ومجلس باكرته بكورا
أبيات قصيدة ومجلس باكرته بكورا لـ ديوان إسحاق الموصلي

ومجلسٍ باكرتُهُ بُكورا
والطيرُ ما فارقَتِ الوكورا
والصبحُ لم يستَنطِقِ العُصفورا
على غديرٍ لم يكن عثوُرا
لم ترَ عينِي مثلَهُ غَدِيرا
يجري حبابُ مائِهِ مسجُورا
على حصىً تحسَبُهُ كافورا
تسمعُ للماءِ بهِ خريرا
ينسِجُ أعلى مَتنِهِ سُطورا
نسيمُ ريحٍ قد وَنَت فتورا
حتى تخالَ متنَهُ حصيرا
والشَّربُ قد حفُّو به حُضورا
وامروا الساقيَ أن يُديرا
كأسهُم الأصغرَ والكبيرا
واعمَلوا البُمَّ والزِّيرا
وجاوبت عيدانهُم زَميرا
وقرَّبوا المُغَنَّيَ النَّحريرا
مُقدَّماً في حِذقِه مشهُورا
فَهُم يطيرونَ بهِ سُرورا
ولا تَرى في شُربهم تَقصيرا
ولا لصفوِ عيشهم تكديرا
ولا لخُلقٍ منهُمُ نَظيرا
إلا رُحيَلاً منهم سكِّيرا
معربِداً موضِّحاً شِرِّيرا
مُدَّعِياً للعلمِ مُستعيرا
يرومُ سَعياً كاذباً مغرورا
وأن يكونَ عالماً بَصيرا
مُفَضَّلاً بعلمِهِ مذكورا
غَمَزتُهُ ولم يكن صَبورا
فعاذَ منِّي هارباً مَذعُورا
بمعشرٍ تحسَبهُم حميرا
أشد منهم حُمقا كثيرا
لا ينطِقون الدهرَ إلا زُورا
حتى إذا كَسّرته تكسيرا
كالليثِ لما ضَغمَ الخنزيرا
وَلّى انهِزاماً خاسِئاً مدحُورا
معتَرِفاً بذُلِّه مقهورا
وكنتُ قِدماَ ضيغَماً هصُورا
معتَلياً لِقرنهِ عَقُورا
وما أخافُ الزمنَ العَثُورا
إذ كنتُ بالواثقِ مُستَجيرا
قد عزَّ من كانَ له نَصِيرا
إمامُ عَدلٍ دَبَّر الأمورا
بِرأيهِ ولم يُرِد مُشِيرا
ترى من الحقِّ عليه نُورا
تَقَبَّلَ المهديِّ والمنصورا
وجدَّهُ الأدنَى تُقىً وخِيراً
وَرَّثهُ المعتصمُ التدبيرا
فأصبح الملكُ به منيرا
وأصبح العدلُ به منشُورا
قد أمِنَ الناسُ به المحظورا
إذا علا المنبرَ والسريرا
رأيت بدراً طالعاً مُنيرا
بَحراَ ترى الغَنِيَّ والفقيرا
يرجُون منه نائلاً غزيرا
والله لازلتُ له شكورا
لا جاحدَ النُّعمى ولا كَفُورا
وكنتُ بالشُّكرِ لهُ جَديرا
شرح ومعاني كلمات قصيدة ومجلس باكرته بكورا
قصيدة ومجلس باكرته بكورا لـ ديوان إسحاق الموصلي وعدد أبياتها تسعة و عشرون.