وراء العدا مجر على الهول مقدم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة وراء العدا مجر على الهول مقدم لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة وراء العدا مجر على الهول مقدم لـ السري الرفاء

وراءَ العِدا مَجْرٌ على الهَوْلِ مُقْدِمٌ

وصِلٌ تَحاماه الأراقِمُ أَرقَمُ

وسَيفانِ ما هَزَّتْ يدُ اللهِ منهُما

فكاسٍ وما هَزَّ القَيونُ فَمَحْرَمُ

وطاوٍ رِداءَ النَّقْعِ بالكَرِّ ناشرٌ

وحانٍ به صَدْرُ القَناةِ مُقوَّمُ

ومَجْرٌ بأعلامِ البسيطةِ مُهتَدٍ

ويَومٌ بفتيانِ الكَريهَةِ مُعلِمُ

إذا ابنُ أبي الهَيْجاءِ هِيجَ تَجَهَّمَتْ

وُجوهُ المَنايا في ظُبّىً تَتَبَسَّمُ

هو السيفُ يَمضي في اللِّقاءِ سَمِيُّهُ

ولكنَّهُ أمضَى غِراراً وأصرَمُ

قَطوعٌ إذا لم تَقْطَعِ البِيضُ نَبوةً

وَصولً ففي حَدَّيْهِ بُؤسَى وأَنعُمُ

تحامَتْ أَعاديه الشآم كأنَّما

أحاطَتْ بها للطَّعْنِ نارٌ تَضَرَّمُ

وقد أعظَمَتْهُ الرًّومُ فاستصغَرَتْ به

أكابرَها إنَّ الشُّجاعَ مُعظَّمُ

فَحَلَّتْ عُرى تيجانِها لمُؤَيِّدٍ

يَخُرُّ له ذو التَّاجِ وهو مُعَمَّمُ

غَنِيٌّ عَنِ الجَيْشِ اللًّهامِ بنفسِه

فقيرٌ إليه الجيشُ وهو عَرَمرَمُ

إذا جَدَّ في تَعريسِهِ وبُكورِه

رَأيتَ بِقاعَ الأرضِ تُثْري وتُعْدِمُ

سَرَى والثَّرى حَرَّانُ يَرقُبُ مُزنَه

فراحَ على حَرَّانَ يَهْمي ويَسجُمُ

وقد سَفَرَتْ أخلاقُهُ وتوضَّحَتْ

شَمائِلُهُ والصُّبحُ لا يَتَلثَّمُ

وأطلَعَ من زُرْقِ الأسِنَّةِ أنجُماً

على الثَّغْرِ تَرعاها من السَّعْدِ أنجُمُ

وأبرقَ ما بينَ الدُّروبِ سَحابُه

فصابَ ولكنْ صَوبُ بارِقه الدَّمُ

وإن ضُرِبَتْ دونَ الخليجِ خِيامُه

فَمِنْ خَلفِهِ للرُّعْبِ جَيْشٌ مُخَيِّمُ

ومُعتَصمٍ بالمَشرفيَّة لم يكنْ

ليسلَمَ منه في ذُرى الطَّوْدِ أعصَمُ

وملمومَةِ الأقطارِ حَشْو عَجاجِها

عِتاقُ المذاكي والوشيجُ المقوَّمُ

ترقرقُ في جِنْحِ الظَّلامِ فينجَلي

وَتُرْهِجُ في صَدْرِ النَّهارِ فيُظلِمُ

سَنابِكُها من تَحتِها تَقرَعُ الصَّفا

وراياتُها من فَوقِها تَتَرَنَّمُ

وخَيْلٍ تَحامَى السَّهلَ حتى كأنَّها

أجادِلُ تَحميها الشَّواهِقُ حُوَّمُ

تُغيرُ على الأعداءِ والنَّجمُ غائِرٌ

وتَسْري له واللَّيلُ أسودُ مُظْلِمُ

أَلمَّتْ بِشَطَّي أرسناسَ وللقَنا

شَظاظٌ فآبَتْ عنه وهو مُحَطَّمُ

فلا زالَ للأُسْدِ الخَوادِر مَصرَعٌ

لَدَيْكَ وللغِيدِ الكَواعِبِ مَوسمُ

وللوَفْدِ أعطانٌ وللرَّكْبِ مَنزِلٌ

وللزَّوْرِ أوطانٌ وللحَمْدِ مَبْسِمُ

غَشَمْتَ العِدا واللَّيثُ لو قَلَّ غَشمُهُ

لأعدائِهِ ما قيلَ ليثٌ غَشَمْشَمُ

وقارَعْتَ حتَّى ليسَ في الأرضِ خالعٌ

وأَعطَيْتَ حتَّى ليسَ في الأرْضِ مُعْدِمُ

إذا ما مضى يَومٌ منَ البِشْرِ مُسْفِرٌ

أتى بعدَه يَومٌ من النَّقْعِ أقْتَمُ

وَقائِعُ تُزْري بالوقائعِ قبلَها

فتسبِقُها مَعدودَةً وتَقَدَّمُ

مَلَكْتَ بها حَيَّيْ نِزارٍ ويَعْرُبٍ

فأَعطَوا بأيديهِمْ إليكَ وسَلَّموا

جَوانِحَ إلاّ عن قَناكَ كأنَّما

حَريمُهُمُ إلاّ عليكَ مُحَرَّمُ

فمِنْ أسَدٍ تأوي الفريسةَ غِيلُهُ

وتَرتَعُ في عِرِّيسِه وهو ضَيْغَمُ

ودامٍ شبا أظفارِه من عَدُوِّهِ

ولكنَّه عمّا حَمَيْتَ مُقَلَّمُ

شَهِدْتُ لقد سادَتْ عَدِيٌّ بِسَيِّدٍ

يَجودُ إذا ضَنَّ الغَمامُ ويَحلُمُ

وكيفَ ينالُ الناسُ مَجْدَ قَبيلَةٍ

عليُّ بنُ عبدِ اللهِ والمجدُ مِنهُمُ

فَهِمْتَ فأَعطَيْتَ الجَزيلَ ولم يكنْ

ليُعْطي وإنْ أعطَى الذي ليسَ يَفهَمُ

مَدائِحُنا وَقفٌ عليكَ فما تَني

تُدَبَّجُها أفكارُنا وتُنَمْنِمُ

وآمالُنا تَنأَى إذا كنتَ نائياً

وتَقْدَمُ بالنُّعْمى لنا حينَ تَقدَمُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة وراء العدا مجر على الهول مقدم

قصيدة وراء العدا مجر على الهول مقدم لـ السري الرفاء وعدد أبياتها تسعة و ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي