وفقت مرتحلا في الورد والصدر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة وفقت مرتحلا في الورد والصدر لـ محمد بن عثيمين

اقتباس من قصيدة وفقت مرتحلا في الورد والصدر لـ محمد بن عثيمين

وُفِّقتَ مُرتَحِلاً في الوِردِ وَالصَدرِ

وَأُبتَ مُغتَنِماً بِالعِزِّ وَالظَفَرِ

مَواهِبٌ خَصَّكَ المَولى الكَريمُ بِها

مِن فَضلِهِ لَم تَكن في قُدرَةِ البَشَر

لِلَّهِ فيكَ عِناياتٌ سَتَبلُغُها

تُرى بها سَيِّداً لِبَدوِ وَالحَضَرِ

إِنَّ السَعادَةَ قَد لاحَت مَخايِلُها

عَلَيكَ مِن قَبلِ ذا في حالَةِ الصِغَرِ

مِنها اِسمُكَ اِشتُقَّ إِذ كُنتَ السُعودَ لَنا

فَجِئتَ أَنتَ وَإِيّاها عَلى قَدَرِ

إِنَّ الذينَ سَروا في لَيلِ بَغيِهِم

مُنوا بِسَوطِ عَذابِ اللَهِ في السَحَر

ظَنّوا تَغاضِيَكُم عَنهُم وَحِلمَكمُ

عَن جَهلِهِم أَنَّهُ ضَربٌ مِنَ الخورِ

أَما دَرَوا وَيلَهُم أَنَّ الأُسودَ لها

إِغضاءُ مُستَصغِرٍ لِلضِدِّ مُحتَقِرِ

لكِن إِذا أَصحَرَت كانَ المُهيجُ لها

فَريسَةً بينَ نباِ اللَيثِ وَالظُفُر

يا بنَ الهداةِ حُماةِ الدينِ إِنَّ لكُم

نُصحاً عَلَينا كَما قَد جاءَ في السُوَرِ

وَالنُصحُ إِن لَم يَكُن رَأيٌ يُؤَيِّدُهُ

مِنَ السِياسَةِ لَم يُؤمَن مِنَ الضَرَرِ

وَالعِلمُ إِن لَم يَكُن عَقلٌ يُؤازِرهُ

فَإِنَّ صاحِبَهُ مِنهُ عَلى خَطرِ

كَذاكَ لِلمُلكِ أَوتادٌ وَأَعمِدَةٌ

هُنَّ القِوامُ لهُ مِن سالِفِ العُمُرِ

الوَحيُ والسَيفُ وَالحَزمُ الحَصيفُ كَذا

رَأيُ المُحَنَّكِ بِالتَجريبِ ذي البَصَرِ

وَقِس عَلى ما مَضى باقي الزَمانِ فَكَم

نَورٍ تَفَتَّقَ عَن مُرٍّ مِنَ الثَمَرِ

إَنَّ الرَعِيَّةَ لا تُصفيكَ طاعَتَها

حَتّى تَشوبَ لها التَرغيبَ بِالحَذرِ

فَالحُرُّ يَكفيهِ أَن تُسدي إِلَيهِ نَدىً

وَذو اللامَةِ حدَّ الصارِمِ الذَكرِ

وَالسوءُ يُزجَرُ قَبلَ الفِعلِ قائِلهُ

إِنَّ المَقالَ بَريدُ الفِعلِ فَاِعتَبر

لا تَحقِر الشَرَّ نَزراً في بِدايَتِهِ

كَم أَحرَقَ الزَندُ يَوماً حُرجَةَ الشَجَرِ

لا تَطمَئِنَّ إِلى مَن أَنتَ واتِرُهُ

إِنَّ العَداوَةَ كَسرٌ غَيرُ مُنجَبِرِ

إِن بانَ خَصلَةُ سوءٍ مِن فَتىً فَلَها

نَظائِرٌ عِندَهُ قَد جاءَ في الخَبرِ

وَعاجِلِ الداءِ حَسماً قَبلَ غائِلَةٍ

إِنَّ العِلاجَ لَبَينَ البُرءِ وَالخَطرِ

اِنظُر إِلى عُمَرَ الفاروقِ كَيفَ نَفى

نَصراً بِلا رُؤيَةٍ بِالعَينِ أَو خَبَرِ

وَلم يَكُن ذاكَ عَن ذَنبٍ تَقَدَّمَهُ

لكِن لِأَمرٍ بِسِرِّ الغَيبِ مُستَتِرِ

بَل عَن تَمَنّي فَتاةٍ لَيسَ يَعلَمُها

وَلَم تَكُن مِن ذَواتِ الفُحشِ وَالعَهَرِ

هذا دَليلٌ عَلى أَنَّ الإِمامَ لهُ

أَن يُعمِلَ الظَنَّ في مَن بِالفَسادِ حَري

فَاِعمَل لِوَقتِكَ أَعمالاً تَليقُ بهِ

فَذا زَمانُ اِمتِزاجِ الصَفوِ بِالكَدَرِ

فَيا جَمالَ بَني الدُنيا وَبَهجَتَهُم

وَاِبنَ الأُولى هُم جَمالُ الكُتبِ وَالسِيَرِ

فُقتَ المُلوكَ بِبَأسٍ في الوَغى وَنَدىً

إِنَّ النُجومَ لِيُخفيها سَنى القَمَرِ

أَبوكَ عَبدُ العَزيزِ المُرتَضى كَرَماً

وَمُكرِمُ البيضِ وَالعَسّالَةِ السُمُرِ

مَلكٌ تَجَسَّدَ مِن بَأسٍ وَمن كَرَمٍ

كَالغَيثِ وَاللَيثِ في نَفعٍ وَفي ضَرَرِ

أَرعى الجَزيرَةَ عَيناً غَيرَ راقِدَةٍ

فَلَم يَبِت ضِدُّهُ إِلّا عَلى حَذَرِ

وَأَنتَ تَتلوهُ مُستَنّاً بِسُنَّتِهِ

أَكرِم بِها سُنَناً مَحمودَةَ الأَثرِ

أَرضَيتَ رَبَّكَ في حَربِ البُغاةِ كَما

أَرضَيتَ سَيفَكَ في اللَبّاتِ وَالنَحَرِ

خُذها اِبنَةَ الفِكرِ أَمثالاً مُهَذَّبةً

كَالتِبرِ فُصِّلَ بِالياقوتِ وَالدُرَرِ

تَختالُ بَينَ الوَرى تيهاً بِمَدحِكُمُ

إِنَّ المَدائِحَ فيكُم حَليُ مُفتَخِرِ

ثُمَّ الصَلاةُ وَتَسليمُ الإِلهِ عَلى

أَزكى البَرِيَّةِ وَالمُختارِ مِن مُضَرِ

وَآلهِ الغُرِّ وَالأَصحابِ ما صَدَحَت

وَرقاءُ في فَنَنٍ قَد حُفَّ بِالزَهَرِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة وفقت مرتحلا في الورد والصدر

قصيدة وفقت مرتحلا في الورد والصدر لـ محمد بن عثيمين وعدد أبياتها ثمانية و ثلاثون.

عن محمد بن عثيمين

محمد بن عبد الله بن عثيمين. شاعر نجدي، من أهل (حوطة تميم) ، اشتهر في العصر الأخير بشاعر نجد، ومولده في بلدة السلمية (من أعمال الخرج، جنوبي الرياض) ، نشأ بها يتيماً عند أخواله، وتفقه وتأدب ببلد العمار من الأفلاج بنجد، وتنقل بين البحرين وقطر وعمان، وسكن قطر، وحمل راية صاحبها الأمير قاسم بن ثاني في بعض حروبه، واشتغل بتجارة اللؤلؤ، ولما استولى الملك عبد العزيز آل سعود على الأحساء قصده ابن عثيمين ومدحه، فلقي منه تكريماً، فاستقر في الحوطة وطن آبائه يفد على الملك كل عام ويعود بعطاياه إلى أن توفي. وله (ديوان -ط) جمعه سعد بن رويشد، وسماه (العقد الثمين) ، ويقال أنه أتلف شعره العاطفي قبل وفاته، مخافة أن يعاب عليه.[١]

تعريف محمد بن عثيمين في ويكيبيديا

محمد بن صالح العُثيمين «الوهيبي التميمي» «أبو عبد الله» (9 مارس 1929 - 11 يناير 2001). عالم فقيه ومفسّر، إمام وخطيب وأستاذ جامعي، عضو في هيئة كبار العلماء ومدّرس للعلوم الشرعية وداعية سعودي من مواليد عنيزة في منطقة القصيم. قرأ القرآن الكريم على جده من جهة أمه عبد الرحمن بن سليمان الدامغ؛ فحفظه ثم اتجه إلى طلب العلم وتعلم الخط والحساب وبعض فنون الآداب.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. محمد بن عثيمين - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي