ولي العهد أم عهد الولي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ولي العهد أم عهد الولي لـ ابن الأبار

اقتباس من قصيدة ولي العهد أم عهد الولي لـ ابن الأبار

وَلِيُّ العَهْدِ أَمْ عَهْدُ الوَلِيِّ

أَتَى يُروِي البَسِيطَةَ كَالأَتِيِّ

وَغُرَّتُهُ المُنِيرَةُ ما تَجَلَّى

لَنَا أَمْ غُرَّةُ الصُّبْحِ الجَلِيِّ

أَلا سِرُّ الهِدَايَةِ فيهِ بادٍ

لسَبَّاقِ العِنَايَةِ في البَدِيِّ

فَمَا أَحْبَبتَ مِنْ خُلُقٍ رَضِيّ

ومَا أحْبَبتَ مِنْ خَلْقٍ وَضِيِّ

عَلَى نَفَحاتِهِ تُبْنَى الأَمانِي

كَمَا يُبْنَى القَريضُ عَلَى الرَوِيِّ

تَطَلَّعَ مِنْ سَمَاحٍ واتِّضَاحٍ

بِنُورِ البَدْرِ فِي جُودِ الحَبِيِّ

وأَمّ ذَرى الإِمامَةِ نَحْوَ مَولىً

بِمِلْءِ الأَرْضِ مَعْدلةً مَلِيِّ

تَخَيَّرَهُ حِمىً لِلْمُلْكِ لَمَّا

جَلاهُ أَجَلَّ ذَا أَنْفٍ حَمِيِّ

وَأَبْصَرَهُ علَى التَّوْفِيقِ وَقْفاً

يُقَرْطِسُ حينَ يَنْزَعُ فِي الرَّمِيِّ

وَلَمْ يُؤْثِرْهُ بالتَّأْمِيرِ لكِنْ

بِهِ مُسْتَأثِرُ الأَمْرِ العَلِيِّ

تَسَنَّنَ ما اقْتَضَتْهُ لَهُ الْمَعَالِي

بِمَنْصِبِهِ ومَنْسِبِهِ السَّنِيِّ

وَنَادَى الْحَقُّ حَيْعَلا بِشَهْمٍ

تَحَقَّقَ بِالكَمَالِ اليَحْيَوِيِّ

إلَى الفارُوقِ تَنْمِيهِ السَّجَايَا

سَمِيُّ أَبِيهِ يَا لَكَ مِنْ سَمِيِّ

وَحَسْبُكَ ما هَداهُ مِنْ الوَصَايا

عَنِ المَهْدِيِّ مِنْ آلِ الوَصِيِّ

أَغَرُّ مِنَ الخِلافَةِ فِي مَحَلٍّ

تَبَحْبَحَ فِي الإنَافَةِ والرُّقِيِّ

كَفَى التَّوحيد ما أَنْحَى فَأَضْحَى

وَحِيداً فِي المُلوكِ بِلا كَفِيِّ

وَلَمْ يَكُ مَنْ أَبُو حَفْصٍ أَبُوهُ

لِيُلْفَى غَيْرَ شَيْحَانٍ أَبِيِّ

تَأَخَّرَ مَنْ تَقَدَّمَ حِينَ أَجْرَى

مِنَ العَلْيَا إِلَى الأَمَدِ القَصِيِّ

وَأَشْرَقَتِ الليَالِي مِنْ حُلاهُ

فَلاحَتْ كَالحَلائِلِ فِي الحُلِيِّ

مُبَارَكُ مَولِدٍ مَيْمُونُ سَعْي

مُؤَيَّدُ عزْمَةٍ مَعْدُومُ سِيِّ

وَمَا طِيبُ الأَرُومَةِ مِنْهُ بِدْعاً

زَكَاةُ الفَرْعِ لِلأَصْلِ الزَّكِيِّ

تَفُوزُ قِدَاحُ مَنْ يَأْوِي إِلَيْهِ

فَسيَّان المَرِيشُ مَعَ النَّضِيِّ

أَجَدَّ بَشَاشَةَ الأَيَّامِ نُصْبٌ

لأَوْحَدَ فِي النِّصابِ الأَوْحَدِيِّ

بِكَ الليل استَنَار سَناً وَطِيباً

وَمِنْ وَرْدِ الضُّحَى وَرْسُ العَشِيِّ

نَتَائِجُ نَضْرَةٍ لِمُقَدّماتٍ

مُمَوَّهَةٍ بِمَنْظَرِهِ البَهِيِّ

تَخَالُ الأَرْضَ قَدْ مُلِئَتْ جِنَاناً

بِمَا الْتَحَفَتْ مِنَ الزَّهْرِ الجَنِيِّ

وَتَحْسَبُها إِذا يَغْزُو بِحَاراً

زَواخِرَ بِالخُيُولِ وبِالمَطِيِّ

يَضِيقُ الرَّحْبُ عَنهَا مِنْ هِضابٍ

لأَعْوَجَ أَو لأَحْدَبَ أَرْحَبِيِّ

حَياةُ الدِّينِ وَالدُّنْيَا بِكَفَّيْ

أَبِي يَحْيَى الهِزَبْرِ الهِبْرِزِيِّ

تَقَسَّمَتَا العُلا صَوْلاً وَطَوْلاً

أُعِدَّا لِلْعَدُوِّ وَلِلْوَلِيِّ

يُخافُ ويُرْتَجَى أَثْنَاءَ بَأسٍ

خُزيْمِيٍّ وبَذْلٍ خَازِمِيِّ

أَعَنْ سَدْويكِشٍ تَنْبَو ظُبَاهُ

وَمِنْ عَادَاتِها فَرْيُ الفَرِيِّ

إِذَا غَرِيَتْ وَقَدْ عَرِيَتْ بِحَيٍّ

تَجدَّفَ نَحْوَ مَصْرَعِهِ الدَّمِيِّ

عِبِدَّى غَرَّها حِلْمُ المَوالِي

فَعَرَّضتِ البِشَارَةَ للنَّعِيِّ

أَرَاغَتْ ضِلَّةً مَا عَنْهُ زَاغَتْ

وَزَأْرُ الليْثِ لَيْسَ مِنَ الصَّبِيِّ

وَعاذَتْ بِالذَّرَى تَأْوِي إِلَيْها

فَهَلْ وَجَدَتْ عَن السَّنَنِ السَّوِيِّ

وَلَمْ تَدَع التَّهَالُكَ في شَقَاهَا

لِتَهْلُكَةِ ابنِ إِسْحاقَ الشَّقِيِّ

تَحَرَّشَ بِالوَغَى دَهْراً فَدَهْراً

لِجَاحِمِها المُؤَجَّجِ فِي صُلِيِّ

وَأَحسَنُها ابتِدَاءً وانتِهاءً

كَسَاهُ الدِّرْعُ دُونَ الأَتْحَمِيِّ

ضَحُوكاً وَالحُسامُ العَضْبُ يَبْكِي

نَجِيعاً لانْقِصادِ السَّمْهَرِيِّ

وَقَدْ خَبأَتْ لهُ الأَقْدَارُ مِنْهُ

فَتىً وافَاهُ بالحَيْنِ الجَنِيِّ

فَمَا أَغْنَى ابنُ غَانِيَةٍ فَتِيلاً

وَمَا أَجْدَى ذوُوهُ بَنُو عَلِيِّ

وَأَحكَامُ الليالِي جَارِيَاتٌ

عَلَى المَنْخُوبِ قَلباً والجَرِيِّ

فَإِنْ كانَتْ لَهُ الهَيْجَاءُ شِرْباً

فَقَدْ ذادَتْهُ أَطرَافُ العَصِيِّ

وَإِنْ تَكُنِ الشَّقاوَةُ أَنْسَأَتْهُ

فَلَمْ يَكُ لِلسعَادَةِ بِالنَّسِيِّ

وَكَيْفَ رَجَا ابْنُ سَوَّاقٍ نَجَاةً

ولَيسَ لِما عَنَاهُ بِالنَّجِيِّ

إِذَا الإِقْصافُ بِالعِيدانِ أَوْدَى

فَمَا يَعْدُوهُ عَن قَصفِ الوَدِيِّ

أُحِيطَ بِهِ فَأَذْعَنَ عَن صغارٍ

يَذُمُّ عَواقِبَ المَرْعَى الوَبِيِّ

وأَلْحَفَ فِي الأَمانِ عَلَى اهْتِداءٍ

إِلَى اسْتِنقاذِ مَعْشَرِهِ الغَوِيِّ

وَهَانَ عَلَيْهِ أَنْ وَهَنَتْ قِوَاهُ

ليُمْسِكَ مِنْهُ بِالسَّبَبِ القَوِيِّ

أَفَاقَ وَكَانَ لا يَصْحُو فُوَاقاً

رُكُوناً مِنْ هَواهُ إِلَى الرَبِيِّ

وَخَوَّلَهُ الرِّضَى ما لَمْ يَخَلْهُ

وَكَمْ نَطِفٍ لهُ فَلَجُ البَرِيِّ

وَلَوْلا الصَّفْحُ أَسْقَتْهُ المَنَايَا

صِفَاحُ الهِنْدِ في يَوْمٍ قَسِيِّ

إِذا حَفَّ الحِمامُ بِمُستَمِيتٍ

فَلا يَيْأَسْ مِنَ اللطْفِ الخَفِيِّ

أَلا للَّهِ أَوَّاه مُطِيعٌ

يُدَوِّخُ كُلَّ جَبَّارٍ عَصِيِّ

تَسَامَى فِي مَراقِي الفَضْلِ حَتَّى

أَبَرَّ حُلىً مِنَ البَرِّ التَقِيِّ

وَأَقْسَمَ لا يُرَى إِلا مُكِبَّا

عَلَى الإِحْسَانِ لِلرَّجُلِ المُسِيِّ

وَمَا عَدِمَ اكْتِهَالاً واكْتِمَالاً

حِجَاهُ وهْوَ في حِجَجِ الصَّبِيِّ

رَبِيءُ الحَرْبِ أَوْسَعَها غَناءً

فأَغْنَتْهُ الخِزَامَةُ عَنْ رَبِيِّ

يَبينُ عَلَيْهِ مَيْلٌ لِلْعَوالِي

إِذَا لَحِظتهُ مِنْ طَرْفٍ خَفِيِّ

وَيَسْتَدْعِي مُغَازَلَة المَوَاضِي

مُقنَّأةً كأَعْطافِ القِسِيِّ

وَلا يَدَعُ اقْتِنَاءَ العِلْمِ وَقْتاً

فَهَا هُوَ مِنهُ فِي شِبَعٍ وَرِيِّ

سَما لِلمَجْدِ فِي كَدْحٍ وَقَدْحٍ

بِزَنْدٍ مِنْ قَرِيحَتِهِ وَرِيِّ

وَأَحْرَزَ فِي المَعَالِي وَالمَعَانِي

وِرَاثَتَها عَنِ السَّلَفِ الرَّضِيِّ

تَسَلَّمَها بِحَقٍّ أَلْمَعِيّاً

نِقَاباً عَنْ نِقابٍ أَلْمَعِيِّ

يُشَرِّفُ ما تُصَرِّفُ راحَتاهُ

فَلِلْقَلَمِ افْتِخَارُ المَشْرَفِيِّ

ولايَتُهُ لَنا غَوثٌ وَغَيثٌ

عَلَى الوَسمِيِّ سامٍ والوَلِيِّ

وَمَثْواهُ بِدَارِ المُلْكِ فَوْزٌ

بِصَفْوِ العَيْشِ وَالبالِ الرَّخِيِّ

فَرِدْ بَحْرَ النَّدَى عَذْباً فُرَاتاً

وَطَالِعْ ناهِداً بَدْرَ النَّدِيِّ

وَفَيْتُ بِما استَطَعْتُ مِن امْتِدَاحٍ

فَهَلْ لِلْحُرِّ مَعْذِرَةُ الوَفِيِّ

وَأَرْجُو أَنْ يُسَوِّغَنِي قَبُولاً

بِهِ أُهْدِي المَدِيحَةَ كالهَدِيِّ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ولي العهد أم عهد الولي

قصيدة ولي العهد أم عهد الولي لـ ابن الأبار وعدد أبياتها واحد و سبعون.

عن ابن الأبار

محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي البلنسي أبو عبد الله. من أعيان المؤرخين أديب من أهل بلنسية بالأندلس ومولده بها، رحل عنها لما احتلها الإفرنج، واستقر بتونس. فقربه صاحب تونس السلطان أبو زكريا، وولاه كتابة (علامته) في صدور الرسائل مدة ثم صرفه عنها، وأعاده. ومات أبو زكريا وخلفه ابنه المستنصر فرفع هذا مكانته، ثم علم المستنصر أن ابن الأبار كان يزري عليه في مجالسه، وعزيت إليه أبيات في هجائه. فأمر به فقتل قصعاً بالرماح في تونس. وله شعر رقيق. من كتبه (التكملة لكتاب الصلة -ط) في تراجم علماء الأندلس، و (المعجم -ط) في التراجم، و (الحلة السيراء - ط) في تاريخ آراء المغرب وغيرها الكثير.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي