ومولعة باتلافي وهلكي
أبيات قصيدة ومولعة باتلافي وهلكي لـ عبد الباقي العمري

ومولعة باتلافي وهلكي
تحاول بارتكاب الوزر هتكي
شكوت لها وحق لي التشكي
إليك عن يا نفسي إليك
فما لك ما يقابل ما عليك
من الأيام كم سودت صحفا
تعذر أن يفيها النقل وصفا
تخذت أوامر الأسواء الفا
فهل أمَّارة بالسوء يلفى
لديها بعض ما يلفى لديك
وثقت وهل أخو ثقة يعوَّل
عليك وظهره بالوزر حمل
وإنك لا بلغت مني مؤمَّل
بتهلكة لقد ألقيت مني ال
ذي ألقيت آه من يديك
وحرِّ تأسفي وأوار حزني
تعذر أن يبوح بماء عيني
وقولي ألف آه ليس يغني
فما أدري أقولي آه مني
يبرَّد غلتي أم آه منك
ثكلتك إن لهوك غير مجد
وليس بمرشد لسبيل رشد
وإنك تعلمين بغير عود
مضى عصر الصبا كزمان ورد
ولم يبق عدمتك غير شوك
غرست معاصيا فجنيت إنما
به استوجبت تأنيبا ولوما
لقد أمضيت بالأسواء ختما
الم يان لك الاقلاع عما
يصك بسوء ما أجرمت صكي
كثير العمر فات إلى سبيل
وما أبقاه آذن في رحيل
وإذ لم يبق منه سوى قليل
تعالي ويك نكثر من عليل
وتعديد على ما فات ويك
ولي حوباء منها نلت حوبا
كبيرا للجرائم صار كوبا
ألم ترني صباحا أو غروبا
أعدِّد كل آونة ذنوبا
عليها كلما عدَّدت أبكي
أسرَّ مآثمي ما بين صحبي
ويعلم ما يسر القلب ربي
وأظهر ما أكتم فيه عيبي
ويستر بالرياء نفاق قلبي
لساني يا لستر فيه هتكي
تضاعف باحتمال الوزر ضعفي
وفي كيل المآثم لي توفي
أأملك راحتي عنها بكفي
ولي نفس تعرضِّني لحتفي
وتعرضني على تبعات هلكي
تحذرني مشافهة بلاها
ويعطفني الغرور إلى هواها
بأيدي البطش فض الله فاها
سفاها كم تناشدني شفاها
حذار حذار من بطشي وفتكي
شكوت لربها ما صح عنها
ولا تنفك تأمرني وانهي
ويعلم من إليه الأمر منهى
أنا ما عشت أشكو الضيم منها
فلا عاشت ومني الضيم تشكي
تلاقيني بوجه من سرور
وألقاها بنوع من حبور
كلانا دائبين إلى غرور
فإن قابلتها يوما بزور
تقابلني مغالطة بافك
يدي ما قد جنته عليَّ يكفي
بخسراني ونطق فمي بزيفي
فها أنا رهن كل خسف
فلا عما يشين أكف كفي
ولا فيما يزين أفك فكي
ولكني أقول على التوالي
وعلم الله يغني عن سؤالي
أأخشى من وقوعي في ضلالي
وإني والعليم بكنه حالي
ومن عن دركه قد كلَّ دركي
ومن عنه تضاءل كة فكر
ومنه ما أحاط ببعض خبر
ومن وحدته بخلوص سرَّ
لئن دلست كفرانا بشكر
فما دنست أيمانا بشرك
بآل محمد سرا وجهرا
وثقت فلم أخف في الحشر وزرا
ولم أحذر لصرف الدهر مكرا
ومن يك حب أهل البيت ذخرا
له ينجو غدا من غير شك
سفير ولائهم في يوم حشر
نجاة للغريق ببحر وزر
فهل أخشى عواقب كل أمر
وهم للمختشى غرقا ببحر
تلاطم بالذنوب عظيم فلك
وهم حرم لمن يأوى إليه
ومستند لمن يلفى لديه
أتوقعه ضلالته بتيه
وهم فرج لمن سدت عليه
منافذ أوقعته بكل ضنك
وهم سبب الوصول إلى مقام
به لمقصر أي التزام
وهم لعديم حام مستضام
نصال مناضل ونبال رام
وقضب مضارب وسيوف بتك
أئمة حكمة وملوك عدل
أروعة مفخر ونجار فضل
بحور مكارم وسيول نيل
ليوث ملاحم وغيوث محل
وحزب ملائك وولاة ملك
سلالة نور حق مستبين
وعترة أنزع شثن بطين
فهم من غير شك عن يقين
فروع بنوة وأصول دين
وفتية طاعة ورجال نسك
فراقد سودد ومنار رشد
رواعد بارق وبروق رعد
سماء عوارف وبروج مجد
شموس معارف وبدور سعد
وأنجم رفعة من ذات حبك
لهم في الحرب مشرقة كشمس
مواقع لا نحددها بحدس
ومنها في القليب بغير لبس
ببدر قد أعادوا عبد الشمس
كشمس العصر جانحة لدلك
وهم سحب الندى رجاء
بسلم والضياغم في لقاء
فكم كشفوا لحق من غطاء
وكم في الحرب صانوا من دماء
أعدتها بنو حرب لسفك
ثلاثا طلقوا دنيا لقوها
تليق لآل صخر فارتضوها
نأوا عنها أولئك إذ أتوها
وقد تركوا لهم دنيا رأوها
بهم أحرى فساموها لترك
أليس بحبهم ينجو المقصر
أجل ولذنبه الرحمن يغفر
وصح تواترا والذكر مخبر
سواهم أهل بيت لم يطهر
من الرجس الاله ولم يزك
أتعجب إن بكيت لضحك قوم
أبت الا قتال أباة ضيم
بأجفان جفاها طيب نوم
سأبكيهم إلى ميقات يوم
يزيد على يزيد فيه ضحكي
فلست بمدرك في الحشر أمنا
ولا متوطن الفردوس مغنى
إذا لم أخزه في كل معنى
وألعنه ليوم الدين لعنا
يشارك روحه بأشرِّ شبك
أفرق أدمعي وترا وشفعا
على آل البتول الطهر جمعا
لمشهدهم متى شاهدت ربعا
أصعد زفرتي فتصوب دمعا
يخلص باتقاد الوجد سبكي
وأسعر لاعج الاشجان وقدا
بلى ولرزئهم أزداد وجدا
من بند السلو أحلَّ عقدا
وأنثر من عقيق الدمع عقدا
فانظم نعتهم منه بسلك
يروق لناظر منه انتظام
يروق لسامع منه انسجام
ومثل الودق ينثره غمام
عليهم من مواليهم سلام
مع الصلوات يحبك أي حبك
ولم تبرج ولا برحت لديهم
بحرمة جدهم وبوالديهم
تحية ربهم تهدي اليهم
مدى الأيام ما ناحت عليهم
مطوقة على عذبات أيك
وما نثرت فرائد من رثائي
وما نظمت قلائد من ولائي
وما ساحت سوافح من بكائي
وما فاحت نوافج من ثنائي
على حضرتهم بختام مسك
شرح ومعاني كلمات قصيدة ومولعة باتلافي وهلكي
قصيدة ومولعة باتلافي وهلكي لـ عبد الباقي العمري وعدد أبياتها مائة و اثنان.
عن عبد الباقي العمري
عبد الباقي بن سليمان بن أحمد العمري الفاروقي الموصلي. شاعر، مؤرخ. ولد بالموصل، وولي فيها ثم ببغداد أعمالاً حكومية، وتوفي ببغداد. وفيه: أنه كان يلقب بالفوري، لإنشاده الشعر على الفور. والروض الأزهر وفيه: أنه أرخ عام وفاته بنفسه وكتبه بخطه، فقال: (بلسان يوحد الله أرخ ذاق كأس المنون عبد الباقي) . له (الترياق الفاروقي-ط) وهو ديوان شعر، و (نزهة الدهر في تراجم فضلاء العصر) ، و (نزهة الدنيا-خ) ترجم فيه بعض رجال الموصل من معاصريه، و (الباقيات الصالحات) قصائد في مدح أهل البيت، و (أهلة الأفكار في مغاني الابتكار) من شعره.[١]
تعريف عبد الباقي العمري في ويكيبيديا
عبد الباقي افندي بن سليمان بن أحمد العمري الفاروقي الموصلي يمتد نسبه إلى عاصم ابن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث انه من ابرز ما انجبت الاسرة العمرية الشهيرة في العراق ومن أشهر رجالات هذه الاسرة في مجالي السياسة والأدب. ولد في الموصل عام 1203هـ/ 1788م، وولي فيها ثم ولي بغداد أعمالاً حكومية رفيعة في الدولة العثمانية منها منصب كتخدا بغداد والموصل و (منصب كتخدا يعني منصب نائب الوالي)، وحينما شغل العمري وظيفة الكتخدائية أختار من اعيان الموصل وفداً رأسه بنفسه ووفد به على داود باشا والي بغداد يلتمسه في تولية يحيى باشا، وكان داود باشا والي بغداد معروفا بالأبهة والكبرياء مايملأ مراجعيه وزائريه هيبة وخوفاً، حتى في يوم الجمعة وهو يوم جلوسه لاستقبال الضيوف وأكثر من ذلك فقد نقل عن مدى تأثير جبروته وغلظته على زائريه أنهم لم يجرؤوا على تناول القهوة التي تقدم في مجلسه. وعلى وضعية هذا الوالي المليئة بالمهابة. دخل عليه الوفد الموصلي برئاسة الشاعر العمري وجلس بجانب الوالي وتناول قهوته التي قدمت له من دون أن تؤثر هيبة الوالي عليه. وبعد أن استفسر الوالي حاجته. اجابه بالبيتين التاليين: يامليك البلاد منيتي حاشاك..... مثلي يعود منك كسيرا أنت هارون وقته ورجائي..... أن أرى في حماك يحيى وزيرا فاعجب الوالي بموقفه ولباقته وجمال توريته فأصدر أمره برفع الطلب إلى السلطان العثماني للموافقة عليه، ولما تميز به الشاعر عبد الباقي من ذكاء ومهارة سياسية وإدارية فضلا عن مهارته الأدبية التي اهلته لتقلد، ومنذ فترة مبكرة من سني حياته منصب كتخدا ولاية الموصل في عهد الوالي يحيى باشا الجليلي وله في الوزير يحيى باشا الجليلي ديوان من الشعر وهو الديوان المسمى نزهة الدنيا في محامد الوزير يحيى. وعبد الباقي العمري هو ابن عم قاسم باشا العمري الذي قاد أول ثورة شعبية ضد الدولة العثمانية في العراق انتهت بمصرع الوالي المعين من قبلها في الموصل وتنصيبه واليا على الموصل، ومن ثم قيادته للحملة العسكرية الموجهة لاسقاط داود باشا والي بغداد وانهاء حكم المماليك في العراق، حيث رافق عبد الباقي العمري ابن عمه قاسم باشا في هذه الحملة وتولى قيادتها بعد مقتله ولحين وصول الجيش الذي يقوده علي رضا باشا اللاز والي حلب، حيث قتل قاسم باشا بعد دخوله بغداد وتنصيبه واليا عليها بفترة قصيرة. وعبد الباقي العمري هو شقيق محمود منيب الذي تولى تربية وتوجيه الملا عثمان الموصلي بعد ان كف بصره وفقد والديه وهو طفل صغير. وعبد الباقي العمري هو عم أحمد عزت باشا العمري الفاروقي رئيس تحرير جريدة الزوراء وهي أول صحيفة عراقية صدرت في عهد الوالي مدحت باشا، والذي شغل منصب متصرف في شهرزور، ثم متصرفا في الأحساء ثم متصرفا في تعز في اليمن. ثم عاد ليقيم في الاستانة مشتغلا بالعلم والأدب ونظم الشعر والتأليف، ومن مؤلفاته كتاب الطراز الانفس في شعر الاخرس. والشاعر عبد الباقي العمري هو أيضا عم والد سامي باشا العمري الفاروقي ابن علي الرضا، عضو مجلس الأعيان العثماني، والملحق العسكري العثماني في برلين، وقائد الحملة العثمانية (الحملة الحورانية) على جبل الدروز في سوريا، وقائد الحملة العثمانية على الكرك في الأردن، ووالي المدينة المنورة لاربع سنوات (1320هـ - 1324هـ)، وقائد الحملة العثمانية التي جهزتها الدولة العثمانية لمحاربة ابن سعود. وعبد الباقي العمري هو جد رشيد العمري متصرف لواء الرمادي في اواخر عهد الدولة العثمانية، وعبد الباقي العمري هو والد جد ناظم العمري صاحب الندوة العمرية في الموصل وعضو اللجنة التنفيذية للدفاع عن عروبة الموصل ضد محاولات ضمها إلى تركيا عام 1925 (وهي لجنة منتخبة من قبل اهالي ووجهاء الموصل كلفت بالدفاع عن عروبة الموصل وعراقيتها). ومن انجازات عبد الباقي العمري قيادة الحملة العسكرية التي جهزتها الدولة العثمانية للقضاء على الفتنة التي شبت بين قبيلتي الزكرت والشمرت في النجف حيث قضى على الفتنة دون أن يريق قطرة واحدة من الدماء ونال بذلك ثناء القبيلتين المتحاربتين ويعد الشاعر عبد الباقي العمري من ابرز الشعراء في مدح آل البيت رضوان الله عليهم حيث اجاد في مدحهم بشعر كثير شغل معظم ديوانه الشهير (الترياق الفاروقي) إضافة إلى ديوانه الباقيات الصالحات، ومن ابرز قصائده في هذا المجال قصيدته الشهيرة في مدح الخليفة الراشد علي بن أبي طالب والتي مطلعها: أنت العلي الذي فوق العُلا رُفِعا _ ببطن مكة وسط البيت إذ وُضعا_ سمتك امُك بنت الليث حيدرةً _ اكرم بلبوة ليثٍ انجبت سبُعا_ وأنت حيدرة الغاب الذي اسد البرج _ السماويِ عنه خاسئاً رجعا_ وأنت باب تعالى شأنُ حارسه _ بغير راحة روح القدس ما قُرعا وللعمري قصائد غزل عذبة تمور بالرقة والشاعرية، إضافة إلى كتابته أكثر من موشح غني بالصور والظلال وفرح الألوان في الطبيعة المتألقة المتفتحة، وهي موشحات تحتفي بالحياة وتمجد الجمال. وكان له مجلس في بغداد يحضره مع الشيخ أبو الثناء محمود الآلوسي مفتي بغداد، والشاعر عبد الغفار الأخرس، وله مخاطبات ادبية وشعرية رقيقة مع ادباء وشعراء النجف الاشرف، وهو أول من أطلق لقب (الملائكة)، على عائلة الشاعرة الكبيرة نازك الملائكة، ولقد دون شعر عبد الباقي العمري في ديوانه المعروف ب (الترياق الفاروقي) والذي طبع طبعتين في مصر وطبع طبعة أخرى على مطابع النعمان في النجف الاشرف، ولقد ترجم له الدكتور محمد مهدي البصير في كتابه نهضة العراق الأدبية بطبعتيه الأولى والثانية ترجمة وافية إضافة إلى تراجم أخرى كثيرة لكتاب اخرين. وكان يلقب بالفوري، لإنشاده الشعر على الفور. ويقول صاحب الروض الأزهر «أنه أرخ عام وفاته بنفسه وكتبه بخطه، فقال:[بلسان يوحد الله أرخ ذاق كأس المنون عبد الباقي]». خلف عبد الباقي العمري ثلاثة من الأبناء الذكور هم كل من (سليمان فهيم) و (حسين حسني) و (محمد وجيهي)، هاجر اثنان منهم إلى مصر وهم كل من حسين حسني ومحمد وجيهي وشغلا هناك مناصب مهمة في مصر الخديوية منها متصرفية حلوان وانقطعت ذريتهم هناك، وكان آخر من تبقى من ذريتهم هناك السفير محمد طاهر العمري سفير مصر في الفاتيكان في خمسينيات القرن الماضي، اما سليمان فهيم فقد بقي في العراق وتقطن ذريته حاليا في مدينة الموصل ويعدون من ابرز اعيانها ويمتهن معظمهم زراعة الأراضي الزراعية التي يمتلكونها هناك. ومن عائلته (ياسين ابن خير الله العمري) المتوفى بعد سنة 1235هـ/ 1818م، وهو أحد المؤلفين المشهورين في الموصل. حيث قام الدكتور بدري محمد فهد بتحقيق كتابه (منهج الثقات في تراجم القضاة) وطبع في دار الغرب الإسلامي عام 2010.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ عبد الباقي العمري - ويكيبيديا