يا آل عثمان لا ندري أنعتذر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا آل عثمان لا ندري أنعتذر لـ أحمد الكاشف

اقتباس من قصيدة يا آل عثمان لا ندري أنعتذر لـ أحمد الكاشف

يا آل عثمان لا ندري أنعتذرُ

عن تركنا العيد أم باللوم نبتدرُ

إن المعاذير طاعون يلازمنا

وهيضة تنطوي حيناً وتنتشر

والنار تذكو وعجز النيل يطمعها

في كل شيء فلا تبقى ولا تذر

وإن في العتب تعليلَ النفوس وما

كنا لنعتب لولا الهمُّ والضجر

كنتم إذا ما شكونا جور غالبنا

كذَّبتمُ وادعيتم أنه بطر

واليوم لا نشتكي حكماً ولا حكما

ولا نعوذ بكم مما أتى القدر

ولا نكلِّفُكم حرب الطبيعة إذ

لا بيضُكم عندها تغني ولا السمر

ولا سألناكمُ مالاً يكون لنا

عوناً فلسنا إلى ذي الفقر نفتقر

لكننا نرتجي منكم مجاملة

نسلو بها وعلى الأهوال نصطبر

بكى بنو الصين من أخبارنا جزعاً

وما استفزَّكم عن أمرنا خبر

يا قوم قد وجبت فينا مراحمكم

وآن أن تصفحوا عنا وتغتفروا

إن ساءكم ما مضى من إثمنا فلنا

مما دهانا عن الآثام مزدجر

هلا ذكرتم لنا صنعاً ومأثرة

إن كان للذكر في ألبابكم أثر

فكم جهرنا وأعلنا محبتكم

رغم الذين بقاسي بغضكم جهروا

وأنذرونا فزدناكم مظاهرة

حتى اكتفيتم وما أغنتهم النذر

وقد تبرأ منكم كل ذي صلة

بكم وبات شديد الخوف يستتر

خضنا عجاجين من ليل أحم ومن

دم ودسنا العوالي وهي تشتجر

ولا نمن عليكم أو نعيركم

بطائلات أيادينا ونفتخر

فالقوس منكم ومنا السهم والوتر

والأسد أنتم ونحن الناب والظفر

عيد وما عاد فيه ما تعوده

أبناء مصر سوى الكرب الذي حذروا

لئن رقصتم له عجباً فقد رقصوا

تألماً وبكأس الحزن قد سكروا

وإن أضأتم مصابيح احتفالكم

ففي قلوبهمُ للغيظ مستعر

وإن سهرتم تجيلون النواظر في

أبهى المجالي فهم في الخوف قد سهروا

وإن تكن رنة العيدان سامركم

فالنائحات مغنّى القوم والسمر

يا آل عثمان والدنيا مولية

عنا وعنكم إذا لم تنفع العبر

وإن بقيتم على هجر فشملُكُمُ

وشملنا شَذَرٌ بين العدى مذر

عودوا بلاداً أصيبت في عزائمها

ومالها وبنيها فهي تحتضر

فلم يُقِمْ شعراءُ النيل موسمَهم

ولا استفزَّتهم الألقاب والبدر

قد كان ينظم در التهنئات فمي

فاليوم تنثر من أجفاني الدرر

وكنت أهتف مرتاح الجوانح إذ

أراوح الروض بسّاماً وابتكر

فأصبحت روضة الآداب عاطلة

فكيف أشدو ولا زهرٌ ولا ثمر

إني وإن كنت في سخط لمعترفٌ

بأنكم لو نصرتم مصر تنتصر

وإن تغير ماضيكم بحاضركم

فلن تحل بقلبي المخلص الغِيَر

أضعت أياميَ الأولى سدى فغدت

تلومني فيكمُ أياميَ الأخر

لكنني ناشىء في معشر شُغفوا

حباً لكم وعلى طاعاتكم فُطروا

وما نسوا عيدكم إلا لأنهمُ

في نكبة عندها خانتهم الفكر

وكم فرحنا لكم إذ نلتم ظفراً

وما جزعتم لنا إذ نالنا الضرر

أتأجرون محبيكم بهجرهمُ

نعم الجميل ولكن بئس ما أُجِروا

فما لهم غير ما ترضونه غرضٌ

وما لكم غير ما يأبونه وطر

يا رب أنت لنا فارفق بأفئدة

تكاد من شدة الآلام تنفطر

وارحم صدوراً يكاد الضيق يطبقها

كأن أنفاسها من حرها شرر

وارفع عقابك عنا إننا بشر

صرنا بأمرك بعد الغي نأتمر

واقبل إنابتنا إنا لعفوك وال

غفران والبر والرضوان ننتظر

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا آل عثمان لا ندري أنعتذر

قصيدة يا آل عثمان لا ندري أنعتذر لـ أحمد الكاشف وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.

عن أحمد الكاشف

أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف. شاعر مصري، من أهل القرشية (من الغربية بمصر) ، مولده ووفاته فيها قوقازي الأصل. قال خليل مطران: الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجاء ومقرع أمم، ومرشد حيارى. كان له اشتغال بالتصوير ومال إلى الموسيقى ينفس بها كربه. واتهم بالدعوى إلى إنشاء خلافة عربية يشرف عرشها على النيل فتدارك أمره عند الخديوي عباس حلمي، فرضي عنه، وكذبت الظنون. وأمر بالإقامة في قريته (القريشية) فكان لا يبرحها إلا مستتراً. (له ديوان شعر - ط) .[١]

تعريف أحمد الكاشف في ويكيبيديا

أحمد الكاشف أو أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف، شاعر مصري معروف من أصل شركسي، كان معاصرًا للشاعر أحمد شوقي، وله مواقف وطنية مشهودة. وُلِد في قرية القرشية من محافظة الغربية بمصر عام 1878م الموافق 1295 هـ. جيء بوالده طفلًا صغيرًا من شمال القفقاس إلى مصر، فتبناه ذو الفقار كُتخُداي وتولّى تربيته. ويقال أن والدته خديجة بنت سليمان من أصل مورلّي باليونان وأن خالته كانت متزوجة من أمين باشا الشمسي سرتُجَّار بندر الزقازيق وأحد المتحمسين للثورة العرابية. تعلّم القراءة والكتابة ومبادئ اللغة الفرنسية وتقويم البلدان والحساب والتاريخ والهندسة والنحو واللغة. كان له ميل كبير إلى التصوير فعمل على تنمية هذا الميل، كما كان له ميل للاستماع إلى الموسيقى، اهتمّ كثيرًا بدراسة تواريخ وسير حياة النابغين والمتميزين بالتفوق والإبداع. بدأ نظم الشعر في مطلع حياته الأدبية مادحًا الأدباء والكتّاب الكبار، كوسيلة ممتازة للإتّصال بهم والتفاعل معهم والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم. تقول عنه الأهرام في عددها الصادر بتاريخ 27 أبريل 1898: «شرع حضرة أحمد أفندي الكاشف أحد أعيان القرشية وناظر المدرسة الأهلية قي تأليف رواية أدبية تاريخية سياسية حماسية سماها "البطل الكريدي" جرت حوادثها في الثلث الأول من هذا القرن فتضمن تاريخ حرب اليونان واستقلال المورة وتغلب العساكر المصرية على ثوار كريت وغير ذلك من الحوادث التي يجدر بكل عثماني الاطلاع عليها وقد تصفحت عدة فصول منها فألفيتها حسنة التركيب بليغة الإنشاء مرصعة بالأشعار الرقيقة فنثني على حضرته ونرجو لمشروعه النجاح». صدر شعره الذي كتبه أثناء حياته في جزئين من مجلّدين كبيرين بعنوان ديوان الكاشف. قال عنه الشاعر خليل مطران يصف طبيعة شعره: «الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجا، ومُقرِّع أُمم، ومُرشِد حيارى».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد الكاشف - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي