وقفت بذات الأثل من نعمان

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة وقفت بذات الأثل من نعمان لـ كاظم الأزري

اقتباس من قصيدة وقفت بذات الأثل من نعمان لـ كاظم الأزري

وقفت بذات الأثل من نعمان

فشجت فؤاد متيم ولهان

وتذكرت في الابرقين مناخها

فتنفست عن مدمع حران

تبكي على ما مرّ من زمن الصبا

متعلقاً بذوائب الأقران

للَه وقفتها بذي سلم ضحىً

ودموعها وقفت على الأجفان

والوجد ينحرها بغير مهند

والشوق يطعنها بغير سنان

لم تدر قبل ركوبها خطط الهوى

إن الهوىمنهاج كل هوان

تمشي وتلتفت التفاتة عاشق

نفثت عليه آفة الهيمان

يا ناق من ملأ الوعاء من الهوى

أعيا بذاك المجمر الملآن

ولقد أراك على اللقاء حريصة

والحرص متحد مع الحرمان

إن عاد ذيّاك الوصال فربما

رجعت بسالفه يد الأزمان

لا تيأسي من روح عائدة الهوى

كم عاد مقصوص إلى الطيران

وأنا الفداء لظاعنين ترحلوا

بالصبر قبل ترحل الأظعان

كانوا وكان الحسن بين قبابهم

برتاح بالأقمار والأغصان

من كل من تبدو أسرة وجهه

فتضيء ما صبغت يد الأشجان

ويريك لحظاً من محاجر طرفه

كالسيف إلا أنه روحاني

من للقلوب تقلبت مفريّة

بسنان ذاك الأحور الوسنان

لاحظته فلحظت خدّي أبلج

قد سار في فلكيهما القمران

ولمحت من شفتيه عذبا سائغا

كالراح تلمع من خلال دنان

وترى القلوب تميل من ميلانه

جهلت غصون البان في الميلان

يا صاحب القدّ المثقف لدنه

مهلا ملأت قلوبنا بطعان

لا أعتبنك في تناسي عهدنا

ما أخلق الإنسان بالنسيان

ما أنت إلا الدهر أمسك نوءه

من بعد ما أشفى على الهملان

ولقد جثثت على المعالي ناقتي

فتلفعت بسباسب ورعان

ورمت بي الأرض البعيد مرامها

من قبل أن يتراجع الجفنان

يا ناق إن العشق ليس بقائد

للصب غير خوارق الأحزان

هل يغررنك ما تحدثه المنى

وحديثها ضرب من الهذيان

أمّي ديار الأكرمين فإنها

للطالبين معادن الإحسان

تطوي الثرى أخفافها فتخالها

خفقان أجنحة من العقبان

ظمآى إلى الورد المبرّد دماؤه

غرثى إلى المرعى العظيم الشان

قد قارنت زحل السرى فأنختها

في ظل أسعد بدر كل قران

المرشد الحيران من مهوى القضا

حيث الزمان يجول كالحيران

علم تمد له العلوم رقابها

فيقودها ذللا بغير عنان

لم تنبت الدنيا قناة فضيلة

إلا وكان لها مكان سنان

لولاه كان العيش ليس بنافع

والكف لم تنفع بغير بنان

لو كان جود يديه ماء سحابة

لم تأمن الدنيا من الطوفان

وبدت لدائرة النجوم هباته

فتعلمت شيئا من الدوران

يعطى فليس يمينه منكفّة

من فك أسر أو إغاثة عان

ويلذ قول المعتفين لسمعه

كالماء ينقع غلة الظمآن

لم يبق داء في العفاة كأنما

بيديه علم الطب للأبدان

يا نازلا من أفق دائرة العلى

باشم من حساده القمران

لا تحسب العلياء حظك حظها

فالفضل للباني على البنيان

والجود يقرأ من جبينك سطره

كم أسطر قرئت من العنوان

ولقد أرى لك في القلوب محبة

كمحبة الفقراء للوجدان

فليطمئن الكون منك براحة

كانت أناملها رقى الأكوان

ولتفخر الدنيا بسعدك فخرها

ما دار مثلك في مدار زمان

من معشر غرّ الجباه كأنها

لمعان برق أو بريق يمان

تندى بواكفة الصلات أكفهم

فكأنها مدد من الرحمان

وكأن أوجههم مدائن حكمة

يوقى الزمان بها من الحدثان

يلقاهم يقق الصباح فيكتسي

بعد المشيب ذوائب الشبان

فتذم أسد الطعن منهم عزمة

تثني عليها السن المران

وترى جنود الليل ترفع ذكرهم

بخفوق ألوية من النيران

عصب إذا ذكرتهم أمم الوغى

خرت نواصيها إلى الأذقان

يا محرزا قصب الشجاعة والندى

لك منهما نسبان قدسيان

أما السماح فقد ظفرت باسره

فملأت منه وعاء كلّ مكان

ومن الشجاعة قد بلغت مكانة

قام الزمان بها مقام جبان

للَه أوطان بشمسك أسعدت

ما كان أسعدها من الأوطان

فاقت بجوهرك الكريم على السما

شرفية والدار بالسكان

دار متى استسقى الرجاء سجالها

وكفت له بمذانب العقيان

وإذا تغشاها امرؤ خوف الردى

ضربت عليه سرادقات أمان

أني تهنا بالمنازل في الثرى

ومحلك الأدنى على كيوان

ظفرت نصال المجد منك بصيقل

لولاه ما مسحت من الأدران

يا جوهر البشر امتيازك منهم

مثل امتيازهم من الحيوان

لو لم تكن من ولد آدم لم تكن

كل العوالم عالم الإنسان

لا زلت أعجب ممّ عدنان سمت

حتى براك اللَه من عدنان

وبمن أقيسك في أقل مزية

ربما يخف لوزنك الثقلان

ولقد رعيت بروض ظلك أينقي

فرعت بأسعد من جنى السعدان

وقفت بدارك تستجير بربها

سجم الدموع حوالك الألوان

وجدت لديك عقود لؤلؤة الندى

منحلة بالوابل الهتان

فترشفت من راحتيك أناملا

تهتز للجدوى اهتزاز لدان

خفت مؤنتها لديك وطالما

كانت تنوء بمثقلات أمان

وأنا الذي ترك الأنام وراءه

وأتى إليك مشمر الأردان

متبينا آثار كل كريمة

وعلى الصباح يقوم كل بيان

هيهات أن أنسى ثناءك ما انثنى

غصن النقا وأراك لا تنساني

شرح ومعاني كلمات قصيدة وقفت بذات الأثل من نعمان

قصيدة وقفت بذات الأثل من نعمان لـ كاظم الأزري وعدد أبياتها ثلاثة و سبعون.

عن كاظم الأزري

كاظم بن محمد بن مهدي بن مراد الوائلي البغدادي الشهير بالأزري. شاعر فحل، من أهل بغداد، يقال له شاعر أهل البيت. أشهر شعره قصيدة مطلعها: لمن الشمس في قباب قبابها، تزيد على ألف بيت. وله ديوان -ط مرتب على الحروف أكثره مدائح في أهل البيت، وقصيدة من المدائح النبوية خمّسها جابر بن عبد الحسين الربعي الكاظمي، وسماها قرآن الشعر الأكبر - ط.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي