وليلة حالكة الإزار

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة وليلة حالكة الإزار لـ ابن حمديس

وَلَيلَةٍ حالِكَةِ الإِزارِ

مَدّتْ جناحاً كسوادِ القارِ

يَحْجُبُ عَنّا غُرّةَ النّهارِ

عَقَرْتُ فيها الهَمَّ بِالعقارِ

بِجِسمِ ماءٍ فيهِ رُوحُ نارِ

في مَجلِسٍ ضَمَّ بَني الفَخارِ

كَهالَةٍ تَضحَكُ عَن أَقمارِ

تَزَاحَمَتْ بِأَنْجُمٍ دَراري

مِن كُلِّ ذِمْرٍ في حِمَى الذِّمارِ

مُهينُ مَالٍ وَمُعِزُّ جارِ

يُسْقَوْنَ من ساطِعَةِ الأَنوارِ

كَثيرَةِ الأَسماءِ وَالأَعمارِ

أَعبَقَ مِن نَفحَةِ مِسْكٍ دَاري

أَرَقَّ في حُسْنٍ وَفي احمِرارِ

مِن ماءِ خَدٍّ راقَ في عجارِ

تَكادُ ذاتُ القرطِ وَالسِوارِ

وَالنَّغمُ الرَّطبُ على الأَوتارِ

إِذ أَسمَعَتنا نَغَمَ الهَزارِ

يَجري معَ الأَرواحِ في المجاري

حَتّى إذا ما غَنَّتِ القَمَاري

مُناغِماتٍ حِزَقَ الأَطيارِ

صَوافِراً وَالصُّبحُ في الأَسفارِ

قُمنا لِنَنفي عَرَضَ الخُمارِ

عَن جَوهَرِ الأَنفُسِ في الصَّحاري

بِكُلِّ طِرْفٍ سَلْهَبٍ مُطَارِ

مُوَجَّهِ الإقبالِ والإدبارِ

إِن بادَرَ السَّبقَ مَعَ المَجاري

طَارَتْ بِهِ قَوادِمُ النجارِ

يَتبَعُهُ كُلُّ صَيودٍ ضارِ

ظامي الضُّلوعِ ضامِرُ الأَخْصارِ

كَأنَّهُ في عُقدَةِ الزُّنَّارِ

بِأَعيُنٍ لَم تُغْضِ من عُوّارِ

كَالجَّمرِ بَينَ الهُدْبِ والأَشفارِ

تَكادُ تَرمي الصَّيدَ بِالشرارِ

كَأنَّما يُكَشِّرُ عَن جِمَارِ

يُعَقِّفُ الأَذنابَ لِلصُّوارِ

كَأَنَّها عَقاربُ القِفارِ

وَحاكِمٌ في الوَحشِ بِالتَّبارِ

أسْرَعُ من برْقٍ ومن إعْصَارِ

ولَحظَةِ الصَّبِّ على حذارِ

أَصفَرُ مِن لَونٍ جَنَى بَهارِ

كَأَنَّما صِيغَ مِنَ النّضَارِ

آسَدتُه وَالظَبيِ في نِفارِ

ما بَينَ جَثجَاثٍ إِلى عَرارِ

فَمَرَّ في غَيمٍ منَ الغُّبارِ

يُشْكِلُ منه أحْرُفَ الآثارِ

كَأَنَّما يَطلُبُهُ بِثارِ

ماذا يُريدُ الظَّبيُ بِالفِرارِ

مِنِ ابنِ ريحٍ في قَميصِ نارِ

وَهوَ مَعَ الإِجهادِ وَالإِضرارِ

يَحذِفُهُ بِيَرْمَعٍ صغارِ

حَذْفَ المُوَلِّي بِاليَدِ اليَسارِ

فَلَو تَرانا في انتِزاحِ الدَّارِ

في رَوضَةٍ كالغادةِ المِعطارِ

نَأكُلُ مِن صَيدِ أَبي العَقّارِ

وَنَشرَبُ الصَّهباءَ بِالكبارِ

ما كُنتُ إِلّا خالِعَ العِذَارِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة وليلة حالكة الإزار

قصيدة وليلة حالكة الإزار لـ ابن حمديس وعدد أبياتها سبعة و خمسون.

عن ابن حمديس

عبد الجبار بن أبي بكر بن محمد بن حمديس الأزدي الصقلي أبو محمد. شاعر مبدع، ولد وتعلم في جزيرة صقلية، ورحل إلى الأندلس سنة 471هـ، فمدح المعتمد بن عباد فأجزل له عطاياه. وانتقل إلى إفريقية سنة 516 هـ. وتوفي بجزيرة ميورقة عن نحو 80 عاماً، وقد فقد بصره. له (ديوان شعر- ط) منه مخطوطة نفيسة جداً، في مكتبة الفاتيكان (447 عربي) ، كتبها إبراهيم بن علي الشاطبي سنة 607.[١]

تعريف ابن حمديس في ويكيبيديا

أبو محمد عبد الجبار بن أبي بكر الصقلي المعروف بـ ابن حمديس الصقلي (447 - 527 هـ) (1055 - 1133)، شاعر عربي ولد ونشأ في صقلية، ثم تركها ورحل إلى الأندلس سنة 471 هـ، وأقام فيها لفترة ثم انتقل إلى المغرب الأوسط وإفريقية حتى توفي في جزيرة ميورقة سنة 527 هـ، وقد تميز بثقافة دينية جعلت منه حكيمًا من حكماء الحياة، وانعكس ذلك على قصائده.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن حمديس - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي