وعاذلة في الحب أزرى بها الجهل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة وعاذلة في الحب أزرى بها الجهل لـ ابن خاتمة الأندلسي

اقتباس من قصيدة وعاذلة في الحب أزرى بها الجهل لـ ابن خاتمة الأندلسي

وعاذلةٍ في الحُبِّ أزرى بها الجَهلُ

تُسفِّهُ تَجْري حينَ لم تَدْر ما الفَضْلُ

إليكِ فَما عَقلٌ تخادِعْنَهُ عقلُ

شِرى وصلِهم بالرُّوحِ عِنْديَ لا يَغْلُو

فلا لَوْمَ يُسلي عَنْهُمُ لا ولا عَذْلُ

وكيفَ بأنْ أُصغي لِلَوْمٍ عَليهمُ

وكلُّ نَعيمٍ أرتجي في يَدَيْهمُ

ولما رأيتُ العَيْشَ غَضّاً لَديهمُ

خَرجتُ عن الدُّنيا فقيراً إليهمُ

وفي حُبِّهم لا مالَ يَبْقى ولا أهْلُ

بِحَسْبيَ أن أُمسي رَهيناً بِضَيْرِهمْ

ولا أرتجي خَيْراً سِوى نيلِ خَيْرِهِمْ

يقولون جارُوا قُلْتُ أرضى بِجَوْرهمْ

فلا تَحْسبوا مِنِّي فَراغاً لِغَيْرِهمْ

فَعَنْ كُلِّ شُغلٍ عندَ قلبي لَهُم شُغْلُ

رَضِيْتُ بأن أقْضي هَواهُمْ تَعَلُّلا

ولا يَهْتِفَ العُذَّالُ أنِّيَ مَنْ سَلا

أمثليَ يَرضى أنْ يُنَكِّبَ عَن عُلا

دَعُوني على أبْوابِهم مُتَذلِّلا

فَمِنْ بعدِ عِزِّي لَذَّ لي فيهمُ الذُّلُّ

هُم الدينُ والدُّنيا وحَسْبُك خُلَّةً

كُسيتُ بِهمْ للرِّقِّ أشرفَ حُلَّةً

بها قامَتِ الأكوانُ نحوي تجلَّةً

وأعجبُ منِّي كلما زدْتُ ذِلَّةً

إليْهم أرَى في النَّاسِ قَدري بِهمْ يَعْلو

هُمُ سُؤْلُ قَلْبي لَسْتُ أبغي سِواهُمُ

وإن طمَّ بالعُشّاقِ بَحْرُ جَواهُمُ

رضيتُ بحالَيْ قُربِهمْ ونواهُمُ

فما شاءَ فَلْيحكُمْ عَليَّ هَواهُمُ

ففيهِ تَساوى الجَورُ عنديَ والعَدْلُ

ألا ليت شِعري هل سبيلٌ لِقُربهمْ

تهافَتُّ حَسْبي أن أموتَ جوىً بِهمْ

فأعظمُ قَدري أنْ أُكَنَّى بِصبِّهمْ

تحيَّرتُ لما اخْتَرتُ مَذهبَ حُبِّهمْ

تَحيُّرَ صَبٍّ هَجْرهُم عندهُ وَصلُ

حُرِمتُ وَفاءً في الهَوى إنْ أخُنْهُمُ

خَضَعْتُ لَهُمْ لَمّا بَدا العِزُّ مِنهمُ

خُضوعَ مُعَنّىً روحهُ من لَدُنْهُمُ

وقُلْتُ لِقَلبي أينَ تَذْهَبُ عَنْهمُ

وما دُونَهمْ ماءٌ يَطيبُ ولا ظِلُّ

أيا سائقَ الوَجْناءِ يرمي مِنىً بِها

ثنَتْ عِطفَهُ ذِكرى معاطِفِ قُضْبِها

ألوكةَ صَبٍّ ضاقَ ذَرْعاً بِرَحْبِها

بِعَيْشِكَ إن وافَيْت نَجداً فقِفْ بها

فإنَّ بها مَن قد أحَلُّوا دَمي حَلُّوا

وسَلِّمْ على ضالٍ هناك أظَلَّهُمْ

تَرِفُّ عليهِ السُّحبُ تَكْرمةً لَهُمْ

وعَرِّضْ لهمْ باسمي عَساهُم وعَلَّهُمْ

وحَدِّثْهُمُ عَنّي حَديثاً وقلْ لَهُمْ

بأنِّيَ عَنهُمْ ما سَلوتُ ولا أسْلُو

أأحبابَ قَلبي هَلْ يُفَكُّ أسِيرُكمْ

أضَرَّتْ بيَ البلوى فكَمْ أستجيرُكمْ

لقد عِيْلَ صَبري واسْتَمرَّ مَريرُكمْ

مَتى يا عُرَيْبَ الشِّعبِ يأتي بَشيرُكمْ

فتسكنَ أشواقي ويَنْتَظِمَ الشَّمْلُ

وعَيْشِكُم ما هكَذا حَقُّ عَدْلِكُمْ

أهِيمُ ومَجْرى النِّيل في فَيْءِ ظِلِّكُمْ

هَبُوا الحقَّ هَجْري أينَ سابغُ فضلِكُمْ

صِلُوني عَلى مابي فإنِّي لِوَصْلِكُمْ

إذا لمْ أكُنْ أهلاً فأنتُمْ لَهُ أهْلُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة وعاذلة في الحب أزرى بها الجهل

قصيدة وعاذلة في الحب أزرى بها الجهل لـ ابن خاتمة الأندلسي وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.

عن ابن خاتمة الأندلسي

أحمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن خاتمة أبو جعفر الأنصاري الأندلسي. طبيب مؤرخ من الأدباء البلغاء، من أهل المرية بالأندلس. تصدر للإقراء فيها بالجامع الأعظم وزار غرناطة مرات. قال لسان الدين بن الخطيب: وهو الآن بقيد الحياة وذلك ثاني عشر شعبان سنة 770هـ‍. وقال ابن الجزري توفي وله نيف وسبعون سنة وقد ظهر في تلك السنة وباء في المرية انتشر في كثير من البلدان سماه الإفرنج الطاعون الأسود. من كتبه (مزية المرية على غيرها من البلاد الأندلسية) في تاريخها، (ورائق التحلية في فائق التورية) أدب. و (إلحاق العقل بالحس في الفرق بن اسم الجنس وعلم الجنس) (وأبراد اللآل من إنشاء الضوال -خ) معجم صغير لمفردات من اللغة وأسماء البلدان وغيرها، في خزانة الرباط 1248 جلاوي والنسخة الحديثة حبذا لو يوجد أصلها. و (ريحانة من أدواح ونسمة من أرواح -خ) وهو ديوان شعره. في خزانة الرباط المجموع 269 كتاني، (وتحصيل غرض القاصد في تفصيل المرض الوافد -خ) وصفه 747هـ‍.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي