وهي الشموس فإن رأين طوالعا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة وهي الشموس فإن رأين طوالعا لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة وهي الشموس فإن رأين طوالعا لـ السري الرفاء

وَهي الشُموسُ فإنْ رأينَ طَوالِعا

يَضحكْنَ في الفَودَين عُدن أوافِلا

وَلَطالَما عَقَلَ الشبابُ شَوارداً

منهنَّ لي في ظِلِّه وعَقائِلا

يَمسحْنَ جَعدَ غَدائري وكأنَّما

يَمسَحْنَ بالمِسكِ الذكيِّ سَلاسِلا

بيني وبينَ الجاهلَينِ ضَغائنٌ

خُزرُ النَّواظِرِ يقتضين طوائلا

فَلَئِنْ عفوتُ لأُسْدِيَنَّ عَوارفاً

وَلئِن سَطوتُ لأُسدِينَّ زَلازِلا

صَهَلا بشِعري مُقرِفَينِ فكُذِّبا

إنَّ المَقارِفَ لا يَكُنَّ صَواهِلا

وتَناهبا منه دمي فرَجَعنَ دا

ميةَ النحورِ عواطلا

في غارةٍ لم تَسقِ ظَمآنَ الثَّرى

عَلَقاً ولم تُغشِ السَماءَ قَساطِلا

كانَت لأشرافِ الملوكِ حَلائِلاً

فغدَت لأنباطِ العِراقِ حَلائِلا

الدّهرُ يعلَمُ أنني زاحمتُه

بأشدَّ منه في الشّدائد كاهلا

وهَزَزْتُ إبراهيمَ فيه وإنَّما

أعملتُ فيه مُهَنَّداً أو عَامِلا

والسيفُ ليسَ تَهُزُّه يدُ فارسٍ

إلا إذا كان الحُسامَ القَاصِلا

رَدَّ السماحَ أنيقةً أيامُه

حتَّى اشتبهنَ أواخِراً وأَوائِلا

وأَحلَّه الشرفُ الرفيعُ هِلالَه

فغَدا وراحَ به هِلالاً مَاثِلا

بحرٌ لَقِيتُ نَوالَه فتلاعَبتْ

بيَ غَمرةٌ لم أَلْقَ فيها سَاحِلا

وفتىً إذا هَزَّ اليَراعَ حَسِبْتَه

لِمَضَاءِ عَزمتِه يهزُّ مَناصِلا

من كلِّ ضافي البُردِ ينطِقُ راكباً

بلسانِ حامِله ويَصمُتُ رَاجِلا

وأَرى الدروعَ معاقلاً فإذا انتَقى

آراءَه يوماً فلسنَ مَعاقِلا

يرمي الخُطوبَ بصائباتِ عَزائمٍ

أضحَت لها جُنَنُ الخطوبِ مَقاتِلا

ولكم شجاعٍ في النوائبِ لم يكن

لحمائلِ السيفِ المهنَّدِ حَامِلا

فرَضَت عليه المكرُماتُ فَرائضاً

للمَجدِ أدَّاها وزادَ نَوافِلا

لولاه طالَ على المدائحِ أن تَرى

طَولاً تلوذُ بظِلِّه أو طائِلا

فإذا لَقِيتَ أخا المكارمِ قائلاً

لم تَلقَ إبراهيمَ إلاّ فَاعلا

وإذا السحابُ رأَت أناملَ كَفِّهِ

تَنهلُّ ودَّت إن تكونَ أَنامِلا

كم روضةٍ للمَجدِ زاهرةِ الرُّبا

ظَمِئَت إليك فكنتَ غَيثاً هَاطِلا

لمّا تَبَسَّمَ في فَنائِك نَورُها

أجريْتَ بالمعروفِ فيه جَداوِلا

فاضَت عليَّ سِجالُ كفَّك بالنَّدى

حتى ظَننتُك بالغَمامِ مُساجِلا

فوَقفتُ نفسي عن سِواك ومَنطِقي

إن المَطَالِبَ يَختَلِفنَ مَنازِلا

للهِ أنتَ إذا بَرقْتَ لآملٍ

وسَقَيتَ أخلافَ السَّحابةِ آمِلا

أخلَفتَ سَحبانَ الفَصاحةِ وعدَه

وغَدوتَ تُؤثِرُ بالعِنايةِ باقِلا

حلَّيتَ بعضَ الناسِ من ألفاظِه

حَلياً يروحُ به المُحلَّى عاطِلا

وَحَرَمْتَهُ الراحَ التي رَوَّقْتَها

وسقيتَه بالكُرهِ سُماً قاتِلا

والخَصمُ يعجَزُ عن جِدالِك هيبةً

حتى يَنوبَ الشعرُ عنه مُجادِلا

فيكونَ طَوراً في مديحِك صادقاً

ويكونَ طَوراً في عِتابِك عاذِلا

ومِنَ العَجائِب أن تَراه هَواجِراً

ولقد بعثتُ به إليك أصائِلا

لا تأنَفنَّ من العِتابِ وَقَرصِه

فالمِسكُ يُسحَقُ كي يَزيدَ فَضائِلا

ما حُرِّقَ العُودُ الذي أَشبهتَه

خطأ ولا غُمَّ البَنَفسجُ باطِلا

حاشاكَ أن يلقَى القريضُ سَمائماً

ونَداك يَلقاه صَبَاً وشَمائِلا

ما كنتَ إلا السَّمهريَّ هَزَزْتُه

فوجدْتُه لَدنَ المهزَّةِ ذَابِلا

بغرائبٍ مثلِ السيوفِ إضاءةً

وجَدَت من الفِكَرِ الدِّقاقِ صياقلا

فلو استعارَ الشيبُ بعضَ جمالِها

أضحَى إلى البِيضش الحِسان وَسائِلا

جَاءَتكَ بين رَصينةٍ ودَقيقةٍ

تُهدي إليك مَطارفاً وغَلائلا

شرح ومعاني كلمات قصيدة وهي الشموس فإن رأين طوالعا

قصيدة وهي الشموس فإن رأين طوالعا لـ السري الرفاء وعدد أبياتها اثنان و أربعون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي