وما روض آس ذي غصون موائس

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة وما روض آس ذي غصون موائس لـ محمد شهاب الدين

اقتباس من قصيدة وما روض آس ذي غصون موائس لـ محمد شهاب الدين

وما روض آس ذي غصون موائس

كسته يد الأنداء خضر الملابس

وباتت سواري المزن من در طلها

تحلى طلى قضبانه بنفائس

وأصبح ثغر الزهر يضحك من بكا

عيون الغوادي المعصرات العوابس

ووالت به ورق الحمائم نوحها

لوحشة ألف بات غير مؤانس

وصاحت شحارير الطيور كأنها

رهابنة صلت بسود البرانس

وراح غدير الماء يجري مسلسلاً

ويشكو على الإطلاق ضيق المجالس

يمر به روح النسيم وينثني

فيروي شذا أنفاسه للمعاطس

وقد باكر الندمان دوح أراكه

جراح حكت في الكاس جذوة قابس

معتقة بكر عجوز بدنها

مخدرة في الحان عذراء عانس

يطوف بها ساق إذا ماس وانثنى

تقول غصون الروض هذا مجانسي

وإن قام يستجلي الكؤوس حسبتها

شموسا بها تسعى بدور الحنادس

لمى فيه فيه كم نفوس تنافست

وقد قل أن تلقى سوى متنافس

وغناهم شاد أغن إذا انتضى

ظبا الحظ أزرى بالظبا الكوانس

رطيب قوام أهيف القد لم تدع

ليانة عطفيه قياساً لقائس

فإن قسته بالبان فالفرق ظاهر

وإن بالعوالي فهو ليس ببائس

إذا صاح بالألحان يشدو فمعبد

وإن طارح الندمان فابن مكانس

ولو حضر الواشي لحاضره بما

يبين عن الجزار وابن قلاقس

وقد آن إبان الربيع وشابهت

أزاهره في الروض وشى الأطالس

وكلل تيجان الربا بلآلئ

من القطر يجلوها جلاء العرائس

وحياهم الساقي بورد ونرجس

وبالخد حيي والعيون النواعس

فطابوا نفوساً واطمأنوا خواطراً

وقد أمنوا تكدير صفو المجالس

بأطيب يوماً من ثناء يديره

لساني امتداحاً في مدير المدارس

ألا وهو في الغايات أدهم عصره

مجلى رهان السبق بين الفوارس

أمير مشير سيد ذو سياسة

سنى ركاب دونه كل سائس

همام له فوق السماكين همة

لديها طريق المرتقى غير طامس

كريم إذا وافاه راجي مكارم

يعود وقد نال المنى غير يائس

هو الغيث إن سحت سحائب جوده

هو الليث إن رام اقتناص الفرائس

هو البدر إلا أنه في كماله

تنزه عن نقص وشين خسائس

هو الروض قد طابت شذا نفحاته

ودلت على طيب الجنى والمغارس

هو الشهم هندوس الأمور أخو العلى

وليس الجري المقدام كالمتقاعس

هو اللوذعي الألمعي فراسة

يلوح سناها في ظلام الهواجس

هو الهندس النقريس ذو الهم والحجا

هو العالم النحرير أوفق نابس

أدار دروسا فى المدارس رسمها

به عاد من بعد العفا غير دارس

فأكرم به من عارف ذي إدراة

خبير بأنواع الفنون ممارس

فإن يلبسوا بالباطل الحق ما زهوا

ولم يجد شيأ عنده لبس لابس

وإن شبهة قد شابت الأمر ردها

وأوضحها لو دسها ذود سائس

له اللَه ما أذكاه من متفرس

وعوذه من شر كل وساوس

محاسن وافتها الحظوظ بطالع

مساعده ما إن لها من مناحس

إغاثة ملهوف وتنويل آمل

وفرحة محزون ونعمة بائس

وكم مكرمات حازها وهو مفرد

وهل بلغ المرؤوس مبلغ رائس

فحج بنا يا صاح كعبة مجده

ولد بمقام جل عن لمس لامس

هو المقصد الأسنى بماش وراكب

على ظهر مطواع العنان وشامس

وحيث دخلت الحي فاعلم بأنما

وردت على بحر عظيم القوامس

وبادر إلى الشكوى وقل إن صاحبي

محا رسمه عصف الرياح الروامس

وقد ضاقت الدنيا عليه وأظلمت

وكان شهاباً في الدياجي الدوامس

فوسع عليه بالذي أنت أهله

وخلصه من أشراك ضيق المنافس

عساه بصرف الصرف أن يصرف الأسى

كصرف محق ترهات البسابس

وهاك عقوداً من حلاك كأنها

جواهر تيجان الملوك بفارس

فبلغه غايات المنى بقبولها

وأتمم له الإحسان رغماً لواكس

شرح ومعاني كلمات قصيدة وما روض آس ذي غصون موائس

قصيدة وما روض آس ذي غصون موائس لـ محمد شهاب الدين وعدد أبياتها تسعة و أربعون.

عن محمد شهاب الدين

محمد بن إسماعيل بن عمر المكي، ثم المصري المعروف بشهاب الدين. أديب؛ من الكتاب، له شعر، ولد بمكة، وانتقل إلى مصر، فنشأ بالقاهرة، وأولع بالأغاني وألحانها. وساعد في تحرير جريدة (الوقائع المصرية) وتولى تصحيح ما يطبع من الكتب في مطبعة بولاق. واتصل بعباس الأول (الخديوي) فلازمه في إقامته وسفره. ثم انقطع للدرس والتأليف، وتوفي بالقاهرة صنف (سفينة الملك ونفيسة الفلك-ط) في الموسيقى والأغاني العربية، ورسالة في (التوحيد) وجمع (ديوان شعر-ط) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي