وفيهن أضحيت يوم الأضاحي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة وفيهن أضحيت يوم الأضاحي لـ ابن دراج القسطلي

اقتباس من قصيدة وفيهن أضحيت يوم الأضاحي لـ ابن دراج القسطلي

وفيهنَّ أَضحَيْتَ يومَ الأَضاحِي

كتائِبَ مستقدِماتِ التَّهادِي

بأَجْمَعِ مولىً لشملِ العبيدِ

وأَخشَعِ عبدٍ لربِّ العبادِ

فأَوْسَعْتَهُنَّ نظامَ المصلَّى

وَقَدْ غَصَّ منهنَّ رحبُ البلادِ

ملاعِبَةً للصَّبا بالنَّوَاصِي

مسامِيَةً للقَنا بالهوادِي

تكادُ تَفَهَّمُ فصلَ الخطابِ

بتعويدِها لاسْمِكَ المستعادِ

وعِرْفانِهِ فِي شِعارِ الحروبِ

وتِبْيَانِهِ فِي صَريخِ المُنادِي

وتَرْدِيدِهِ فِي مجالِ الطِّعانِ

وتكريرِهِ فِي مَكَرِّ الطِّرادِ

وَفِي كلِّ ذكرٍ وفخرٍ ونشرٍ

وشكرٍ وشِعرٍ وشَدْوٍ وشادِ

فلما قَضَوْا بِكَ حقَّ السَّلامِ

ثَنَوْا لَكَ حقَّ سلامٍ مُعادِ

فوافى قصورَكَ وفدُ السلامِ

بأَيْمَنِ حادٍ إليها وهَادِ

يخُوضُونَ نحوَكَ بَحْرَ العوالي

تموجُ بِهَا أَبْحُرٌ من جِيادِ

لمَلْءِ عيونِهِمُ من بهاءٍ

ومَلْءِ صدورِهمُ من وِدَادِ

بمرأَىً هَداهُمْ إِلَى هَدْي هُودٍ

وعادَ إِلَيْهِمْ بأحلامِ عادِ

وَقَدْ ذَكَّرَتْهُمْ جِفاناً نَمَتْكَ

إِلَى كلِّ ملكٍ رفيعِ العِمادِ

مطاعِمُ مُدَّتْ بِهَا فِي الصُّحونِ

موائدُ مستبشِراتُ التَّمادِي

وكم خَطَّ جودُكَ بالمِسْكِ فِيهِمْ

شهادَتُهُ لمليكٍ جوادِ

سطوراً محوْنَ بياضَ المشيبِ

بنورٍ محا منه لونَ السَّوادِ

وراح قرينُ الشبابِ النَّضِيرِ

وفَوْدَاهُ خَطَّا شبابٍ مُفادِ

مشاهدُ غَلَّفْتَ منها الزمانَ

بغالِيةٍ مِسْكُها من مِدادِي

فأَشْعَرْتَها كلَّ بَرٍّ وبحرٍ

وأَنشَقْتَها كلَّ سارٍ وغادِ

وأَتْبَعْتَها من كِباءِ الثناءِ

عجاجاً يهُبُّ إِلَى كلِّ نادِ

نوافِجُ مَجْمَرُها من ضلوعي

تُؤَجِّجُها جمرةٌ من فؤادِي

بِما عَلَّمَ الهِنْدَ أَنَّكَ أمضى

غداة الوغى من ظُباةِ الحِدادِ

وأَنَّ ثناءَكَ أَزكى وأَذكى

عَلَى الدهر من طِيبِهِ المستجادِ

سوائِمُ فخرٍ عَلَتْ عن مُسيمٍ

يرودُ بِهَا مَرْتَعَ الإِقْتِصَادِ

ودعوى هوىً لَمْ يَزُرْ فِي كراهُ

خيالٌ ولا خاطرٌ فِي فؤادِ

وتلك عُلاكَ تُهادِي العيونَ

كواكِبَ مُقْتَرِباتِ البِعادِ

أَوانِسُ تأْبى لَهَا أَنْ تَصُدَّ

مقادِمُها فِي الوغى أَوْ تُصادِي

كواعِبُ مَجدِكَ حَلَّيْتَهُنَّ

بزُهْرِ المساعِي وبيضِ الأَيادي

نجومٌ تُنِيرُ بِنُورِ الأَمَانِي

وطوراً تنوءُ بِغُرِّ الغوادي

فأَوَّلُ أَنوائِها منكَ بِشرٌ

وَفيُّ العهودِ بصَوْبِ العِهادِ

حياً صِدْقُهُ منكَ فِي اسْمٍ وفعلٍ

وشاهِدُهُ فِي الورى منكَ بادِ

وسمَّاكَ رَبُّكَ مأْمُونَ غَيْثٍ

عَلَى نَشْرِهِ رحمةٌ للعبادِ

غمامٌ يؤودُ مُتُونَ الرياحِ

ويُزْجِيهِ للرَّوْعِ مَتْنُ الجوادِ

فمن راحَةٍ ريحُها الارتياحُ

ومن ماءِ صادٍ إِلَى كلِّ صادِ

وسُقْيا عَنانٍ بِثَنْيِ العِنانِ

وبارِقُهُ فِي مَناطِ النِّجادِ

فأَشْرَقَ من رَوْضِهِ كُلُّ حَزْنٍ

وأَغدَقَ من وَبْلِهِ كُلُّ وادِ

وذابَ بأَنْدائِهِ كلُّ فَصْلٍ

يُكَذِّبُ فِيهِ حَدِيثَ الجَمادِ

ربيعُ المَصِيفِ ربيعُ الشِّتاءِ

مَريعُ الحزونِ مَريعُ الوِهادِ

ومن رَوْضِهِ سَرَواتُ الكُماةِ

تَثَنَّى عَلَى صَهَواتِ الجِيادِ

ومن زَهْرِهِ سابغاتُ الدورعِ

وبِيضُ الصِّفاحِ وسمر الصِّعادِ

وأَيْنِعْ بِهَا فِي وَقُودِ الطِّعانِ

وأَنْضِرْ بِهَا فِي ضِرامِ الجِلادِ

وأَيُّ فواتِحِ وردٍ نَضيدٍ

مواقِعُها فِي نحور الأَعادي

وكم غادَرَتْ لَمَهَبِّ الرياحِ

سنا جَسَدٍ شَرِقٍ بالجِسادِ

رياضاً قَسَمْتَ أَزاهِيرَهُنَّ

لِعِزِّ المُوالي وخِزْيِ المُعَادِي

فأَهْدَيْتَها لأُنوفِ الغَناءِ

وأَرغمتَ منها أُنوفَ العِنادِ

وأَوْرَدْتَها كل بحرٍ يَمُورُ

بِما يُلْبِسُ الشُّهْبَ لونَ الوِرادِ

ودُسْتَ بِهَا كلَّ صعبِ المرامِ

وقُدْتَ بِهَا كلَّ عاصِي القِيادِ

إذَا مَا تنادَتْ لجمعٍ ثَنَتْهُ

مُجِيبَ المُنادِي ليومِ التَّنادِي

بِهِنَّ شَعَبْتَ عِصِيَّ الشِّقاقِ

وعنهُنَّ أَوْضَحْتَ سُبْلَ الرَّشادِ

فأَوْدَعْتَها فِي نواصِي الرِّياحِ

لتَنْثُرَها فِي أَقاصِي البلادِ

فكَمْ أَنْبَتَ الشرقُ والغربُ منها

حدائِقَ تُغني عَنِ الإِرْتِيادِ

ووَقْفاً على سَقْيِها ماءُ وجهي

وفَيْضُ دموعي وَمَا فِي مَزَادِي

وكم حَصَدَ الدهرُ للخُلْدِ منها

ثمارَ النُّهى وثِمارَ التَّهادِي

فيا أَرْأَسَ الرُّؤَساءِ الجديرَ

بحُكْمِ السَّدادِ لقولِ السَّدادِ

أَيَغْرُبُ عندَكَ نَجْمُ اغْتِرابِي

ومطلَعُهُ لَكَ فِي الأَرضِ بادِ

وأَسْقِي الوَرى عَنْكَ ماءَ الحياةِ

وأَرشُفُ منك حِميءَ الثِّمَادِ

وزَرْعِيَ فيكَ حَصِيدُ الخلودِ

وحظِّيَ منك لَقِيطُ الحَصادِ

سِداداً من العَوْزِ المُسْتَجارِ

وأَكثرُهُ عَوَزٌ من سَدَادِ

قضاءٌ لَهُ فِي يدِ الإِقتضاءِ

زِمامٌ ومن سابِقِ البَغْيِ حادِ

كعِلْمِكَ من خَطْبِ دهرٍ رماني

بأَسهُمِ واشٍ وغاوٍ وعادِ

يَسُلُّونَ بينَ الأَمانِي وبيني

سيوفَ القِلى ورماحَ البِعادِ

زمانٌ كَأَنْ قَدْ تَغَذَّى لِسَعْيٍ

لُعابَ أَفاعٍ وحيَّاتِ وادِ

فأَودَعَ من نَفْثِهِ حُرَّ صدري

سِماماً لَياليَّ منها عِدَادِي

وأَطْفَأَ نُورِي وناري عليماً

بأَنْ سيُضِيءُ الدُّجى من رَمَادِي

وهانَ عَلَيْهِ نَفاقِي بفَقْدِي

لبَيْعِ حياتِيَ بَيْعَ الكَسادِ

ولولا القضاءُ الَّذِي فَلَّ عزمي

وآدَ شَبا حَدِّه مَتْنَ آدِي

وأَنِّيَ دِنْتُ إِلهي بِدينٍ

من الصَّبْرِ جَلَّ عَنِ الإِرْتِدادِ

لغاضَتْ بِهِ قطرَةٌ من سحابِي

وأَوْدَتْ بِهِ شُعْلَةٌ من زِنادِي

وَمَا انْفَرَجَتْ مُبهَماتُ الخطوبِ

بمثلِ اشْتِدادِ الأُمُورِ الشِّدادِ

فكِلْني لحاجِبِكَ المستجيرِ

بذِمَّتِهِ كلُّ قارٍ وبادِ

ليَقْسِمَ لي سهمَ حمدي وشكري

وينزِعَ سهم الأَسى من فُؤادي

ليقتادَني بِيَدِ الإِصْطِناعِ

ويخلَعَ من يَدِ دهرِي قِيادِي

ويكتُبَ فَوْقَ جبيني ووجهي

إِلَى نُوَبِ الدهرِ حِيدي حَيادِ

وحسبي فإِمَّا رِباطِي أراني

ثوابِيَ منه وإِمَّا جِهادِي

فإِنْ شَطَّ من غَرْبِ شأَوِي مَدَاهُ

وعادَتْ أَمانِيَّ منه العَوَادِي

فأَنتَ عَلَيْهِ دَليلي وعَوْنِي

وجدواكَ ذُخْرِي إِلَيْهِ وَزَادِي

فلا أَبعدَ الدَّهْرُ منكُمْ حياةً

تَلي نِعَماً مَا لَهَا من نَفادِ

ولا خذَلَتْكُمْ يَدٌ فِي عِنانٍ

ولا خانكُمْ عاتِقٌ فِي نِجادِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة وفيهن أضحيت يوم الأضاحي

قصيدة وفيهن أضحيت يوم الأضاحي لـ ابن دراج القسطلي وعدد أبياتها تسعة و سبعون.

عن ابن دراج القسطلي

أحمد بن محمد بن العاصي بن دراج القسطلي الأندلسي أبو عمر. شاعر كاتب من أهل (قسطلّة درّاج) قرية غرب الأندلس، منسوبة إلى جده. كان شاعر المنصور أبي عامر، وكاتب الإنشاء في أيامه. قال الثعالبي: كان بالأندلس كالمتنبي بالشام. وأورد ابن بسام في الذخيرة نماذج من رسائله وفيضاً من شعره.[١]

تعريف ابن دراج القسطلي في ويكيبيديا

ابن درّاج القسطلي (347 هـ/958 م - 421 هـ/1030 م) كاتب وشاعر الحاجب المنصور. ولد أبو عمر أحمد بن محمد بن العاصي بن أحمد بن سليمان بن عيسى بن درّاج القسطلي في المحرم 347 هـ في قرطبة لأسرة أصولها من بربر صنهاجة كانت تسكن قرية «قسطلة دراج» غرب الأندلس. قال عنه الثعالبي في يتيمة الدهر: «هو بالصقع الأندلسي، كالمتنبي في صقع الشام.» أورد ابن بسام الشنتريني في كتابه «الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة» نماذجًا من رسائله وشعره، ولابن دراج ديوان شعر مطبوع. توفي ابن دراج القسطلي في 16 جمادى الآخرة 421 هـ.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن دراج القسطلي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي