وقفت على الاطلال اطلال قحطان

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة وقفت على الاطلال اطلال قحطان لـ مصطفى الغلاييني

اقتباس من قصيدة وقفت على الاطلال اطلال قحطان لـ مصطفى الغلاييني

وَقَفْتُ على الاطْلالِ اطْلالِ قَحْطانِ

واياتِ عَدْنانٍ واثارِ غَسان

والِ بني العَباسِ عَفَّى رُسُومَها

عُلُوجٌ لِغَيْرِ الجَهْلِ ما فيهمُ بانِ

وما شَيَّدَتْ في الشَّرْقِ والغَرْبِ أُمَّةٌ

لآلِ أَبي سُفْيانَ تُنْمَى ومَرْوانِ

تَذَكَّرْتُ صَرْحاً كانَ بالأَمْسِ عالياً

بَنَوْهُ عَلَى العَلْياءِ احْسَنَ بُنْيانِ

وَرَبْعاً بأَهْلِ العَدْلِ والعِلْمِ مُخْصِباً

وفَيْنانَ رُوْضٍ بالسَّعادةِ رَيانِ

تَذَكَّرْتُ بَغْداداً ومِصْراً وجِلَّقاً

وانْدَلُسا في غابرِ العِزِّ والشانِ

وما كانَ مِنْ عِزٍّ وما كانَ مِنْ عُلاً

وما كانَ مِنْ مَجْدٍ أَثِيلٍ وعُمْرانِ

ذَكَرْتُ فَلَمْ أَمْلِك بَوادِرَ دَمْعتي

وَلَمْ اسْتَطِعْ كِتْمانَ لاعجِ احْزاني

فَساءَلْتُها عن جِيرَةِ الحَيِّ بعدَما

سَقَيْتُ بِدَمْعي تُرْبَها صَوْبَ هَتانِ

فقالتْ وما غَيْرُ الرُّسُومِ مُتَرْجِم

تُساالُ عنهم قدْ مَضَوا مُنْذُ ازْمانِ

فَقُلْت لها يا دراُ غَيَّركِ البِلى

وكنتِ طَوالَ الدهرِ مَنْبِتَ تيجان

فأَصْبحتِ مَرْعَى الجهلِ والجُبْنِ حَقْبَةً

تقاسينَ من صَرْفِ الرَّدَى شَرَّ حِدْثانِ

وَتَسْقَيْنَ مِنْ غَساقهِ كُلَّ اجِنٍ

وتَلْقَيْنَ من جَوْرِ العِدَى كلَّ عُدْوانِ

لَقَدْ هِجْتِ بي يا دارُ كامِنَ زَفْرَتي

وأَظْهَرْتِ في نَفْسِي غَوامِضَ أَشْجاني

فقالتْ رعاكَ الله ما يَنْفَعُ البُكَى

عَلَى طَلَلٍ بالٍ بِدَمْعِ الأَسَى القاني

وما تَفْعَلُ الشَّكْوَى بِداءٍ مُبَرِّحٍ

إذا الدارُ لم تُجْعَلْ مَواقِدَ نيرانِ

تَعُمُّ لَظاها البَرَّ والبحرَ والقُرَى

الى انْ يَعُودَ الحقُّ مُرْتَفِعَ الشانِ

لَئِنْ كنتمُ مِن قَبْلُ في يَدِ غاصبٍ

ضَعِيفَ القُوَى مِنْ خَمْرَةِ الجهلِ نَشْوانِ

فإِنَّكُمُ ذا اليومَ نَهْبٌ مُقَسَّمٌ

بأَيْدٍ شِدادٍ شرُّها منكمُ دانِ

تَمَشَّيْنَ في احْشااكُمْ يَنْتَزِعْنَها

وانتمْ رُقُودٌ في مَناوِمِ وسَنانِ

رَقَدْتُمْ وسيفُ القومِ يُرْهَفُ حَدُّهُ

وما غَمْدُهُ الا طُلَى الِ عَدْنانِ

يُمَنُّونَكُمْ بالقَوْلِ كلِّ سَعادَةٍ

غُروراً وَما خَطُّوهُ أَسْطُرُ حِرْمانِ

فما وَعَدُوا الأَقوامَ إلاَّ لِيُخْلفُوا

وانْ طُولِبُوا لاذُوا بِمَطْلٍ ولِيانِ

مَواعيدُ عُرْقُوبٍ ومَطْمَعُ أَشْعَبٍ

وزُورٌ منَ الأَقْوالِ خُطَّ بِبُهْتانِ

إذا لم تَقُومُوا أَيُّها العُرْبُ سُبُّقاً

إلى حَقِّكُمْ بُؤْتُمْ بِوَيْلٍ وخُسْرانِ

فما نالَهُ شادٍ بِسَجْعٍ وخُطْبَةٍ

وكَتْبِ احْتِجاجاتٍ وتَقْصِيدِ اوْزانِ

وليسَ يُنالُ الحقُّ الا بِقُوَّةٍ

هِيَ الشَّعْبُ يَمشي غيرَ هَيْبانِ

يَجُولُ دَمُ الاباءِ في عَصباتهِ

كما السُّخْطُ يَجْري بينَ أَحْشاءِ غَضْبانِ

وما الشَّعْبُ إلاَّ قُوَّةٌ مَنْ يَسِرْ بها

إلى الحقِّ يَرْهَبْ جَيْشَهُ كُلُّ سُلْطانِ

فَقُلْتُ لها انا كَسَرْنا عن الطُّلَى

قُيُودَ خُضُوعٍ للغَرِيبِ واذْعانِ

وقُمْنا الى العَلْياءِ نَخْطُبُ وُدِّها

قِيامَ هُمامٍ لا يُنَهْنَهُ يَقْظان

لِنَأْخُذَ هذا الحَقَّ مِنْ يَدِ غاصِبٍ

حَماهُ بِنِيرانٍ وبيضٍ ومُرانِ

أَتَى طامِعاً في أَرْضِنا وديارِنا

فَحَلَّ حِماها يَرْتَدِي ثَوْبَ مِعْوانِ

وما هُوَ إلاَّ الذِّئْبُ حَتَّى إِذا رَأَى

ذُهُولا منَ الرُّعْيانٍ شَدَّ عَلَى الضانِ

سَنَقْرَعُهُ حَتَّى تَلِينَ قَناتُهُ

بِعَزْمِ فَتىً يَحْمِي العَقائِلَ غَيْرانِ

فقالْت ثِقُوا بالنَّصْرِ يا خيرَ أُمَّةٍ

إِذا مُسْلِمٌ فيكمْ يَقُومُ ونَصْراني

يَقُومانِ لِلْمَجْدِ المُضَيَّعِ والعُلا

وكُلُّ فَتىً يَشْدُو بِلادِيَ اوْطاني

شرح ومعاني كلمات قصيدة وقفت على الاطلال اطلال قحطان

قصيدة وقفت على الاطلال اطلال قحطان لـ مصطفى الغلاييني وعدد أبياتها سبعة و ثلاثون.

عن مصطفى الغلاييني

مصطفى بن محمد سليم الغلاييني. شاعر من الخطباء الكتاب من أعضاء المجمع العلمي العربي مولده ووفاته ببيروت وتعلم بها وبمصر وتتلمذ على يد الشيخ محمد عبده سنة 1320هـ‍. ولما كان الدستور العثماني أصدر مجلة النبراس سنتين ببيروت ووظف فيها أستاذاً للعربية في المدرسة السلطانية أربع سنوات. وعين خطيباً للجيش العثماني الرابع في الحرب العالمية الأولى فصحبه من دمشق مخترقاً الصحراء إلى ترعة السويس من جهة الإسماعيلية وحضر المعركة والهزيمة. وعاد إلى بيروت مدرساً وبعد الحرب أقام مدة بدمشق وتطوع للعمل بجيشها العربي وعاد إلى بيروت فاعتقل بتهمة الاشتراك في مقتل أسعد بك المعروف بمدير الداخلية سنة 1922 وأفرج عنه فرحل إلى شرقي الأردن. فعهد إليه أميرها الشريف عبد الله بتعليم ابنيه فمكث مدة وانصرف إلى بيروت فنصب رئيساً للمجلس الإسلامي فيها وقاضياً شرعياً إلى أن توفي. من كتبه: (نظرات في اللغة والأدب -ط) و (عظة الناشئين -ط) ، و (لباب الخيار في سيرة النبي المختار -ط) ، و (الدروس العربية -ط) ، و (ديوان الغلاييني -ط) وغيرها من الكتب المثيرة.[١]

تعريف مصطفى الغلاييني في ويكيبيديا

مصطفى بن محمد بن سليم بن محي الدين بن مصطفى الغلاييني (ولد في بيروت سنة 1885 الموافق 1302 هـ) هو صحافي وأستاذ للعربية وقاضٍ ورئيس سابق للمجلس الإسلامي في بيروت. تعلم في بيروت والقاهرة، بدءاً من نشاطه العملي كأستاذ للغة العربية ومبادئ الفقه الشرعي بالكلية الإسلامية في بيروت، وكانت له حلقات علم في المسجد العمري الكبير بوسط المدينة. انضم سنة 1910م لجمعية الاتحاد والترقي وأصدر مجلته الشهرية النبراس والتحق بجمعية الإصلاح البيروتية، وأخيراً تطوع بالجيش العثماني وشارك بحرب الترعة ضد الجيش الإنجليزي، حيث أخفق الجيش العثماني باجتياز قناة السويس البحرية الاستراتيجية، وبعد ظهور راية الملك فيصل الأول العربية على مشارف بلاد الشام انضم الغلاييني إليه، فاختاره الأمير عبد الله بن الحسين ليدرس أبنائه اللغة العربية والعلوم الشرعية. عاد مصطفى الغلايييني وبعد سنتين من هذا المنصب التشريفي إلى مدينته بيروت ليواجه تهمة مقتل مدير الداخلية في حكومة دولة لبنان الكبير، حيث نقل إلى جزيرة أرواد واعتقل في سجنها المركزي سبعة أشهر، ثم أُطْلِقَ سراحه بحكم مشروط هو عدم العودة إلى بيروت، وأُبعد إلى فلسطين وما إن وصلت السفينة إلى يافا حتى خرج منها متوجهاً إلى بيروت ، فقررت المفوضية العليا الفرنسية اعتقاله بحبس انفرادي ثم أبعدته مرة أخرى إلى الحدود اللبنانية الفلسطينية ، فتوجه طوعاً إلى حيفا عند رئيس بلديتها (وهو صديق قديم له) إلى أن خفت وطئة فرنسا في الشرق، بسبب بوادر الحرب العالمية الثانية مع ألمانيا النازية، فعاد إلى بيروت للمرة الرابعة والاخيرة وتولى انتخابياً رئاسة المجلس الإسلامي ومستشاراً للمحكمة الشرعية العليا وقاضياً فيها، إلى أن وافته المنية في بيروت سنة 1944م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مصطفى الغلاييني - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي