وصفة ٌ عربية لمداواة العشق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة وصفة ٌ عربية لمداواة العشق لـ نزار قباني

تصورتُ حبكِ ..
طفحاً خفيفاً على سطح جلدي ..
أدوايهِ بالماء .. أو بالكحولْ
وبررتهُ باختلافِ المناخْ ..
وعللته بانقلاب الفصولْ ..
وكنتُ إذا سألوني , أقولْ :
هواجسُ نفس ٍ ..
وضربة ُ شمس ٍ ..
وخدشٌ صغيرٌ على الوجهِ .. سوفَ يزولْ ...
* * *
تصورتُ حبكِ .. نهراً صغيراً ..
سيحيي المراعي .. ويروي الحقولْ ...
ولكنهُ اجتاحَ بر حياتي ..
فأغرقَ كلَّ القرى ..
وأتلفَ كلَّ السهولْ ..
وجرَّ سريري ..
وجدرانَ بيتي ..
وخلفني فوق أرض الذهولْ ..
* * *
تصورتُ في البدءِ ..
أن هواكِ يمرُّ مرورَ الغمامهْ
وأنكِ شط ُّ الأمانْ
وبرُّ السلامهْ ..
وقدرتُ أن القضية َ بيني وبينكِ ..
سوفَ تهونُ ككلِّ القضايا ..
وأنكِ سوف تذوبينَ مثلَ الكتابة فوق المرايا ..
وأن مرورَ الزمانْ ..
سيقطعُ كلَّ جذور الحنانْ
ويغمرُ بالثلج كلَّ الزوايا
* * *
تصورتُ أنَّ حماسي لعينيكِ كان انفعالاً ..
كأي انفعالْ ..
وأنَّ كلامي عن الحبِّ , كان كأيّ كلام ٍ يـُقالْ
وأكتشفُ الآنَ .. أني كنتُ قصيرَ الخيالْ
فما كان حبكِ طفحاً يـُداوى بماء البنفسج واليانسونْ ..
ولا كان خدشاً طفيفاً يـُعالجُ بالعشب أو بالدهونْ ..
ولا كان نوبة َ بردٍ ..
سترحلُ عند رحيل رياح الشمالْ ..
ولكنهُ كانَ سيفاً ينامُ بلحمي ..
وجيشَ احتلالْ ..
وأولَ مرحلةٍ في طريق الجنونْ ..

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي