ونى في التصابي بعدما كان شمرا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ونى في التصابي بعدما كان شمرا لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة ونى في التصابي بعدما كان شمرا لـ السري الرفاء

وَنَى في التَّصابي بعدَما كان شمَّرا

وقَصَّرَ في شأوِ الزَّمانِ فأقصرَا

وشابَ بلونِ الصُّبحِ ليلُ شَبابِه

فأصبحَ شتَّى الحُلَّتَيْنِ مُشَهَّرا

ولا عادَ رَدُّ المُستَعارِ مُسلَّماً

وَقُدَّمَ رَيعانُ الصَّبا وتأخَّرا

فلم يبقَ إلاّ الرَّاحُ بينَ كُؤوسِها

مُذاكَرَةٌ كالرَّوْضِ جِيدَ فأَزهَرا

أحاديثُ لو يجتازُها نَفَسُ الصَّبا

تأَرَّجَ من أنفاسِها وتعطَّرا

وساقيةٌ تَشدو فتُحسِنُ شَدوَها

وتَبسِمُ أحياناً فتَحسُنُ مَنظَرا

هجرتُ النُّدامى إذ بلوْتْ خِلالَهم

ونادَمْتُ كِسرى في الزُّجاجِ وقَيصرَا

أُعرِّيهما طَوراً وطَوراً أراهُما

يَجُرَّانِ مصقولَ البنائقِ أحمرا

فلو لم يكونا جَوْهَرَيْنِ كِلاهُما

نَفيسَينِ ما حَلاَّ من الكاسِ جَوهرا

وهيَّجَ من وَجدي حنينُ ابنِ قينةٍ

إذا استَنطَقَتْه بالأناملِ زمجرَا

خَفيفٍ إذا لا قاكَ في ذَهَبيَّةٍ

مزَّنرةٍ أرضاكَ مَرْأىً ومَخبَرا

بَراهُ صِناعُ القَلبِ والكَفِّ كلما

تَعذَّرَ مَعناه البديعُ تفكَّرا

وضَمَّتْهُ رَيَّا المِرْطِ ينفُضُ جِسمُها

على جِسْمِه مِسْكاً ذكيّاً وعَنبرا

فساقَ قلوبَ الشَّرْبِ إذ حنَّ غُلَّبا

وراقَ عيونَ البيضِ حينَ توقَّرا

سأبَعثُ حَمْدي غازياً وَفْرَ سيِّدٍ

إذا ما غزاه الحمدُ عاد مظفَّرا

كأنَّ ثَنَائي غِبَّ جَدواه مَرتَعٌ

تبسَّمَ غِبَّ السَّارياتِ ونَوَّرا

قديمٌ على الأيَّامِ إنْ عُدَّ مَعْشَرٌ

حديثُ المعالي عند عادٍ وحِمْيرَا

تسهَّلَ لي في أحمدَ الشِّعرُ طائعاً

ولو رُمْتُه في غيرِه لتعذَّرا

أطلْتُ وما اتسغرقتُ وصفَ خِلالِه

فرحتُ مُطيلاً في الثَّناءِ مُقَصِّرا

أأحمدُ إني بينَ قومً تبرَّؤُوا

من العُرْفِ حتَّى قد حَسِبناهُ مُنكَرا

إذا نزَلوا أبصرتُ للجهلِ نادياً

وإن رَحَلوا أبصرتُ للبُخلِ عسكَرا

أقولُ وقد عاينتُهم عَدَدَ الحَصى

عَدِمْتُكَ جيلاً ما أقلَّ وأكثرَا

كأنَّكَ فيهمِ شارقٌ في دِجنَّةٍ

إذا أغبشَتْ مُربَدَّةُ اللَّونِ أسفَرا

أتتْكَ القوافي الغُرُّ تطلُبُ حاجةً

جزاؤُكَ فيها أن تُثابَ وتُشكَرا

غرائبُ لو نادَيْنَ في المَحْلِ عارضاً

أجابَ ولو ناشدْنَ صخراً تَفجَّرا

عَدَلْتُ عن النابي الكَهامِ بِحَلْيِها

وألبسْتُه منك الحُسامَ المُذكَّرا

فلا تَردُدِ العِقْدَ المُفَضَّلَ خائباً

بصدِّكَ عنه والرِّداءَ المُحبَّرا

شرح ومعاني كلمات قصيدة ونى في التصابي بعدما كان شمرا

قصيدة ونى في التصابي بعدما كان شمرا لـ السري الرفاء وعدد أبياتها سبعة و عشرون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي