ورد الخدود ونرجس المقل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ورد الخدود ونرجس المقل لـ ابن حمديس

اقتباس من قصيدة ورد الخدود ونرجس المقل لـ ابن حمديس

ورْدُ الخدودِ ونرجسُ المُقَلِ

عَدَلا بسامِعَتي عَنِ العَذَلِ

ومواردُ الرّشَفاتِ مُرْوِيَتي

حيثُ المياهُ مثيرةٌ غُلَلي

خَذَلَتْكَ باللّحَظاتِ خاذِلَةٌ

في الإجل ترْسل أسهم الأجَلِ

مِنْ مُقْلَةٍ نَقَلَتْك قهوتها

بالسُّكْرِ من خَبَلٍ إلى خَبَلِ

ولَقَلَّما يصحو امرؤ حكَمَت

فيهِ كُؤوسُ الأَعيُنِ النُّجُلِ

إنّي امرؤ ما زلتُ أنظمُ في

جيدِ الغزال قلائدَ الغزلِ

وجنيّةٍ ضَنّتْ على نظري

بِجنيّ وَرْدِ الوجنَةِ الخَضلِ

صَبَغَتْ غلالةَ خدّها بدمي

إن لم يكن فبِعَندَمِ الخجلِ

تعلو بعود أراكةٍ بَرَداً

غَسَلَتْ حَصَاهُ مدامعُ السَّبلِ

وتكفّ عن فَلَقٍ دُجى غَسَقٍ

بِمُضرَّجاتٍ من دَمِ البَطَلِ

وَكَأَنَّما خاضَتْ ذَوائِبُها

من جفنها في صِبْغةِ الكحلِ

يا هَذِهِ استَبقي على رَجُلٍ

أفحمتِهِ بالفاحمِ الرّجِلِ

لا تسأليهِ عن الهوَى وَسَلي

عنه إشارةَ دَمْعِهِ الهَطِلِ

عَطَفَتْ وقالتْ رُبَّ ذي أملٍ

ظفرتْ يداه بطائِلِ الأمَلِ

قِبَلي ديونٌ ما اعترفتُ بها

إلّا لِأَمنَحَ مُجْتَنى قُبَلي

واهاً لأيّامٍ سقُيتُ بها

كأسَ النعيمِ براحةِ الجذَلِ

لَم يَبقَ لي من طيبِهِنَّ سِوى

ما أَبقَتِ الأَحلامُ في المُقَلِ

ثُمَّ اعتَبَرتُ هدايةً زَمني

فإذا تَصَرّفُهُ عليَّ ولي

يا لائمي نَقّلْ ملامَكَ عنْ

نَدْبٍ وصيّرْهُ إلى وَكِلِ

أَعلى الزّماعِ تلومُ مُغترباً

يقري الرّحال غواربَ الإبِلِ

إِنِّي أُقيمُ صُدورَها لِسُرىً

يهدي كلاكِلَها إلى الكَلَلِ

وأروحُ عن وطني إذا دَمِيَتْ

بعدي مدامعُ دُمْيَةِ الكِلَلِ

والسيفُ لا يَفْري ضريبَتَهُ

حَتّى تُجَرِّدَهُ مِنَ الخِلَلِ

سَأُثيرُها مِنْ كُلِّ طاعِنَةٍ

صَدْرَ الفلاةِ بأذْرُعٍ فُتُلِ

فَإِذا بِلَغْنَ مُحَمَّداً أمِنَتْ

غَلَسَ البكور وروحة الأُصُلِ

وإلى ابن عَبّادٍ تَعَبّدها

رَمْلاً قَطَعْنَ مداهُ بالرّمَلِ

ترعَى الرسيمَ إلى الوجيفِ بنا

بَدَلاً من الحَوذانِ والنّفَلِ

صُوْرَ العيونِ إلى سَنَا مَلِكٍ

حيِّ السماحة ميِّتِ البَخَلِ

مَلِكٌ تقابلُ منه أُبَّهةً

تُغْضي العيونُ بها إلى القَبَلِ

فَتُزَرُّ لأمَتُهُ على أسَدٍ

وَتُلاثُ حَبْوَتُهُ على جَبَلِ

لو لم يَزُرْ مغناهُ ذو عَدَمٍ

ألقى نداهُ له على السّبُلِ

أو زاره في الحشر آثَرَهُ

كَرَماً عَلَيهِ بِصالِحِ العَمَلِ

أَحَسِبتَ أنَّ يَمينَهُ فَرَغَتْ

هِيَ للندى والبأسِ في شُغُلِ

أسَدٌ على الفُرْسانِ يَفْرِسُها

عندَ انقِراضِ الأمنِ بالوجَلِ

وكتيبةٍ شهباءَ رانيةٍ

تحتَ العجاج بأعْيُنِ الأسَلِ

جاءَتْ بِها الآسادُ تَزأَرُ في

غيل الصّوارِمِ والقنا الذّبُلِ

والطعنُ يلحقُ من سوابغِهِم

حَدَقَ الجرادِ بأعين الحَجَلِ

وكأنّ سُمْرَ الخطّ في شَرَقٍ

بالعلّ من دمهمْ وبالنّهَلِ

وَكَأَنَّما يَلحَسْنَ في غُدُرٍ

مُهَجَ الكماةِ بألسنِ الشُّعَلِ

خَطَبَتْ سيوفُك مِن سَراتِهِمُ

لِعُلاكَ فوق منابِرِ القُلَلِ

يا ماتِحاً بِرِشاءِ صَعْدَتِهِ

بين الأسنّةِ مُهْجَةَ البطلِ

رمحٌ يروقُ الطرفَ مُعْتَقَلاً

في كفِّ غيرك غيرَ مُعتقلِ

أيّ الملوك لك الفداءُ وقد

صَيّرْتَ جِلّتَها من الخَوَلِ

دامَتْ لَكَ الدنْيا وَدُمْتَ لها

وأقامَ سيفُكَ كلّ ذي مَيَلِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ورد الخدود ونرجس المقل

قصيدة ورد الخدود ونرجس المقل لـ ابن حمديس وعدد أبياتها أربعة و أربعون.

عن ابن حمديس

عبد الجبار بن أبي بكر بن محمد بن حمديس الأزدي الصقلي أبو محمد. شاعر مبدع، ولد وتعلم في جزيرة صقلية، ورحل إلى الأندلس سنة 471هـ، فمدح المعتمد بن عباد فأجزل له عطاياه. وانتقل إلى إفريقية سنة 516 هـ. وتوفي بجزيرة ميورقة عن نحو 80 عاماً، وقد فقد بصره. له (ديوان شعر- ط) منه مخطوطة نفيسة جداً، في مكتبة الفاتيكان (447 عربي) ، كتبها إبراهيم بن علي الشاطبي سنة 607.[١]

تعريف ابن حمديس في ويكيبيديا

أبو محمد عبد الجبار بن أبي بكر الصقلي المعروف بـ ابن حمديس الصقلي (447 - 527 هـ) (1055 - 1133)، شاعر عربي ولد ونشأ في صقلية، ثم تركها ورحل إلى الأندلس سنة 471 هـ، وأقام فيها لفترة ثم انتقل إلى المغرب الأوسط وإفريقية حتى توفي في جزيرة ميورقة سنة 527 هـ، وقد تميز بثقافة دينية جعلت منه حكيمًا من حكماء الحياة، وانعكس ذلك على قصائده.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن حمديس - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي