ورقة إلى االقارىء

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ورقة إلى االقارىء لـ نزار قباني

كميس الهوادج .. شرقية
ترش على الشمس حلو الحداد
كدندنة البدو .. فوق سرير
من الرمل ، ينشف فيه الندا
ومثل بكاء المآذن .. سرت
إلى الله ، أجرح صحو الندا
أعبيء جيبي نجوماً .. وأبني
على مقعد الشمس لي مقعداً
ويبكي الغروب على شرفتي
ويبكي لأمنحه موعداً..
شراعُ انا .. لا يطيق الوصول
ضياعُ أنا .. لا يريد الهدى
حروفي ، جموع السنونو ، تمد
على الصحو معطفها الأسودا
أنا الحرف .. أعصابه .. نبضه
تمزقه قبل أن يولدا..
أنا لبلادي .. لنجماتها
لغيماتها .. للشذا .. للندى
سفحت قوارير لوني نهوارً ..
على وطني الأخضر المفتدى
ونتفت في الجو ريشي صعوداً
ومن شرف الفكر أن يصعدا
تخيلت حتى جعلت العطور ترى
ويشم إهتزاز الصدى
بأعراقي الحمر .. امرأةُ
تسير معي في مطاوي الردا
تفح .. وتنفخ في أعظمي
فتجعل من رئتي موقدا ..
هو الجنس أحمل في جوهري
هيولاه من شاطيء المبتدا
بتركيب جسمي .. جوع يحن
لآحر .. جوع يمد اليدا
أتحسب أنك غيري ؟ ضللت
فإن لنا العنصر الأوحدا
جمالك مني .. فلولاي لم تك
شيئاًَ ... ولولاي لن توجدا
ولولاي ما انتفحت وردةُ
ولا فقع الثدي أو عربدا
صنعتك من أضلعي .. لا تكن
جحوداً لصنعي أو ملحدا
أضاعك قلبي .. ولما وجدتك
يوما بدربي .. وجدت الهدى
عزفت ولم أطلب النجم بيتاً
ولا كان حلمي أن أخلدا
إذا قيل عني ((أحس)) كفاني
ولا أطلب ((الشاعر الجيدا))
شعرت بشيء فكونت شيئأً
بعفوية ، دون ان أقصدا
فيا قارئي .. يا رفيق الطريق
أنا الشفتان .. وأنت الصدى
سألتك بالله كن ناعماً
إذا ما ضممت حروفي غداً
تذكر .. وأنت تمر عليها
عذاب الحروف .. لكي توجدا
سأرتاح .. لم يك معنى وجودي
فضولاً .. ولا كان عمري سدى
فما مات من في الزمان ..
أحب .. ولا مات من غردا

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي