ويلاه كم من صارخ ويلاه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ويلاه كم من صارخ ويلاه لـ طانيوس عبده

اقتباس من قصيدة ويلاه كم من صارخ ويلاه لـ طانيوس عبده

ويلاه كم من صارخٍ ويلاه

يتأوهون فلا تفيد الآهُ

من كل مطويّ الضلوع على الطوى

الجوع أضناه وهدَّ قواه

قد كان ريَّان الصبا حتى إذا

ما القوت اعوزه اغتذى بصباه

كبرت عليه إن يمدَّ يمينه

لأخي الولاءِ وإن يخيبَ رجاه

وهو الذي لم تنبسط إِلاَّ لمك

رمة وطيب مآثر يمناه

فتساقطت عبراته من يأسه

ومشى ويا لله من ممشاه

سكران ليس من المدامة سكره

بل من شقاءِ صغاره وشقاه

ما إن بكى من جوعه لكنما

جوع الصغار وأمهم أبكاه

فتركته وشغلت عنه بمثله

فلقد تكاثر بيننا الأشباه

وهناك قومٌ عند فرنٍ يصخبون

ويسخطون وما جرى مجراه

يتسابقون إِلى الرغيف وكلهم

يشكو إِلى جيرانه بلواه

وبقربهم رهطٌ وقوفٌ ينظرون

وبعضهم قد أدمعت عيناه

يتشوقون إِلى الرغيف وما لهم

ما يشترونَ بهِ فوا اسفاه

وهناك أرملةٌ تحنُّ إِلى الذي

كانت قُبيل وفاته تهواه

لما ترمّل يومها من شمسهِ

وترصَّعت بالنيرات سماه

خرجت مبرقعة فلم يَرَ وجهها

إِلاَّ الذي كانت تريد يراه

ما كان عن زَيغ فإن عفافها

مثلٌ تطيبً بذكره الأفواه

لكنما قد راعها فأزاغها

جوع الصغير يصيح يا أماه

وهناك شيخٌ كان قبلُ يعوله

ولداه بل ذخراه في دنياه

نادتهما حربُ الحروب فلبّيا

ومضى إِلى حوماتها ولداه

فمضى يطوّف في الشوارع باكياً

ويقول قولاً قد لا أنساه

رباه أني ما اثمتُ فما الذي

تجدي حياتي اليوم يا رباه

داتي حياتي والدواءُ منيتي

والعبد ملتمسٌ فجد بدواه

ورضيعِ ثديٍ ذي تمائم مُحوِلٍ

ما كان يجهل ما بنا الاه

يبكي فلا ثديٌ ولا لبن ولا

قوتٌ ينوب منابه لغذاه

والام والهةٌ تود لو انها

طبخت حشاها كي تصون حشاه

والناس ممتعضون لا يدرون ما

أصل البكاءِ وإن دروا يتلاهوا

خفت الصراخ وقد دوى في أثرهِ

صوت تلعلعَ في الفضاءِ صداه

فتراكضوا فإذا به في حجرها

وبعنقها قد طوقته يداه

لا طفلَ يسألُ أمه قوتاً ولا

أمٌّ تنوّح بعده لنواه

ويتيم أرملةٍ أسير حداثة

قتلت صروف النائبات أباه

طرَق البيوت فاقفلت في وجهه

جاب الشوارع فانبرت قدماه

متألماً يشكو وما من سامعٍ

يحنو عليه أو يجيب نداه

والغيث منهملٌ رذاذاً فوقه

فيكاد يمزج ماءَه بدماه

حتى إذا فقد القوى اتخذ الفراش

من الثرى ومن السماءِ غطاه

لم يلقَ في تلك الربوع رداً يقي

ه من الردى فالموت كان رداه

وهناك عذراءٌ لعوبٌ بالنهى

ترجو الزمانَ بقدر ما تخشاه

لم تدرِ من معنى الفتى إِلا الذي

قد علموها وهو أن تأباه

خرجت وقد عزَّ الطعام بليلةٍ

تتلمسُ الإحسان من نعماه

الطهر يحملها على أغضابه

والجوع يدفعها إِلى ارضاه

فدرت معانيه وسدت جوعها

يا ويله مما جنته يداه

أما المريض فقد قضى متألماً

متعذباً والموت كان عزاه

وجَد الممرض والطبيب وإنما

عزَّ الدواءُ له فعزَّ شفاه

هذه مجاعتنا وهذا وصفها

ما زاد عنه فهو في معناه

ما عزَّ قوتٌ في البلاد ولم نجع

من ذاك بل من حصره وغلاه

من ظلم قومٍ يذبحون فقيرهم

فإذا اغتنوا بدمائه يتباهوا

من أهل جاهٍ يطردون فقيرهم

بكلابهم وكذا يكون الجاه

من كل ذي مالٍ يرى جيرانه

يتضوعون فيلتهي بغناه

من كل ذي شرفٍ غِذا استنجدته

ذهبت مرؤته رضاع وفاه

من كل ذي دِين قد اطَّرح الكتا

ب ولم يخف في الحشر من أوحاه

إني رأيت بأم عيني سيداً

مطران قومٍ يحمدون تقاه

كنا نحدثهُ فمر بنا فتى

متسولٌ فاتاه واستعطاه

قطع الحديث على النيافة فالتظى

من بائس قد مَسَّه بعلاه

فاذله وأهانه بل سَبَّهُ

بل شكَّهُ في صدره بعصاه

داءَ الحروب وأيُّ داءٍ أنت لم

يعلم أطباء السياسة ما هو

يتفنن العلماءُ في طُرُق الردى

هلاّ تفننهم بدفع بلاه

حربٌ غدت فيها الرجالُ رخيصةً

ذُكِرَ الحِمامُ وأصبحوا معناه

فمياههم فوق البحار دماؤهم

ودماؤهم فوق التراب مياه

ملك رئيسٌ امبراطورٌ وسل

طانٌ وقائد عصبة والشاه

من مغرب الدنيا لمطلع شرقها

من شرقها الأَدنى إِلى أقصاه

خاضت شعوب الأرض لجتها وما

لزم الحياد هناك إِلا الله

شرح ومعاني كلمات قصيدة ويلاه كم من صارخ ويلاه

قصيدة ويلاه كم من صارخ ويلاه لـ طانيوس عبده وعدد أبياتها واحد و ستون.

عن طانيوس عبده

طانيوس بن متري عبده. من كبار مترجمي القصص الروائية عن الفرنسية، ترجم منها عدداً لم يتفق لكاتب عربي سواه أن نشر مثله. وله نظم كثير، جمعه في (ديوان) طبع الجزء الأول منه، والثاني لا يزال مخطوطاً. ولد في بيروت، ومال إلى الموسيقى فعمل ملحناً في فرقة تمثيلية، وانتقل إلى الإسكندرية، فأصدر جريدة (فصل الخطاب) سنة 1896م، ثم اشترك في تحرير الأهرام، فالبصير، وأصدر مجلة (الراوي) ولما أعلن الدستور العثماني عاد إلى بيروت، فأقام إلى ما بعد الحرب العامة الأولى، ورجع إلى مصر فكان من محرري جريدة الأهرام بالقاهرة، وأفشى أسراراً للماسونية، فقيل: حاول مجهولون قتله، وسافر إلى بيروت مستشفياً، فتوفي فيها، وكان سريع الترجمة، يتصرف بالأصل المنقول عنه، زيادة واختصارا، وفي ديباجته طلاوة خلص بها نثره وأكثر شعره من التعمل. من قصصه المترجمة (البؤساء -ط) ، و (عشاق فينيسيا -ط) ، و (مروضة الأسود -ط) ، و (جاسوسة الكردينال -ط) ، و (عشاق فينسيا -ط) سبعة عشر جزءاً، و (الساحر العظيم -ط) ، وغير ذلك وهو كثير.[١]

تعريف طانيوس عبده في ويكيبيديا

طانيوس أفندي عبده (1869م-1926م) أديب وصحفي وروائي ومترجم لبناني، من رعيل مثقفي التنوير الأوائل، أنشأ في الإسكندرية صحيفة فصل الخطاب، وأصدر سلسلة الروايات القصصية فظهر منها أربعون عددا، وأصدر جريدة الشرق اليومية ومجلة الراوي الأسبوعية، وله مجموعة كبيرة من الروايات المؤلفة والمترجمة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. طانيوس عبده - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي