وقد شربوا كأسا من الحتف والردى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة وقد شربوا كأسا من الحتف والردى لـ الحبسي

اقتباس من قصيدة وقد شربوا كأسا من الحتف والردى لـ الحبسي

وقد شربوا كأساً من الحتف والردى

فخروا على الأذقانِ وهْي تُدار

وجُرُّوا على أذقانهم بعدَ ما جَرَوْا

بخيل وقد جَرُّوا الذيولَ وحارُوا

وقد حملتْهم حين ما عايَنُوا الظبي

مطايا المنايا للبوارِ فباروا

ليعلَمَ ملْكُ العُجْم أن جيوشَه

إلى الموت قد يُسْرَى بهم ويُسار

فدوَّخهم بالمْشرفيَّةِ فيْلقٌ

عظيم لديه المعظمات صِغارُ

وقدْ أَيَّمُوا من بعد ذلك نِسْوةً

عَراهُنَّ معْ سوءِ الحياةِ صغارُ

تَباكى عليهمْ بالنهارِ وبالدجى

وأدمعُها عند البكاءِ غِزار

كأنهمُ لم يعلموا أنَّ باعَنَا

طويلٌ وأعمارُ العداةِ قِصار

دماؤهمُ هَدْرٌ ولكنَّ ضرَبنا

لأعناقهمْ يومَ النزال جُبَار

وما ذاك إلا مِنْ خَساسةِ طبعِهم

يقولون أصْقان الرجالِ قُمار

وليلةِ سعدٍ مزَّق السيفُ ثوبَها

كأنَّ دُجاها بالسيوفِ نهار

تزاحمتِ الأبطالُ فيها كأنما

بها القومُ سُفْنٌ والدماء بحار

ويوم أثارَ النقْعُ فيها سحائباً

من الحربِ حُمْراً حشْوهُنَّ غبار

كأن يحاممَ العَجاجَةِ عارضٌ

تلامَعُ فيه كالبروقِ شِفار

فما زالت الهيجاءُ حتى تفرقوا

ولكن عرتْهم ذلة وفرار

وقد صارت البحرين في مُلكِ سيدٍ

كريمٍ زكا فرعٌ له ونِجار

سلالةِ سيفٍ نجلِ سلطانٍ الذي

لنا أَمِنَتْ سوح به وقفار

هنيئا إمامَ المسلمين ببلدةٍ

بكم طاب فيها مفخَر وفَخار

لقد كان فيها للأعاجم غبطةٌ

فزَمُّوا مطايا البين منها وساروا

نَعَمْ وسُقُوا من مَنهلِ الحتف شربةً

بها مِنْ عُقار الموبِقاتِ عُقار

فوَلُّوكمُ أدبارهمْ وتبلّدُوا

وقد وقفوا دون المحيص وحاروا

وكانوا بها أسْداً فلما غزَوتَهمْ

غدَوْا بقراً عُوناً لهنَّ خُوار

رأوْا منكمُ ما لا يرى بُختُ نَصَّرٍ

وما لا يراه مَصْدَعٌ وقُدار

فلم يبق فيها للأعاجم مَلْجأ

ولم يبق فيها لليهود حمار

ولم يبق إلا منْ تراه مجدَّلاً

قتيلاً ومَنْ بين الرجال يُجار

فلم يحمهم من أسْيفِ الأسد قلعةٌ

ولما يَصُنْهم معقِل وجدار

وما ضَرَّنا مِنْ غير موتٍ كرامُنا

لأنهمُ عدْلٌ بها وخيارُ

كحمير الزاكي ابن سيفِ بن ماجدٍ

فتىً بعده النومُ اللذيذُ مُطارُ

ونجل عزيز راشدٍ ومباركٍ

سليل غريْبٍ همْ هُدِيت ذمارُ

ولم أنس ذَاك الحْضرَميَّ محمدا

فموتته للمسلمين خسَارُ

شجاعُ كفاحٍ لم يقاومه ضيغًمٌ

وعضْبُ وغىً لم ينْبُ منه غِرار

ولكنَّ صبراً فالسنونُ حواملٌ

وفيها الليالي وُلَّدٌ وعِشارُ

وللفلَكِ الدوَّار عظم عجائب

وفي دهرنا للدائراتِ مدارُ

ودمْ يا إمامَ المسلمين مُظفَّراً

طِوال الليالي لا نَبَتْ بك دار

شرح ومعاني كلمات قصيدة وقد شربوا كأسا من الحتف والردى

قصيدة وقد شربوا كأسا من الحتف والردى لـ الحبسي وعدد أبياتها أربعة و ثلاثون.

عن الحبسي

راشد بن خميس بن جمعة بن أحمد الحبسي النزوي العماني. شاعر مجيد، من أهل عمان، اشتهر في أيام إمامة ابن سلطان، ولد في عين بني صارخ من قرى ((الظاهرة)) من عمان، ورمد وعمي في طفولته، ثم انتقل إلى أرض (الحزم) من ناحية الرستاق (في عمان) ثم سكن نزوى إلى أن مات. وله في اليعربيين ووقائعهم قصائد كثيرة في (ديوان شعر) شرحه بعض العلماء.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي