وواجب أن تعرف الدليلا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة وواجب أن تعرف الدليلا لـ محمد شهاب الدين

اقتباس من قصيدة وواجب أن تعرف الدليلا لـ محمد شهاب الدين

وواجب أن تعرف الدليلا

تأتي به اجمالا أو تفصيلا

إذ كل من لم يأت بالبرهان

قلد في عقائد الإيمان

وبعضهم قد كفر المقلدا

وقال في نار الجحيم خلدا

والبعض قال الراجح المشهور

إيمانه واختاره الجمهور

لكنه إن كان أهلا للنظر

عصيانه بتركه له ظهر

فقل وجود الله يا ابن آدم

دليله حدوث هذا العالم

لانه لو لم يكن موجودا

ما كان باهى صنعه مشهودا

إذ كان قبل خلقنا في الظلم

وجودنا مساويا للعدم

وأحد المساويين قالوا

ترجيحه بنفسه محال

وإذ له مرجح سواه

رجحه فهو الذي سواه

فصح أن لولا الوجود للزم

هذا المحال فادر قولي تستقم

ثم حدوث العالم المقرر

فيما مضى دليله التغير

إذ يطلق العالم يا ذا الشان

على جميع ما سوى الرحمن

فيشمل الأعراض والأجراما

تقسم أولا تقبل انقساما

وأول الأمرين أعنى العرضا

حدوثه به العيان قد قضى

لأنه يوجد بعد العدم

وعكسه وذا نقيض القدم

والجرم أعنى ثاني الأمرين

قد لازم الأوّل دون بين

وكل شيء لازم الحوادثا

فهو بلا شك يكون حادثا

فثم يا هذا حدوث ما عدا

ذي العزة الهادي وضلت العدى

وحيثما الدليل للوجود تم

فهاك فيما بعد برهان القدم

وذاك إن لو لم يكن قديما

لكان حادثا فكن حكيما

وكل شيء حادث لا بد له

من محدث سواه ثم عدله

فيلزم الدور أو التسلسل

وذا محال باطل لا يعقل

فصح يا صاح وجوب قدمه

وتم بالبرهان شأن عظمه

ثم اعلمن أن برهان البقا

بعين ذا الدليل قد تعلقا

وذلك أن لوجاز أن يطر العدم

عليه جل لا تنفى عنه القدم

لأنه لاشك حيث قلت به

يصير جائز الوجود فانتبه

والجائز الوجود يالبيب لا

يكون إلا حادثا تأصلا

وكيف هذا وهو واجب القدم

كذا الوجود والدليل ثم تم

ثم دليل كونه مخالفا

لخلقه كما علمت سالفا

فهو إن لو ماثل الحوادثا

لكان حاشاه تعالى حادثا

إذ أحد المثلين ما جاز عليه

حاز على الآخر وانتمى إليه

وكيف ذا وهو القديم الأزلى

وقد مضى برهانه وهو جلى

وإن ترد دليل وحدانيته

فهاكه يزهو ببرهانيته

وذاك أن لو كان قد تعددا

لما من العالم شيء وجدا

لأنه يلزم منه العجز

وهو تعالى القاهر الأ عز

ولو جرى في الملك شرك لفسد

نزهه واقرأ قل هو الله احد

قيامه بالنفس أي غناه

برهانه كالبدر في سناه

وذاك أن لو كان محتاج المحل

لكان جل صفة من حيث حل

وهي لا توصف يا معاني

بمعنوية ولا معاني

وربنا اتصافه بذا يجب

فلا يكون صفة وسل يجب

هذا ولو إلى المخصص افتقر

لكان حادثا ونفى ذا استقر

فصح أن الله واجب الغنى

عن غيره ومن عداه في عنا

وقدرة الرحمن والإراده

والعلم والحياة يا ابن الساده

دليل كل هذه الخلائق

فاعجب وقل نعم الإله الخالق

وذاك أن لو كان بعضها انتفى

لكان هذا الخلق حلف الانتفا

وإذ ثبوت الخلق للعين رعى

تم به دليل تلك الأربع

ثم دليل سمعه وبصره

كذا الكلام يا فريد عصره

كتابنا والسنة المهمه

يليهما الاجماع للائمه

وضح أيضا جعله عقليا

فاعلمه لكن قدم النقليا

وهو بها لو لم يكن متصفا

لكان بالأضداد منها اتصفا

وضدها في حقه استحالا

لأنه نقص له تعالى

وهو تعالى نقصه محال

وواجب في حقه الكمال

وإن ترد أدلة الأحوال

في المعنويات على التوالي

فارجع إلى أدلة المعاني

بعينها إذ يتلا زمان

واعلم بأن جملة الأدله

تنفى بهن المستحيل كله

إذ كل أمر بدليل قد ثبت

أضداده انتفت به واحتجبت

ثم دليل كون فعل الممكن

أو تركه جاز على المهيمن

تقريره لو منه شيء وجبا

في حقه أو استحال ونبا

لانقلب الممكن مستحيلا

أو واجبا لا يقبل التبديلا

وذك يالبيب ليس يعقل

فاعرفه واحفظ ما إليك ينقل

ثم اعلمن أن صدق الرسل

برهانه وافى بهي الحلل

إذلو لهم صدق المقال لم يجب

لجاء في اخباره جل الكذب

لأنه صدّقهم بالمعجزه

وما به يوما تحدوا أبرزه

وذا من الله العزيز الباري

منزل منزلة الإخبار

بصدقهم فيما به قد أخبروا

عنه سواء بشروا أم انذروا

وهو تعالى مينه محال

فصح بالدليل الاستدلال

ثم على الأمانة المفسره

بالعصمة البرهان كل قرره

وذاك يا أريب أن لو كانوا

بفعل ما عنه نهينا خانوا

لكان مثل فعلهم منا طلب

ووجب المنهى عنه أو ندب

إذ ربنا بالاقتدا بهم أمر

في غير ما خصوا به دون البشر

والله لا يأمر بالفحشاء

نرجوه منح اللطف في القضاء

فصح يا هذا وجوب العصمه

في حقهم من فعل كل وصمه

وذا الدليل عين ما أنت به

جئت على تبليغهم فانتبه

لأنهم لو كتموا لكنا

يطلب كتمان العلوم منا

وكيف ذلك وذو الكتمان

قد باء باللعنة في القرآن

ثم على الفطانة الدليل

قد جاء يزهو وجهه الجميل

وذاك أن لولا فطانة الحجى

لما على الخصم أقاموا الحججا

إذ البليد الأبله المغفل

للخصم منه المنع ليس يحصل

وحيثما ذلك منهم قد وقع

تبين الحذق وضده امتنع

ثم دليل كون أعراض البشر

جازت عليهم كالسقام والضرر

هو المشاهدة للوقوع

بهم لأجل الأجر والتشريع

أو للتسلى أو لتنبيه الفطن

لخسة الدنيا فيا بئس الوطن

إذ ربنا لم يرضها دار جزا

لمن أحب واصطفى وعززا

لأنها ليست لهم بدائمه

فهب لنا اللهم حسن الخاتمة

فذاك حق واجب أن يعتقد

وكل ما عن الرسول قد ورد

فواجب إيماننا بالكتب

والأنبيا ذوي معالي الرتب

والموت والسؤال والنعيم

وضده في البرزخ العظيم

والبعث للأجسام عن محض العدم

بعينها والحشر بعد للأمم

ومثل هذا أخذنا للصحف

وهو لنا في يوم ذلك الموقف

كذلك الحساب والميزان

والوزن والصراط يا وسنان

وحوض طه للطاهر المطهر

من العيوب وهو غير الكوثر

ومثل ذا اعطاؤه الشفاعه

في الناكبين عن طريق الطاعه

واللوح ثم الكاتبون والقلم

والعرش والكرسى فافهم الحكم

وجنة عالية قد وجدت

وأزلفت لكل نفس سعدت

ورؤية للواحد المهيمن

مختصة بكل عبد مؤمن

ثم جحيم سعرت معده

للأشقيا يصلونها في شده

فنسأل المولى سعادة الأزل

واللطف في الدارين ما أمر نزل

هذا وخمس صونها لقد وجب

نفس ومال نهية عرض نسب

وأربع وجوب تركها ورد

نميمة وغيبة كبر حسد

وواجب تقليد بعض الأربعة

أئمة الشريعة المتبعة

وهم أبو حنيفة الممجد

وما لك والشافعي وأحمد

وواجب عرفاننا عقد نسب

طه الذي سما إلى على الرتب

وواجب للذنب فور توبه

وأن تعد إن تنتقض بالأ وبه

فأخلص التوبة حقا واندما

فإنها تجب ما تقدما

واجزم بأن الذنب دون الشرك

لا يوجب الكفر بغير شك

وأن بعض المذنبين قد وجب

تعذيبه بذنبه الذي ارتكب

وقد رأي تخلف الوعيد

في الكل بعض شيخة التوحيد

إذ خلقه يكون من شأن الكرم

وكيف لا ووابل الإحسان عم

وأن ما يحصل من خير وشر

جار علينا بالقضاء والقدر

وأن مولانا هو الرزاق

ورزق شخص نفسه إختلاق

وأن ما حرمه تعالى

يرزقه كرزقه الحلالا

وأن أفضل الأنام طرا

طه الذي عم البرايا برا

صلى عليه ربنا وسلما

ما بلبل بروضة ترنما

إيماننا معناه أن نصدقا

بما به مجىء طه حققا

ونطق ذي القدرة شرط جىء به

على الإصح للكمال فانتبه

والعمل الصالح كالصيام

هو الذي سمي بالإسلام

واعلم بأن النطق بالشهادة

يجمع ما قد أوجبوا اعتقاده

لأنها تضمنت معاني

ما مر في عقائد الايمان

من واجب وجائز وممتنع

في حق من على الخفي يطلع

أرختها يرجو شهاب الدين

اليمن والفوز بحور العين

مصليا مسلما طول المدى

على رسول الله خاذل العدى

ثم على الآل أولى المهابه

كذلك الازواج والصحابة

ما بارق لاح وغيث وكفا

وربي الرحمن حسبي وكفى

ومثلها في حق من قد ارسلوا

من النبيين الذين فضلوا

وقد جعلت آخر الكلام

كلمتي شهادة الاسلام

لعل رب العزة السلاما

يحسن لي بفضله الختاما

هذا وفيما قد ذكرته اكتفا

لمبتد مثلي في أن يعرفا

فالحمد لله على التوفيق

والاقتدا لأ قوم الطريق

إذ تم نظم هذه الأرجوزه

وهي مع اشتمالها وجيزه

وحيثما بدور تمها ازدهت

وبلغت حد الكمال وانتهت

شرح ومعاني كلمات قصيدة وواجب أن تعرف الدليلا

قصيدة وواجب أن تعرف الدليلا لـ محمد شهاب الدين وعدد أبياتها مائة و واحد و ثلاثون.

عن محمد شهاب الدين

محمد بن إسماعيل بن عمر المكي، ثم المصري المعروف بشهاب الدين. أديب؛ من الكتاب، له شعر، ولد بمكة، وانتقل إلى مصر، فنشأ بالقاهرة، وأولع بالأغاني وألحانها. وساعد في تحرير جريدة (الوقائع المصرية) وتولى تصحيح ما يطبع من الكتب في مطبعة بولاق. واتصل بعباس الأول (الخديوي) فلازمه في إقامته وسفره. ثم انقطع للدرس والتأليف، وتوفي بالقاهرة صنف (سفينة الملك ونفيسة الفلك-ط) في الموسيقى والأغاني العربية، ورسالة في (التوحيد) وجمع (ديوان شعر-ط) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي