يا أحمد الود أتاك الرفيق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا أحمد الود أتاك الرفيق لـ أحمد تقي الدين

اقتباس من قصيدة يا أحمد الود أتاك الرفيق لـ أحمد تقي الدين

يا أَحمدَ الوُدّ أَتاكَ الرفيقْ

عن رفقةٍ غادرتَهم في الطريقْ

دموعُهم حمرٌ وأنفاسُهم

حمرٌ وأصداءُ القوافي شهيق

هذي عُكاظٌ مِن فتاها خلتْ

وأغرورقتْ رهنَ السكونِ العميقْ

تلفتتْ في الروض مُلتاعةً

تسألُ في الآسِ المُندّى الوريق

عن بلبلٍ حرّك تغريدُه

ذوائبَ الصّبحِ الجديِ الفتيق

ونابتِ الأغصانُ عن غائبٍ

بأَنَّةٍ يزخرُ فيها الحريق

أَوَّاهِ لم يبقَ سوى ريشهِ

في الروضِ ما بين السَّنى والبريق

الشاعرُ القاضي تولّى فيا

شوقَ القوافي للربيعِ العبيقْ

والمنبرُ المشتاقُ في وحشةٍ

لنبرةِ القاضي الخطيبِ الطليق

يغمرُ بالإحساسِ أعوادَه

فينثني المنبرُ قلباً شفيق

أَحمدُ غصنُ العزِّ من دوحةٍ

لها على الأَفياءِ عهدٌ وثيقْ

ظِلالُها في الشّوفِ ممتدّةٌ

عرضَ الرُّبى في كل فجٍّ سحيق

يَلوي عليها الفجرُ في زهوِه

مُطيَّباً أغصانَها والعُروقْ

فكلُّ قفرٍ من شذاها شذاً

وكلُّ وادٍ باتَ وادي العقيق

بنو تقيِّ الدينِ فانزلْ على

خُلقٍ معلّىّ ووفاءٍ عريق

إذا انبرى في السبقِ منهم فتىً

أَعيا على الخاطرِ وهمُ اللُّحوق

في اللينِ والرقةِ أَنعمُ من

وشوشةِ العُشقِ بأُذنِ العشيق

والبأسِ والشدةِ أروعُ من

دَكِّ الرُّبى أَو ضجّةِ المنجنيق

مُرنِّحُ الفُصحى بآياتِه

ونافحٌ بالطيبِ روضَ الحقوقْ

عرائسُ الأحكامِ من وشيهِ

تَخطرُ في ثوبِ البيانِ الأَنيق

كأنها النورُ بمجدِ الضُّحى

والشمسُ مدتْ خدَّها للشروق

أَرحبُ من دنيا المُنى ذهِنُه

وطرسُه غِلٌّ عليه وضيّقْ

تزمجر الآهةُ في صدرٍه

وتغتدي دمعاً وغصاًّ بريق

كأنما الحسُ حرامٌ على

قلبٍ بأحلامِ المعالي خَفوق

الأُفقُ الصّاحي فدى خاطرٍ

يومضُ بالإلهام ومضَ البُروق

يقرُّ فوقَ النجمِ أَذيالَه

فوقَ الثُّرَّيا والشُّعاعِ الدقيق

وتُمرعُ السدرةُ تيّاهةً

بنفحةِ الوردِ وزهوِ الشقيق

ما الشعرُ عند العرشِ في غربةٍ

هذا شقيقٌ في ديارِ الشقيقْ

ويصغرُ الدمعُ على شاعرٍ

أَقلامُه مغموسةٌ في العقيق

في مسرحِ الحكمةِ من شدوهِ

لحنٌ رقيقٌ فوق لحنٍ رقيقْ

لهفَ لياليها وسُمّارِها

في غيبةِ الدِّنْ وغيضِ الرحيق

أَبا فريدٍ خذْ رثائي وما

هذي القوافي غيرَ لهْبِ الحُروقْ

قد ضمّنا بالأمسِ نادى العُلى

ومدمعٌ حَرٌّ وحظٌّ عَقوق

وقد تسابقنا إلى راحةٍ

وأنتَ ما زلتَ الجوادَ السَّبوق

والناسُ أثنانِ فإمّا امروٌ

هادِ وأمّا تائهٌ في الطريق

فانظرْ من الشاطئِ واعطفْ على

أَخيكَ وابسُطْ راحةً للغريق

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا أحمد الود أتاك الرفيق

قصيدة يا أحمد الود أتاك الرفيق لـ أحمد تقي الدين وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.

عن أحمد تقي الدين

أحمد تقي الدين. شاعر، ولد في بعقلين، ودرس في المدرسة الداوودية ثم مدرسة الحكمة. ثم درس الشريعة على كبار العلماء ثم أصبح من محجاته في لبنان. زاول المحاماة، ثم عين قاضياً وشغل مناصب القضاء في عدة محاكم منها، بعبدا وعاليه، وبعقلين وكسروان وبيروت والمتن. وقد كان مرجعاً لطائفته الدرزية في قضاياها المذهبية وقد كان شاعراً عبقرياً حكيماً، يعالج علل الأمة، بفكر ثابت ورأي سديد ومدارك واسعة. له (ديوان شعر - ط) .[١]

تعريف أحمد تقي الدين في ويكيبيديا

أحمد عبد الغفار تقي الدين (1888 - 29 مارس 1935) شاعر وقاضي لبناني. ولد في بعقلين، ودرس في المدرسة الداودية في عبيه ثم مدرسة الحكمة في بيروت. درس الشريعة على كبار العلماء ثم عُيِّن قاضيا سنة 1915، وشغل منصب القضاء في محاكم عدة وظل بسلك القضاء حتى آخر حياته. وكان مرجعاً في القضايا المذهبية لطائفة الدرزية. وصف بشاعراً «عبقرياً حكيماً، يعالج علل الأمة، بفكر ثابت ورأي سديد ومدارك واسعة». مُنح وسام الاستحقاق اللبناني بعد رحيله، ورفع رسمه في دار الكتب الوطنية (1974) إحياء لذكراه، ورصد ريع ديوانه لإنشاء نادٍ باسمه في مسقط رأسه.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد تقي الدين - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي