وقفت في الطريق لهفي عليها
أبيات قصيدة وقفت في الطريق لهفي عليها لـ طانيوس عبده

وقفت في الطريق لهفي عليها
وغدا الناس يحسنون إليها
لا لسحر يجول في عينيها
بل لطفل رأوه بين يديها
بعضا من طواه يأكل بعضا
فهو كالظل لا تحسّ بكاه
وتكاد العيون أن لا تراه
وهي تبكي شقاءَها وشقاه
وتناجي بالسر من سوَّاه
ضامناً رزقه له ثم أغضى
تتمشى حيناً وترتاح حينا
وتمد اليدين للمحسنينا
وهي تخشى القلوب ان لا تلينا
فإذا الشك صار أمراً يقينَا
ضمت الطفل وهو يمعن غمضا
ارحموا السائل الذليل الشقيا
من يُرق ماء وجهه كان حيا
شبه ميت بل المنية أحيى
ارحموا من أراق وجه المحيا
وشكا من نوائب الدهر عضَّا
إن أُعن سائلاً فلست أبالي
أن ينال الإحسان بالاحتيال
ولهذا أتم سرد مقالي
وكفى البائسين ذل السؤال
من يصن ذل سائل ضان عرضا
كان يوماً رأيتها من بعيد
تمعن السير كالشريد الطريد
ثم تمشي كموثق في قيود
وهنت رجله لثقل الحديد
ثم تعدو وتنهب الأرض ركضا
كان يجري في أثرها جنديُّ
سمج الوجه هائل وحشيُّ
ظل يجري وهو الشديد القويّ
أمسك الشعر جرها الهمجيُّ
نزع الطفل ثم ألقاه أرضا
هو خطب تهون فيه الخطوب
أي أم من هو له لا تذوب
خلتها بعد وقفة ستجيب
بزئير عن النحيب ينوب
مثل ليث يريد أن ينقضَّا
لم تكن لبوة وما ثار كامن
من حنان والطفل في الارض آمن
بينما الروع هاج منا السواكن
لم تصح صيحة عليه ولكن
أرسلت رأسها إِلى الأرض خفضا
ذاك أن الطفل الرقيق الحواشي
والذي كان حيلة للمعاش
ما له غير صدرها من فراش
إنما كان دمية من قماش
لم ترعها رضوضه إن يُرضَّا
نظرت نظرة الحزين إليَّ
ثم قالت بالله عطفاً علي
ولدي من تراه بين يديَّ
كل يوم واليوم اشفقت يعي
فبقي مع بنيَّ والكل مرضى
فتعالَ انظرهم تصدق مقالي
ثم ترثي لحالهم ولحالي
أحرامٌ تحيّلي في السؤال
قلت حاشاك فهو كل الحلال
أنا صدَّقتها أما أنت أيضا
شرح ومعاني كلمات قصيدة وقفت في الطريق لهفي عليها
قصيدة وقفت في الطريق لهفي عليها لـ طانيوس عبده وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.
عن طانيوس عبده
طانيوس بن متري عبده. من كبار مترجمي القصص الروائية عن الفرنسية، ترجم منها عدداً لم يتفق لكاتب عربي سواه أن نشر مثله. وله نظم كثير، جمعه في (ديوان) طبع الجزء الأول منه، والثاني لا يزال مخطوطاً. ولد في بيروت، ومال إلى الموسيقى فعمل ملحناً في فرقة تمثيلية، وانتقل إلى الإسكندرية، فأصدر جريدة (فصل الخطاب) سنة 1896م، ثم اشترك في تحرير الأهرام، فالبصير، وأصدر مجلة (الراوي) ولما أعلن الدستور العثماني عاد إلى بيروت، فأقام إلى ما بعد الحرب العامة الأولى، ورجع إلى مصر فكان من محرري جريدة الأهرام بالقاهرة، وأفشى أسراراً للماسونية، فقيل: حاول مجهولون قتله، وسافر إلى بيروت مستشفياً، فتوفي فيها، وكان سريع الترجمة، يتصرف بالأصل المنقول عنه، زيادة واختصارا، وفي ديباجته طلاوة خلص بها نثره وأكثر شعره من التعمل. من قصصه المترجمة (البؤساء -ط) ، و (عشاق فينيسيا -ط) ، و (مروضة الأسود -ط) ، و (جاسوسة الكردينال -ط) ، و (عشاق فينسيا -ط) سبعة عشر جزءاً، و (الساحر العظيم -ط) ، وغير ذلك وهو كثير.[١]
تعريف طانيوس عبده في ويكيبيديا
طانيوس أفندي عبده (1869م-1926م) أديب وصحفي وروائي ومترجم لبناني، من رعيل مثقفي التنوير الأوائل، أنشأ في الإسكندرية صحيفة فصل الخطاب، وأصدر سلسلة الروايات القصصية فظهر منها أربعون عددا، وأصدر جريدة الشرق اليومية ومجلة الراوي الأسبوعية، وله مجموعة كبيرة من الروايات المؤلفة والمترجمة.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ طانيوس عبده - ويكيبيديا