ورد عليه تزاحم وخصام
أبيات قصيدة ورد عليه تزاحم وخصام لـ حسن قشاقش

ورد عليه تزاحم وخصام
تطوى وتنشر حوله الأعلام
تجري الدماء على ضفاف غديره
ويشام فيه على الحسام حسام
نهز الغواة بدلوه وتوهموا
فيه الحياة إذ الحياة حمام
تتطاير الأرواح من أجسامهم
دون المنال وتركد الأجسام
صبغت بمحمر النجيع رماحهم
وسيوفهم والهضب والآكام
هوت النسور وأنها من ضنغهم
كالصاديات وما بهن أوام
وأشد ما علت الغمام كأنها
في الجو من فوق الغمام غمام
طلعت على شرق البلاد وغربها
نوب صغار خطوبهن جسام
هدرت شقاشقها وهن مدافع
ودجت غياهبها وهن قتام
ألقت على الأرض القنابل مثلما
قد القيت عن فلكها الأجرام
في كل ناحية يشب ضرامها
حتى البحار بها يشب ضرام
طالت ليالي بؤسها وشقائها
حتى كان شهورها أعوام
بعثت عزائمها وهن عواصف
فإذا الحصون المحكمات رمام
واستنطقت عند اللقاء قواضباً
خرسا كلام شفارهن كلام
صالت مهاجمة وصال مدافعا
حتى تفانت أنصل وسهام
كل يقربه اللجاج إلى الردى
ما في الهجوم ولا الدفاع سلام
في الحرب كل جريمة لو لم تكن
بحرابها تتمخض الأجرام
أترى من المسؤول عن تبعاتها
ومن الذي حاقت به الآثام
كم دولة غلبت على سلطانها
وقضت على عليائها الأيام
وقفت عقاب الجودون منالها
وتطامنت لجلالها الأعلام
زالت وزال جلالها وملوكها
فكأنها وكأنهم أحلام
ورقت على الأعواد أقوام هم
بنفوسهم وسيوفهم أقوام
أفعالهم أحسابهم فهم بها
لا بالعظام الباليات عظام
ذهب الطوال معاصما وذوابلا
واستبسلت من بعدها الأقزام
وسطت على الأسد الظباء وانشبت
بالصقر أظفار الحمام حمام
تعلو وتنحط الشعوب وشرها
شعب يباح عرينه ويضام
أعداؤه لم تنطبق أجفانهم
سهراً عليه وأهله قد ناموا
أيصان ملك أهله في غرّة
أقصى مناهم راحة وحمام
شغلوا عن الآجام وهي خلية
من أسدها فابيحت الآجام
يتنازعون الكاس فيما بينهم
جام تراق لهم وتملأ جام
صغرت نفوسهم وإن كانت لهم
جثث كما شاء النعيم ضخام
لو لم تكن تلك النفوس هزيلة
في ذاتها لم تسمن الأجسام
من لم يكن من نفسه في عصمة
لا الرمح يعصمه ولا الصمصام
يلتام صدع الجسم إن عالجته
يوماً وصدع النفس لا يلتام
والجبن أقبح ما يشان به الفتى
يفنى الجبان به ويبقى الذام
ما أعجل الإقدام من أجل ولا
عنه لعمرك آخر الإحجام
ومسيطرين على الورى لا دينهم
دين ولا أحكامهم أحكام
نبذوا العهود قديمها وجديدها
وأتوا بما لم يأته الإسلام
قوادهم سفهاؤهم وقضاتهم
جهالهم وشرارهم حكام
ضربوا الحصار وضيقوا رحب الفضا
فالخلق كالطير الظما حيام
فالبحر والبر الفسيح كلاهما
متعذر المنهاج ليس يرام
عمم البلاء فلا ترى من مورد
إلا عليه للبلاء زحام
طبعت على الظلم الأنام فكلهم
متظلمون وكلهم ظلام
الخلق كلهم قبيل واحد
وهم وإن بعد المدى أرحام
فالعرب كالأعجام إلا أنهم
نطقوا بما لم تنطق الأعجام
يتنازعون على حطام زائل
ومتاع دنيا شيب فيه سمام
فإذا تجلى عن حياتهم الغطا
علموا بأن حياتهم أوهام
حسد تأصل داؤه فكساهم
برد السقام وما هناك سقام
أورى زناد الحقد فيما بينهم
واستامهم ما لم يكن يستام
ما بالهم قد أصبحوا لأقربهم
قرب ولا ذاك النمام ذمام
يتنازعون على حياة كلها
تعب وكل شؤونها آلام
شح الغني بماله فتألبت
فئة عليه أضرها الإعدام
عاث الزمام بشملهم فتفرقوا
أرأيت عقداً بتّ منه نظام
أنا بالحقيقة إن نطقت مؤاخذ
وعلى السكوت إذا سكت الأم
شرح ومعاني كلمات قصيدة ورد عليه تزاحم وخصام
قصيدة ورد عليه تزاحم وخصام لـ حسن قشاقش وعدد أبياتها أربعة و خمسون.
عن حسن قشاقش
حسن بن محمود بن علي بن محمد الأمين بن أبي الحسن الحسيني الشقرائي العاملي المعروف بقشاقش والشهير بالأمين. عالم جليل وشاعر مطبوع. ولد في قرية عثرون ونشأ بها فقرأ في مدرسة أخيه السيد علي نحو 6 سنوات، ثم هاجر إلى العراق، فدرس علم الأصول والفقه. توفي ببيروت، ودفن في قرية خربة سلم. له: مجلد في الطهارة لم يتم، رسالة في الرد على الوهابية، ومنظومة في الرضاع، وأخرى في الاجتهاد والتقليد.[١]
تعريف حسن قشاقش في ويكيبيديا
حسن محمود الأمين أو (حسن قشاقش) (1299 - 1368 هـ / 1881 - 1948 م)، هو الشاعر والعالم الديني حسن بن محمود بن علي بن محمد الأمين بن أبي الحسن الحسيني الشقرائي العاملي، الشهير بالأمين. هو رجل دين شيعي وأديب وشاعر من جبل عامل[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ حسن قشاقش - ويكيبيديا