يأبى إذا خطر العقيق بباله

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يأبى إذا خطر العقيق بباله لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة يأبى إذا خطر العقيق بباله لـ السري الرفاء

يَأبَى إذا خَطَرَ العقيقُ ببالِه

إلا اطَّراحَ العَذلِ من عُذَّالِه

قَسَمَ الدّموعَ على المنازلِ عالماً

أنّ الجوى فيهِنَّ من أنذالِه

وَهُوَ الكَثِيبُ تلاعَبت أيدي النَّوى

بكثيِبهِ وقضيبِه وهِلالِه

رَاحُوا به واللّحظُ يقدَحُ جُرأةً

فَيكُرُّ بين حُجولِه وحِجالِه

والشَّوقُ ينثُرُ دمعَه في خَدِّهِ

فيقَرُّ أو يَجري على جِريالِه

يادارُ جادَ بها الفِراقُ جَمالَها

فغدا وراحَ على ظُهورِ جِمالِه

ما بالُ رِيمِكِ لا يُتاحُ لِقاؤُه

لمُحبِّه إلا غداةَ زِيالِه

فسُقِيتِ رَجعَ حُدوجِه وسقَى الحيا

محتلَّهُ وسُقيتُ عَودَ وِصالِه

ورقيقةٍ كالآلِ نادمني بها

كِسرى فرُحتُ كأنَّني من آلِه

ألقَاه إمَّا حَاسِراً لصَبوحِه

فيها وإمَّا دارعاً لقِتالِه

وأراه ساقَ لنا أداةَ شَمولِه

مجموعةً بيمينِه وشِمالِه

أو نابِلاً لمّا تَكامَلَ نَزعُه

لم تتَّصل أغراضُه بِنبالِه

أتُراه صانَ عن الرَّمِيَّةِ سَهمَه

أم رأفةٌ مَنَعته عن إِرسالِه

عصرٌ مَزَجتُ شَمائلي بشَمولِه

وظِلالُه ممزوجةٌ بشَمالِه

حتَّى حَسِبتُ الوَردَ من أشجارِه

عَبِقاً أو الرَّيحانَ من آصالِه

وكأنيي لمّا ارتديتُ ظِلالَه

جارُ الوزيرِ المُرتدي بظِلالِه

الواترِ الأموالِ يومَ عَطائِه

والنافضِ الأوتارِ يومَ نِزالِه

مَلِكٌ تُحاذرُه الملوكُ فمُمسِكٌ

بحبالِه أو هالكٌ بِصِيالِه

أموالُه في السِّلمِ من أنفالِها

ونفوسُها في الحربِ من أنفالِه

صُقِلَ الزمانُ فعادَ في أيامِه

كالبُردِ في تفويفِه وصِقالِه

إن كنتَ تشتاقُ الحِمامَ فعادِه

أو كنتَ تختارُ الحياةَ فوالِه

يُعطِيك ما يُعطيه كرُّ جيادِه

وشَبا أَسِنَّته وحَدُّ نِصالِه

حملَ القنَا فاهتزَّ في مُهتزِّهِ

طرَباً له واختالَ في مُختالِه

فأَرى العدوَّ نقيصةً في عُمرهِ

وأرَى الصديقَ زيادةً في حالِه

بوقائعٍ للبأسِ في أعدائه

ووقائعِ للجود في أمواله

عَذَلوه في الجَدوَى وَمن يَثنِي الحيا

أم من يَسُدُّ عليه طُرْقَ سِجالِه

متشابهُ الطَّرَفينِ أصبحَ عمُّه

في ذُورةٍ لم تَعْدُ ذُروةَ خالِه

شرفٌ أطالَ قَنا المُهَلَّبِ سَمْكَه

حتَى أظلَّ وعمَّ في إظلالِه

فإذا بدَت زُهْرُ الكواكبِ حولَه

كانَت عمائمُهنَّ من أذيالِه

راحَ المُغِيرةُ وهو من أجوادِه

وغَدا قُبَيصةُ وهو من أبطالِه

غارَت صدورُ رِماحِكم بصُدورِه

والناسُ مشترِكون في أَكفالِه

أما السَّماحُ فقد تبسَّمَ نَوْرُه

بعدَ الذّبولِ وعادَ نُورُ ذُبالِه

أطلقْتَ من أغلالِه وشَفَيتَ من

أَعلاِله وفتحتَ من أقفالِه

إنَّ الوزيرَ دَعا إلى غَمرِ النَّدى

من كان موقوفاً على أوشالِه

أُثني عليه ثناءَ رَوضً هَزَّه

سَيلُ الحيا فاهتزَّ في إسبالِه

واقولُ للسَّاعي ليُدرِكَ شأوَه

أنتَ الجوادُ ولستَ من أشكالِه

كَمَلَتْ مَناقُبه فلو زادَ امرؤٌ

بعدَ الكمالِ لزادَ بعدَ كمالِه

وغَدَت خَلائقُه أحَقَّ بمنطِقي

فمزَجتُ صفوَ زُلالِها بزُلالِه

أُهدي له ما رَقَّ من أفوافِه

وأُبيحُه ما رَقَّ من سَلسالِه

ويقولُ لي قومٌ فَضَلْتَ وإنّما

فَضلُ الثَّناءِ عليهِ من إفضالِه

لا حمدَ لي إن راحَ دُرُّ مدائحي

عِقداً وقد فصَّلتُه بخِلالِه

شرح ومعاني كلمات قصيدة يأبى إذا خطر العقيق بباله

قصيدة يأبى إذا خطر العقيق بباله لـ السري الرفاء وعدد أبياتها واحد و أربعون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي