ولي ولد عمره تسعة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ولي ولد عمره تسعة لـ أحمد تقي الدين

اقتباس من قصيدة ولي ولد عمره تسعة لـ أحمد تقي الدين

ولي ولدُ عمرُه تِسعةٌ

ويا حبَّذا التسعةُ الأَشهرُ

شبيهُ الازاهر لكنّه

أغضُّ من الزّهر بل أَطهرُ

شبيهُ الكواكب لكنّه

أَتمُّ من البدر بل أنور

لقد غاب عن ناظري أشهراً

حسبتُ الشهور هي الأَدهرُ

وفي البال يخطُرُ تذكارُه

وكيف بباليَ لا يخطُر

وأذكرُه قائماً قاعداَ

وكل أَبٍ لابنه يَذكُر

وها أَنا قد أُبتُ من غيبتي

وآنسني وجهُه المُقمرُ

فقبلتُه ونسيتُ الحساب

وهل يُحسبُ الشوق أو يُحصر

فحدّق فيّ وحدّقت فيه

ومثلي إلى مثله يَنظُر

وطار إليّ بدون جَناحٍ

يريد الكلام ولا يَقدِر

فخفَّتْ له النفسُ تحتاطُه

كطيرٍ لأَفراخها تَغمُر

ففي ناظريَّ الهّنا ظاهر

وفي ناظريه الهَنا يَظهَر

فشوق الفريد إليّ كثيرٌ

ولكنَّ شوقي هو الأكثرُ

وأولادُنا مثلُ أَكبادنا

فكيف على بُعدهم نَصبِر

فيا حُسنَه ولداً لاعباً

ويا بَهجتي والداً أُبصرُ

يزقزق كالفرخ في عِشّه

ويَدرُجُ كالفرخ بل أقدر

فاحملُه فَرحاً لاعباً

وقلبي حَواليه يَستبشر

فينفتُّر عن سنّه ضاحكاً

وجانِبَها أُختها تنظر

فيا سنَّه اكبري لؤلؤاً

يحفُّ عقيق به أحمر

ويا ريقَه أعطني نهلةً

فإنكَ في ثغره الكَوثر

ويا خدَّه أعطني وردةً

فأَنتَ شقيق لها أكبر

ويا عينَه ارحمي مُهجتي

فأَنتِ هو السحر بل أسحر

نصبتِ الجفونَ عَمودَ الهوى

وأسلاكُه الهُدْبُ والمِحجر

وفي القلب مستودَعُ الكهرباء

ومنه مَجاري الهوى تَصدر

أُحييهِ من ولدِ نائم

بمهدٍ هو المسك والعنبرُ

تحوم الملائكُ حول السرير

تهزّ السرير ولا يَشعُر

وعين الإله له حارس

وعين الحنوّ له تَخفُر

ومن حوله والد ناظر

ومن حوله أُمُّه تنظر

فيا عينَ طفل تنام الدّجى

ويا عين والدة تسهر

سَلِ النجم عن سهر الأُمهات

فإن النّجوم به أخبر

فسقياً لثديٍ يُغذّي الرّضيعَ

لوقت الفِطام ولا يَضجَر

فكن لي يا ولدي طائعاً

ففي طاعتي الظَّفَرُ الأَكبرُ

فإني أُربّيكَ حتى تَشُبَّ

عن الطّوق إن الفتى يكبر

أُعلّمكَ العلم لا للتفاخر

بل للكنوز التي تَظهر

أُعلّمك النّظمَ لا للمديح

فأكثرُه كَذِبٌ مُسفِر

ولكن لإظهار صِدق الشعور

ولا خير في المرء لا يَشعر

أُعلّمك الدّينَ لا للخُرافة

بل للكمال الذي يُضمِر

أُعلّمك الدّينَ لا للتعصّب

بل للسلام الذي ينشُر

أُعلّمك الدين لا للتظاهر

بل للصلاح الذي يَستُر

فيا ولدي عش لنا زهرةً

وحبلُ حياتِك لا يقصُرُ

فإن البنينَ ثمارُ القلوبِ

ولا خيرَ في الغُصنِ لا يُثمِرُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ولي ولد عمره تسعة

قصيدة ولي ولد عمره تسعة لـ أحمد تقي الدين وعدد أبياتها واحد و أربعون.

عن أحمد تقي الدين

أحمد تقي الدين. شاعر، ولد في بعقلين، ودرس في المدرسة الداوودية ثم مدرسة الحكمة. ثم درس الشريعة على كبار العلماء ثم أصبح من محجاته في لبنان. زاول المحاماة، ثم عين قاضياً وشغل مناصب القضاء في عدة محاكم منها، بعبدا وعاليه، وبعقلين وكسروان وبيروت والمتن. وقد كان مرجعاً لطائفته الدرزية في قضاياها المذهبية وقد كان شاعراً عبقرياً حكيماً، يعالج علل الأمة، بفكر ثابت ورأي سديد ومدارك واسعة. له (ديوان شعر - ط) .[١]

تعريف أحمد تقي الدين في ويكيبيديا

أحمد عبد الغفار تقي الدين (1888 - 29 مارس 1935) شاعر وقاضي لبناني. ولد في بعقلين، ودرس في المدرسة الداودية في عبيه ثم مدرسة الحكمة في بيروت. درس الشريعة على كبار العلماء ثم عُيِّن قاضيا سنة 1915، وشغل منصب القضاء في محاكم عدة وظل بسلك القضاء حتى آخر حياته. وكان مرجعاً في القضايا المذهبية لطائفة الدرزية. وصف بشاعراً «عبقرياً حكيماً، يعالج علل الأمة، بفكر ثابت ورأي سديد ومدارك واسعة». مُنح وسام الاستحقاق اللبناني بعد رحيله، ورفع رسمه في دار الكتب الوطنية (1974) إحياء لذكراه، ورصد ريع ديوانه لإنشاء نادٍ باسمه في مسقط رأسه.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد تقي الدين - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي