُرْسِ ألحَفَ زَنْجِيّا

ومِنْ أشْقَرٍ كالبَرْقِ يسْتَبِقُ الصَّبا

ومِنْ أشْهَبٍ يَفْري أديمَ الدُجى فَرْيا

ومنْ أحْمَرٍ تحْتَ العَجاجِ كأنّهُ

سَنا شَفَقٍ يلْتاحُ في اللّيْلَةِ الدَّجْيا

ومنْ أشْهَلٍ رشّ النّجيعُ احْمِرارَهُ

وقد سامَتِ الهيْجاءُ مِرْجلَها غَلْيا

وأصْفَرَ حَلاّهُ الأصيلُ نَضارةً

ووشّى بنَيْلِ اللّيْلِ أعرافَهُ وشْيا

عِرابٌ كَما تنْصاعُ فُتْخٌ كَواسِرٌ

إذا اسْتَعْجَلوها منْ مَرابِطِها جَرْيا

حَرامٌ عليْها أنْ يَفوتَ قَنيصُه

ولوْ أنّها تبْغي الفَراقِدَ والجَدْيا

ولا يحمِلونَ النّارَ عنْ ثِقَةٍ بِها

سَنابِكُها تسْتَحْضِرُ الزّندَ والوَرْيا

حَشاياهُمُ عندَ الكَرى صهَواتُها

فأحْلامُهُمْ بالسّبْيِ صادِقَةُ الرّؤيا

ألا في سَبيلِ اللهِ سيرتُكَ التي

يُنادي بِها الإيمانُ حيَّ هَلا حَيّا

تجلّيْتَ للدُّنْيا فأشْرَقَ نورُها

وقدْ كانَ وجْهُ الدّهْرِ ذا مُقْلَةٍ عَمْيا

فكَمْ نُصْرَةٍ للّهِ جَهْراً قَضَيْتَها

وكمْ نِعْمَةٍ نَعْماءَ قضّيْتَها خَفْيا

وكمْ كُرْبَةٍ جلّيْتَ داجٍ ظَلامُها

وَداعٍ لنَصْرِ اللهِ لمْ تولِهِ اللأّيا

وكمْ وثِقَتْ بالنّصْرِ منْكَ كَثيبةٌ

بعثْتَ بِها لا تعرِفُ الجَهْدَ والوَنْيا

تُدوِّخُ أقطارَ العَدوِّ بعَدْوِها

وتَقْهَرُهُمْ قتْلاً وتُرْهِقُهُمْ خَزْيا

فلمْ تبْقَ إلا مَنْ حمَتْها جُفونُها

أو الشّنَب المَعْسولُ والشّفَةُ اللّمْيا

وأهْيَفَ ساجِي المُقْلَتيْنِ إذا انْثَنى

تثنّى لَنا غُصْناً ولاحَظَنا ظَبْيا

جرَتْ سانِحاتٍ بيننا وبوارِحا

فكانَتْ لنا غُنْماً وكانت لهُمْ نَعْيا

فيا مُحْكَمَ المُلْكِ الذي عمّ عدْلُهُ

جَميعَ الوَرى إنْ أشْكَلَ النّصُّ والفُتْيا

ومَنْ قوْلُهُ فصْلٌ ومَنْ فصْلُهُ هُدىً

ومَنْ مُلْكُهُ رُشْدٌ بهِ أذْهَبَ الغَيّا

لمَعْنًى حَباكَ اللهُ بالمُلْكِ ناشِئاً

وكُنتَ بأهْلِ العِلْمِ في المَهْدِ مَهْدِيّا

فدونكها يصبو الحليم لحسنها

وتسبى عقول السامعين لها سبيا

تصيِّر حر الشعر عبداً وإن يكن

يحل من الإبداع غايته القصيا

تُجرِّرُ ذيْلَ الزّهْوِ عنْدَ جَريرِهِ

وطائِيِّهِ تَطْوي وتُكْنِدُ كِنْدِيّا

ويهْتَزُّ عِطْفُ المُلْكِ عندَ سَماعِها

كهزّة كفّيْكَ الحُسامَ اليَمانِيا

نَتيجَةُ قَلْبٍ مُمْحِضٍ لكَ وُدَّهُ

تَبيدُ اللّيالي وهْيَ باقِيَةٌ تَحْيا

فلازِلْتَ يا أبْقَى المُلوكِ مآثِراً

وأمْضاهُمُ في اللّهِ أبْيَضَ هِنْدِيّاً

رِضاكَ لرِضْوانِ الإلاهِ مُبَلِّغٌ

وحُبُّكَ ذُخْرٌ في المَماتِ وفي المَحْيا

شرح ومعاني كلمات قصيدة وجودك حي الملك والدين والدنيا

قصيدة وجودك حي الملك والدين والدنيا لـ لسان الدين بن الخطيب وعدد أبياتها سبعة و أربعون.

عن لسان الدين بن الخطيب

محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل، الغرناطي الأندلسي، أبو عبد الله الشهير بلسان الدين بن الخطيب. وزير مؤرخ أديب نبيل. كان أسلافه يعرفون ببني الوزير. ولد ونشأ بغرناطة. واستوزره سلطانها أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل (سنة 733هـ) ثم ابنه (الغني بالله) محمد، من بعده. وعظمت مكانته. وشعر بسعي حاسديه في الوشاية به، فكاتب السلطان عبد العزيز بن علي الميني، برغبته في الرحلة إليه. وترك الأندلس خلسة إلى جبل طارق، ومنه إلى سبتة فتلمسان (سنة773) وكان السلطان عبد العزيز بها، فبالغ في إكرامه، وأرسل سفيراً من لدنه إلى غرناطة بطلب أهله وولده، فجاؤوه مكرمين. واستقر بفاس القديمة. واشترى ضياعاً وحفظت عليه رسومه السلطانية. ومات عبد العزيز، وخلفه ابنه السعيد بالله، وخلع هذا، فتولى المغرب السلطان (المستنصر) أحمد بن إبراهيم، وقد ساعده (الغني بالله) صاحب غرناطة مشترطاً عليه شروطاً منها تسليمه (ابن الخطيب) فقبض عليه المستنصر)) . وكتب بذلك إلى الغني بالله، فأرسل هذا وزيره (ابن زمرك) إلى فاس، فعقد بها مجلس الشورى، وأحضر ابن الخطيب، فوجهت إليه تهمة (الزندقة) و (سلوك مذهب الفلاسفة) وأفتى بعض الفقهاء بقتله، فأعيد إلى السجن. ودس له رئيس الشورى (واسمه سليمان بن داود) بعض الأوغاد (كما يقول المؤرخ السلاوي) من حاشيته، فدخلوا عليه السجن ليلاً، وخنقوه. ثم دفن في مقبرة (باب المحروق) بفاس. وكان يلقب بذي الوزاتين: القلم والسيف؛ ويقال له (ذو العمرين) لاشتغاله بالتصنيف في ليله، وبتدبير المملكة في نهاره. ومؤلفاته تقع في نحو ستين كتاباً، منها (الإحاطة في تاريخ غرناطة) ، و (الإعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام-خ) في مجلدين، طبعت نبذة منه، و (اللمحة البدرية في الدولة النصرية-ط) .[١]

تعريف لسان الدين بن الخطيب في ويكيبيديا

محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن علي بن أحمد السّلماني الخطيب الشهير لسان الدين ابن الخطيب ولقب ذو الوزارتين وذو العمرين وذو الميتين، (لوشة، 25 رجب 713 هـ/1313م - فاس، 776 هـ/ 1374م) كان علامة أندلسيا فكان شاعرا وكاتبا وفقيها مالكيا ومؤرخا وفيلسوف وطبيبا وسياسيا من الأندلس درس الأدب والطب والفلسفة في جامعة القرويين بمدينة فاس. يشتهر بتأليف قصيدة جادك الغيث وغيرها من القصائد والمؤلفات. قضّى معظم حياته في غرناطة في خدمة بلاط محمد الخامس من بني نصر وعرف بلقب ذي الوزارتين: الأدب والسيف. نـُقِشت أشعاره على حوائط قصر الحمراء بغرناطة. نشأ لسان الدين في أسرة عرفت بالعلم والفضل والجاه، وكان جده الثالث «سعيد» يجلس للعلم والوعظ فعرف بالخطيب ثم لحق اللقب بالأسرة منذ إقامتها في لوشة وكانت أسرة ابن الخطيب من إحدى القبائل العربية القحطانية التي وفدت إلى الأندلس، وتأدّب في غرناطة على شيوخها، فأخذ عنهم القرآن، والفقه، والتفسير، واللغة، والرواية، والطب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي