ويا رب ما يومي وأين منيتي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ويا رب ما يومي وأين منيتي لـ عبد الحميد الديب

ويا رب ما يومي وأين منيتي

أمالي حتى في المنية موعد

بالأمس كنت مشردا أهلياً

واليوم صرت مشردا رسميا

وفي مكنتي أن أزحم النجم منزلا

أقابله في برجه وأسايره

وفوق احتمال قد أجاهد ظافرا

فتظهر لي من كل أمر سرائره

ولكنني في شرعتي لكرامتي

يقدر لي في كل خطو عواثره

كن دائما ذئب الفلا

إن أصبحت دنياك شاة

فالدهر أكثر أهله

من أدعياء لا دعاة

بينى وبين الغنى خصام

وفرقة مالها التئام

فلو تدانى إليّ يوما

لرده عني الحمام

أعود اليوم للربع المحيل

ولؤم الناس من قال وقيل

بقهوة عسكر ينبوع بؤسى

فيالله من بؤس طويل

أنا في الليل على سهدى شريد

والأسى يعرف من عبد الحميد

غير أنى في يد الجلى جليد

لست أنسى همتى ما دمت حيّا

لو ذاق هذا الورى معشار محنتنا

ما قاربوا عشهم دنيا ولا دينا

لم نرتقب فرجا في يوم كربتنا

إلا وكان لنا ضيفا يوافينا

فنظمت قلبى والوفاء قصيدة

تروى على الأحقاب والأجيال

كلّ يغنى على ليلاه متخذا

ليلى من القش أو ليلى من الحطب

تفيّأت الدنيا مديد ظلال

ومدّ على قومى رواق جلالي

وطال حنيني للغنى ولو أنني

حننت إلى وجه الإله بدا لي

ثيابى كمصطاف الغنى نوافذا

ومشتى الفقير ابن السبيل هشيما

ولي غرفة كالقبر لم تحو أرضها

سواي أثاثاً كالهباء قديما

طلعت مع الشمس من مشرق

وعشت الزعيم فلم أسبق

أنا ملك عبقرى الجلال

وأن صدف التاج عن مفرقي

فما لي تجافت بحظي السماء

كأني يا رب لم أخلق

أولست تدرى أن دونك أمة

تهوى الرفات وتعشق الأحجارا

يحيا الأديب بها طعين سنانها

ولكم يعانى ذلة وصغارا

وإذا قضى قامت على تمثاله

تذري الدموع وتنثر الأزهارا

أنا أو إبليس للدنيا عمى

هو خاف وأنا أبدو جليا

قالوا كريم قلت ما برهانكم

الكف معطية هي البرهان

فالله لو لم يحبنا بعطائه

ما كان إيمان ولا أديان

قل للذي أطريته فأدنته

منى الجميل ومنكم الشكران

ضلت الأقدار تقسيم النعيم

قسمة ضيزى وأخرى عن كرم

كيف يعطى الراحة الكبرى صنم

ويذوق البؤس حُر عالم

هجتها شوقا فقالت هيت لك

والهوى يغرى على الفسق الملك

ارحم المسفوك والعين من سفك

لست مظلوما فإني ظالم

بُليت آخر عمري بالمرائينا

الواقفين على باب الثريّينا

من كل شيخ قد التفت عمامته

على المذلّة يطوى عمره هونا

غنيّهم باع من غلات بلدته

خبثا وطالعنا نذلا يباهينا

بار اللواء جمعت بعض كتائب

والحقد فيهم مستبد متلف

وقفوا كما وقف الزمان بمحنتي

لدمى البريء جميعهم يستنزف

أأعيش بينهم شقيّا معدما

وهم غنى ناعم وموظّف

إيه يا عبد الخنا ما أنذلك

عد إلى النخاس تعرف منزلك

تشتم الديب وكم من محنة

يشتم القديش فيها والملك

عمة تحتها ضلال ولؤم

وهي عش الخنا وبيت الداء

نسجت من سفاهة وفسوق

وعلى الخسة انطوت والرياء

أطعمت ربها دجاجا حنيذا

وسقته الكونياك بعد الماء

بد لم أنس ولم تنسني

فكيف يا ابن المس أنكرتني

إن كنت ذقت اليوم طعم الغنى

فليس هذا الخلق طبع الغنى

يا مدره المرأة مهتوكة

ويا محامى النذل والأرعن

ما زلت شيخا نابيا خلقه

فأنت والعمّة من معدن

شمته الروض أريجا فذوى

خلته النجم ضياء فهوى

وإذا أنشد شعرا أو روى

ضجت الدنيا وضاق العالم

إذا جن ليلى آكل السهد جائعا

ويأكلني سهدى ودمع جفوني

وإن لاح صبح أسلمتني للأسى

عيون خصومي أو خصوم عيوني

الجود عندكم أضغاث أحلام

أكل الذبيحة من عام إلى عام

وثوى في الخان أو شاب العجم

مكرموا الغلمان أعداء الكرم

صائدو الأطيار من بين الحرم

لست مظلوماً فإني ظالم

إيه يا فصل الشتاء يا عدو الفقراء

خانني فيك غذائي خانني فيك كسائي

حين عز الدفء في داري وعند الأصدقاء

قلت للّه تعالى أجعل النار جزائي

أأبكى وشعرى بين قومى يغرد

وأفنى وذكرى في الوجود مخلد

لكان أقدس من واد ومن علم

وأشقى الربع جانبه الحيا

وفي الكون آلاف بعلمي تسعد

ولو لم يخافوا الله قالوا صراحة

أعبد الحميد الديب إياك نعبد

نعل تعالى عن الإكبار والعظم

توّج به الرأس لا تلبسه في القدم

لو كان في رجل موسى يوم موعده

شرح ومعاني كلمات قصيدة ويا رب ما يومي وأين منيتي

قصيدة ويا رب ما يومي وأين منيتي لـ عبد الحميد الديب وعدد أبياتها مائة و ثمانية و عشرون.

عن عبد الحميد الديب

عبد الحميد الديب. شاعر مصري، نشأ وعاش بائساً. قال أديب في وصفه: استحالت نفسه الشاعرة الثائرة إلى جحيم من الحقد على الناس جميعاً، ونعته بشاعر الجوع والألم. ولد بقرية كمشيش من أعمال المنوفية، وسكن القاهرة وتوفى بها، ودفن في كمشيش. في شعره جودة وقوة.[١]

تعريف عبد الحميد الديب في ويكيبيديا

عبد الحميد الديب شاعر وأديب مصري، كما تسمى بـ«وريث الصعاليك» ولد في يوليو من العام 1898م بقرية كمشيش، إحدى أعمال محافظة المنوفية بمصر، في أسرة بائسة يعولها ربها تاجر الماشية واللحوم الذي كان جُل نشاطه في المواسم والأعياد، نظرًا لطبيعة الوضع الاقتصادي للقرى المصرية في ذلك الحين.تسهب الروايات في وصف فقر الديب وعائلته، فتذكر مثلا أنه كان يرتدي الثياب الرثة، حتى في الأعياد ومواسم الفرح شأنه في ذلك شأن كثير من الأسر في القرى المعدمة والفقيرة، إلا أنه لم يصبح كلُ أبناء تلك الأسر شعراء ذوي صوتٍ يُسمَع، لذا لم نسمع بتفاصيل معاناة أحد منهم سوى «عبد الحميد الديب». ألحقَ والدُ الديب ابنه بالكُتّاب في قريته ليحفظ القرآن الكريم، وكان يحلم بأن يصبح ولدُه شيخ عمود بالأزهر، وهو أقصى طموح يمكن لأب قروي أن يطوله في ذلك الحين. ولكن كانت لـ«عبد الحميد» مآربُ أخرى من وراء مخالطته للأزهريين، فعن طريقهم حصل على دواوين أعلام الشعراء العرب كالمتنبي وابن الرومي والمعري وأبي نواس وغيرهم، فأشبع بها نهمه إلى القراءة، ورأى في نفسه هوًى إلى الشعر الحزين الباكي الذي يرثي النفس ويتقطع عليها أسًى، فقد وجد فيه تصويرًا لحاله، ومواساةً لبؤسه وحرمانه.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. عبد الحميد الديب - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي