ولما رمى بالأربعين وراءه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ولما رمى بالأربعين وراءه لـ علي بن الجهم

اقتباس من قصيدة ولما رمى بالأربعين وراءه لـ علي بن الجهم

وَلَمّا رَمى بِالأَربَعينَ وَراءَهُ

وَقارَعَ مِ الخَمسينَ جَيشاً عَرَمرَما

تَذَكَّرَ مِن عَهدِ الصِبا ما تَصَرَّما

وَحَنَّ فَلَم يَترُك لِعَينَيهِ مُسجَما

وَجَرَّ خِطاماً أَحكَمَ الشَيبُ عَقدَهُ

وَقَدَّمَ رِجلاً لَم تَجِد مُتَقَدَّما

وَأَنكَرَ إِغفالَ العُيونِ مَكانَهُ

وَقَد كُنَّ مِن أَشياعِهِ حَيثُ يَمَّما

هُوَ الدَهرُ لا يُعطيكَ إِلّا تَعِلَّةً

وَلا يَستَرِدُّ العُرفَ إِلّا تَغَنُّما

عَزاءً عَنِ الأَمرِ الَّذي فاتَ نَيلُهُ

وَصَبراً إِذا كانَ التَصَبُّرُ أَحزَما

فَلَم أَرَ مِثلَ الشَيبِ لاحَ كَأَنَّهُ

ثَنايا حَبيبٍ زارَنا مُتَبَسِّما

فَلَما تَراءَتهُ العُيونُ تَوَسَّمَت

بَديهَةَ أَمرٍ تَذعَرُ المُتَوَسِّما

فَلا وَأَبيكَ الخَيرِ ما اِنفَكَّ ساطِعٌ

مِنَ الشَيبِ يَجلو مِن دُجى اللَيلِ مُظلِما

إِلى أَن أَعادَ الدُهمَ شُهباً وَلَم يَدَع

لَنا مِن شِياتِ الخَيلِ أَقرَحَ أَرثَما

هَلِ الشَيبُ إِلّا حِليَةٌ مُستَعارَةٌ

وَمُنذِرُ جَيشٍ جاءَنا مُتَقَدِّما

فَها أَنا مِنهُ حاسِرٌ مُتَعَمِّمٌ

وَلَم أَرَ مِثلي حاسِراً مُتَعَمِّما

كَأَنَّ مَكانَ التاجِ سِلكاً مُفَصَّلاً

بِنَورِ الخُزامى أَو جُماناً مُنَظَّما

وَضِيءٌ كَنَصلِ السَيفِ إِن رَثَّ غِمدُهُ

إِذا كانَ مَصقولَ الغِرارَينِ مِخذَما

إِذا لَم يَشِب رَأسٌ عَلى الجَهلِ لَم يَكُن

عَلى المَرءِ عارٌ أَن يَشيبَ وَيَهرَما

خَليلَيَّ كُرّاً ذِكرَ ما قَد تَقَدَّما

وَإِن هاجَتِ الذِكرى فُؤاداً مُتَيَّما

فَإِن حَديثَ اللَهوِ لَهوٌ وَرُبَّما

تَسَلّى بِذِكرِ الشَيءِ مَن كانَ مُغرَما

خَليلَيَّ مِن فَرعَي قُرَيشٍ رُزيتُما

فَتىً قارَعَ الأَيّامَ حَتّى تَثَلَّما

وَأَحكَمُهُ التَجريبُ حَتّى كَأَنَّما

يُعايِنُ مِن أَسرارِهِ ما تَوَهَّما

وَمَن ضَعُفَت أَعضاؤُهُ اِشتَدَّ رَأيُهُ

وَمَن قَوَّمَتهُ الحادِثاتُ تَقَوَّما

خُذا عِظَةً مِن أَحوَذِيٍّ تَقَلَّبَت

بِهِ دُوَلُ الأَيّامِ بُؤساً وَأَنعُما

إِذا رَفَعَ السُلطانُ قَوماً تَرَفَّعوا

وَإِن هَدَمَ السُلطانُ مَجداً تَهَدَّما

إِذا ما اِمرُؤٌ لَم يُرشِدِ العِلمُ لَم يِجِد

سَبيلَ الهُدى سَهلاً وَإِن كانَ مُحكَما

وَلَم أَرَ فَرعاً طالَ إِلّا بِأَصلِهِ

وَلَم أَرَ بَدءَ العِلمِ إِلّا تَعَلُّما

وَمَن قارَعَ الأَيّامَ أَوفَرَ لُبَّهُ

وَمَن جاوَرَ الفَدمَ العَيِيَّ تَفَدَّما

وَلَم أَرَ أَعدى لِاِمرِئٍ مِن قَرابَةٍ

وَلا سِيَّما إِن كانَ جاراً أَوِ اِبنَما

وَمَن طَلَبَ المَعروفَ مِن غَيرِ أَهلِهِ

أَطالَ عَناءً أَو أَطالَ تَنَدُّما

وَمَن شَكَرَ العُرفَ اِستَحَقَّ زِيادَةً

كَما يَستَحِقُّ الشُكرَ مَن كانَ مُنعِما

وَمَن سامَحَ الأَيّامَ يَرضَ حَياتَهُ

وَمَن مَنَّ بِالمَعروفِ عادَ مُذَمَّما

وَمَن نافَسَ الإِخوانَ قَلَّ صَديقُهُ

وَمَن لامَ صَبّاً في الهَوى كانَ أَلوَما

أَما وَأَميرِ المُؤمِنينَ لَقَد رَمى ال

عَدُوَّ فَلا نِكساً وَلا مُتَهَضِّما

وَلا ناسِياً ما كانَ مِن حُسنِ رَأيِهِ

لِخُطَّةِ خَسفٍ سامَنيها مُحَتِّما

عُلوقاً بِأَسبابِ النَبِيِّ وَإِنَّما

يُحِبُّ بَني العَبّاسِ مَن كانَ مُسلِما

لَعَلَّ بَني العَبّاسِ يَأسو كُلومَهُم

فَيَجبُرَ مِنّي هاشِمٌ ما تَهَشَّما

شرح ومعاني كلمات قصيدة ولما رمى بالأربعين وراءه

قصيدة ولما رمى بالأربعين وراءه لـ علي بن الجهم وعدد أبياتها أربعة و ثلاثون.

عن علي بن الجهم

علي بن الجهم بن بدر، أبو الحسن، من بني سامة، من لؤي بن غالب. شاعر، رقيق الشعر، أديب، من أهل بغداد كان معاصراً لأبي تمام، وخص بالمتوكل العباسي، ثم غضب عليه فنفاه إلى خراسان، فأقام مدة، وانتقل إلى حلب، ثم خرج منها بجماعة يريد الغزو، فاعترضه فرسان بني كلب، فقاتلهم وجرح ومات.[١]

تعريف علي بن الجهم في ويكيبيديا

علي بن الجهم القرشي (188 هـ - 249 هـ / 803 - 863م)، هو علي بن الجهم بن بدر بن مسعود بن أسيد القرشي، وكنيته أبو الحسن وأصله من خراسان، المولود في 188 للهجرة في بغداد، سليلاً لأسرة عربية متحدرة من قريش أكسبته فصاحة لسان وأحاطت موهبته الشعرية بالرزانة والقوة، وحمتها من تأثير مدينة بغداد التي كانت تعج بالوافدين من أعاجم البلاد المحيطة بها.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. علي بن الجهم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي